لإبعاد التهديدات الحدودية: خط ساخن مع موسكو ومعالجة سوريين

إسرائيل تلجأ إلى منع حصول أي تغيير في الوضع الراهن في الجولان ومواصلة التنسيق مع روسيا عبر الخط الساخن والوفود العسكرية إلى موسكو، ودعم عودة أوندوف إلى الجولان ومواصلة تقديم العلاج الطبي للمصابين السوريين والذي وصل عددهم إلى الآلاف

لإبعاد التهديدات الحدودية: خط ساخن مع موسكو ومعالجة سوريين

قوات الاحتلال الإسرائيلي في الجولان، أرشيفية

كشف ضابط إسرائيلي كبير أن إسرائيل تلجأ إلى عدة طرق لتثبيت الأوضاع على الحدود مع سورية، تتركز أساسا في منع حصول أي تغيير في الوضع الراهن في الجولان، ومواصلة التنسيق مع روسيا عبر الخط الساخن والوفود العسكرية إلى موسكو، ودعم عودة قوات الأمم المتحدة لفض الاشتباك إلى الجولان، إضافة إلى مواصلة تقديم العلاج الطبي لمواطنين سوريين، والذين وصل عددهم إلى الآلاف.

واستند محلل موقع 'واللا' الالكتروني لشؤون الجيش والأمن، أمير بوحبوط، إلى معطيات مفادها أنه منذ أن بدأت الحرب في سورية، قتل أكثر من 550 ألف شخص، وأصيب نحو 2.2 مليون، وتم تهجير نحو 7 ملايين، ويقدر حجم الأضرار للبنى التحتية بنحو 270 مليار دولار، ليشير إلى التساؤل الذي يبرز حول كيف يمكن إعادة الوضع إلى ما كان عليه في سورية في العقود القريبة؟ حيث أن الحرب المتغيرة تقود إلى اتجاهات جديدة في جهاز الأمن الإسرائيلي على الساحة السورية، وخاصة على خلفية النشاط الروسي الواسع في المنطقة، والقواعد الدائمة التي تقام على شواطئ البحر المتوسط.

ويشير الجيش الإسرائيلي إلى تغيير اعتبره إستراتيجيا، تمثل في إطلاق صاروخ أرض – جو باتجاه إسرائيل، قبل بضعة أسابيع، ردا على غارة إسرائيلية.

وبحسب ضابط كبير في الجيش، فإن نظام الأسد قد راكم ثقة بالنفس إزاء إسرائيل، ولذلك غير عقيدته الأمنية تجاهها. وأن الأسد، الذي تم تدمير غالبية قدراته العسكرية، يحاول اليوم إعادة تأكيد ذاته من جديد بمساعدة روسيا وإيران وحزب الله، وهو ما قد يفسر لماذا اتخذ النظام السوري قرارا باستخدام غاز السارين ضد المواطنين.

وبحسب الضابط نفسه، فإن استخدام غاز السارين يشير إلى الضائقة التي يعيشها النظام السوري. فالأسد يجد صعوبة في الوصول إلى الحسم في مناطق كبيرة رغم تعزز قوته في غرب سورية. ويضيف الضابط نفسه أنه 'في كل مكان يعتقد أنه حقق السيطرة، بما في ذلك دمشق، فإنه يستيقظ في الصباح ليكتشف أن داعش نجح في تنفيذ هجوم'.

ويقول أيضا إن مخاوف الأسد من أن اللجوء إلى عمليات برية جدية تسبب له خسائر كبيرة، وهي مخاوف قائمة لدى روسيا وإيران وحزب الله أيضا، دفعته إلى استخدام غاز السارين، وعدم الاكتفاء بالغارات الجوية.

يقول الضابط الإسرائيلي إنه في هذه المرحلة تعتمد إسرائيل على أربع عمليات واضحة بهدف تثبيت الحدود مع سورية، وإبعاد التهديدات المختلفة الناجمة عن الحرب في سورية.

أولها العمل على إحباط كل محاولة للإخلال بالوضع الراهن في المنطقة، سواء كان الحديث عن تهريب أسلحة أو إطلاق نار باتجاه إسرائيل، مثلما حصل يوم أمس، الجمعة، في الجولان. وكان العنوان في هذه الحالة، ولا يزال، هو قوات النظام السوري. وكان الجيش الإسرائيلي قد هاجم، في السنتين الأخيرتين، أهدافا كثيرة تابعة للجيش السوري، وتسبب بأضرار للبنى التحتية ومنظومات الأسلحة، وأوقع خسائر في صفوف الجيش السوري؛

وثانيها هو أن الجيش يواصل الحفاظ على آلية تجنب الاحتكاك مع روسيا، وخاصة 'الخط الساخن' بين الجيشين في حالة الطوارئ في الزمن الحقيقي، ومنع سوء التفاهم، حيث تتوجه، كل بضعة أسابيع، بعثة ضباط من شعبة التخطيط وشعبة العمليات إلى روسيا من أجل عقد لقاءات معمقة أكثر حول ما يحصل في المنطقة. وبحسب الضابط الكبير نفسه فإنه 'نظرا لنجاعة وفعالية هذه الآلية فقد تم استنساخها من قبل دول آخرى لمنع حصول سوء تفاهم في المنطقة'؛

أما ثالثها فهو أن الجيش الإسرائيلي يشجع عودة قوات الأمم المتحدة لفض الاشتباك (أوندوف) إلى سورية كي تحتل مواقعها، مقابل ضمانات إسرائيلية لأمن هذه القوات. وينظر الجيش الإسرائيلي إلى قرار الأمم المتحدة إعادة قوات 'أوندوف'، بموجب النموذج القديم لعام 1974 كقوة مراقبة تفرض نزع السلاح، خطوة إيجابية تساعد في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي. وكانت قوات أوندوف قد انسحبت في العام 2014 من الجانب غير المحتل من الجولان السوري في أعقاب هجمات واختطاف ناشطين فيها، وتموضعت مجددا في داخل إسرائيل. وبحسب الضابط نفسه فإن قوات 'أوندوف' سوف تحتل مواقعها مجددا في الجانب غير المحتل من الجولان السوري؛

أما رابعها، بحسب الضابط نفسه، والذي وصفه بأنه يسهم في استقرار الحدود، فهو مواصلة تقديم العلاج الطبي للمواطنين السوريين المصابين في المعارك المختلفة في سورية.

وكشف الضابط أنه يتعالج في المستشفيات الإسرائيلية، اليوم، أكثر من 50 مواطنا سوريا أصيبوا في القتال. وأنه منذ بداية الحرب عولج في إسرائيل آلاف المصابين.

التعليقات