حملة إسرائيلية على المنظمات العالمية لتشديد حصار الفلسطينيين

كعادته، حاول نتنياهو استغلال الأمر لتلميع صورة بلاده والتحريض على الفلسطينيين للتغطية على جرائم الاحتلال، وأصدر شريطًا مصورًا باللغة الإنجليزية يزعم فيه أنه يهتم بالفلسطينيين أكثر من قادتهم، وأن أموال المساعدات تستغلها حماس.

حملة إسرائيلية على المنظمات العالمية لتشديد حصار الفلسطينيين

صعّدت إسرائيل خلال الأسبوعين الأخيرين من حملتها ضد المنظمات العالمية الناشطة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بهدف تضييق الحصار عليهم، لا سيما في قطاع غزة، إذ قامت باعتقال موظفين اثنين في منظمتين دوليتين تتهمهما بمساعدة حركة حماس، وبالمقابل، افتتحت مركزًا لرصد تحركات حركة المقاطعة وتتبع نشطائها.

واعتقلت إسرائيل مؤخرًا مدير فرع منظمة 'وورلد فيجين' الأميركية، محمد الحلبي، والمهندس وحيد البرش، العامل في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، في محاولة منه لتضييق الخناق على قطاع غزة ومنع وصول المساعدات الدولية إليها، بذريعة دعم حماس.

اعتقال مدير 'وورلد فيجين'

واعتقلت قوات الاحتلال محمد الحلبي، مدير فرع منظمة 'وورلد فيجن' الأميركية في غزة، بتهمة تحويل مساعدات نقدية تقدر بملايين الدولارات خلال السنوات الأخيرة إلى حركة حماس وذراعها العسكري في قطاع غزة.

اتهام موظف UNDP بدعم حماس

وأعلن جهاز الأمن الإسرائيلي العام (شاباك)، اعتقال المهندس وحيد البرش، من جباليا في قطاع غزة ويعمل موظفا في الأمم المتحدة، وذلك بادعاء تقديم المساعدة لحركة حماس.

ووفقا لمزاعم الشاباك فإن البرش 'استغل عمله في وكالة تابعة للأم المتحدة من أجل القيام بنشاط أمني لصالح حماس'.

ويتهم الشاباك البرش بالمساعدة في بناء مرسى لاستخدام الذراع العسكري لحماس، كتائب القسام، في شمال القطاع.

من جانبه، قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، إنه قلق إزاء الادعاءات الإسرائيلية. وأضاف البرنامج الأممي في بيان 'لن نتسامح مطلقا تجاه أي خطأ يحصل في برامجنا أو مشاريعنا'.

ولاحقًا، أعلنت الأمم المتحدة رفضها للمزاعم الإسرائيلية بعد إجراء تحقيق داخلي، كشف عن مدى الشفافية في التعامل والتقارير المقدمة، وأن المستندات سليمة ولا تشير إلى تقديم أي أموال أو دعم لحركة حماس.

ملاحقة نشطاء BDS

ومؤخرًا، افتتحت إسرائيل مكتبًا في مدينة القدس، يعمل على تلقي الأخبار والمعلومات عن طريق الهاتف أو البريد الإلكتروني حول نشاطات حركة مقاطعة إسرائيل العالمية (BDS) والفاعلين فيها، تحركاتهم وصورهم، من أجل محاولة عرقلة النشاطات ومنع الناشطين من دخول إسرائيل.

ويوفر المكتب إمكانية إرسال صور وملفات عن الحركة وعن النشاطات التي تقيمها، ويطلب العاملون معلومات مفصلة عن عدد الأشخاص المشاركين وأسمائهم ومكان سكنهم ونوع النشاط وإذا ما تم استعمال كاميرات للتصوير وإلى أي تنظيم أو مؤسسة ينتمون.

ترحيل نشطاء BDS من البلاد

وتدير المكتب منظمة 'ليف عولام' (قلب العالم)، وتعمل على تعقب حركة المقاطعة وتحويل المعلومات لوزارة الداخلية ووزارة الأمن الداخلي، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع المشاركين من دخول الأراضي الإسرائيلية.  

ويقف على رأس هذه المنظمة، طليق الناشطة في حركة المقاطعة 'ريتا بيي'، التي تم ترحيلها من إسرائيل إلى سويسرا بداية الشهر الحالي، بأمر من وزير الداخلية، بسبب نشاطها في الضفة الغربية ومناهضتها للاحتلال والاستيطان، والعمل على فصح الانتهاكات الإسرائيلية في أوروبا والعالم.

ومقابل هذا المكتب، قرر وزير الداخلية، أرييه درعي، ووزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، تشكيل طاقم يعمل على التعرف على نشطاء حملة المقاطعة ومنع دخولهم البلاد، وطرد الموجودين من النشطاء.

نتنياهو يعتلي الموجة

وبعد الإعلان عن اعتقال الموظفين، كعادته، حاول نتنياهو استغلال الأمر لتلميع صورة بلاده والتحريض على الفلسطينيين للتغطية على جرائم الاحتلال، وأصدر شريطًا مصورًا باللغة الإنجليزية يزعم فيه أنه يهتم بالفلسطينيين أكثر من قادتهم، وأن أموال المساعدات تستغلها حماس.

اقرأ/ي أيضًا | منظمات أهلية تستنكر تحريض الاحتلال على المنظمات الدولية

وادعى نتنياهو عن المساعدات الإنسانية التي توفرها دول العالم ومنظمات خيرية مثل الأمم المتحدة وورلد فيجين، تذهب إلى حركة حماس بدل الوصول إلى الفقراء والأبرياء من الفلسطينيين، وأن حماس استغلت هذه الأموال من أجل صنع أسلحة لقتل اليهود.

التعليقات