إسرائيل تعمل على استمالة أطراف سورية في الجولان لإقامة منطقة عازلة

قوات الاحتلال الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل تواصل العمل على استمالة أطراف في الجانب غير المحتل في الجولان السوري، في إطار مخطط لإقامة منطقة حدودية عازلة، وذلك بناء على تقرير نشرته "وول ستيريت جورنال"، إضافة إلى تقرير قدمه الأمين العام للأمم المتحدة للدول الأعضاء في مجلس الأمن

إسرائيل تعمل على استمالة أطراف سورية في الجولان لإقامة منطقة عازلة

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل العمل على استمالة أطراف في الجانب غير المحتل في الجولان السوري، في إطار مخطط لإقامة منطقة حدودية عازلة، وذلك بناء على تقرير نشرته 'وول ستيريت جورنال'، إضافة إلى تقرير قدمه الأمين العام للأمم المتحدة للدول الأعضاء في مجلس الأمن.

وكانت قد أفادت 'وول ستريت جورنال'، الليلة الفائتة، أن إسرائيل تدفع أموالا نقدية منذ سنوات لجهات سورية قرب الحدود، إضافة إلى المواد الغذائية والوقود والعتاد الطبي.

وبحسب التقرير فإن هذا التعاون السري يأتي بهدف إقامة منطقة عازلة تنتشر فيها 'قوات صديقة لإسرائيل'.

وكانت صحيفة 'هآرتس' قد نقلت عن وزير الأمن الإسرائيلي السابق، موشي يعالون، قوله في مقابلة إنه ليس سرا أن 'ميليشيات معتدلة تتمتع بدعم إنساني تقدمه إسرائيل لسكان القرى في المنطقة: علاج طبي في المستشفيات الإسرائيلية وأغذية للأطفال وعتاد'، مضيفا أن ذلك مشروط بعدم سماح هذه الميليشيات باقتراب 'تنظيمات متطرفة' إلى الحدود.

وعلى الصعيد ذاته، قالت قوات مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة في الجولان (أوندوف) إنها عاينت في الشهور السبعة الأخيرة ارتفاعا ملموسا في اللقاءات والاتصالات بين قوات تابعة للجيش الإسرائيلي وبين تنظيمات في الجانب السوري من الحدود، وخاصة في منطقة جبل الشيخ.

جاء ذلك في تقرير عممه الأمين العام للأمم المتحدة، أنتونيو غوتيريش، في الأيام الأخيرة على الدول الأعضاء في مجلس الأمن، عبر فيه عن قلقه من أن تؤدي مثل هذه الاتصالات إلى التصعيد في المنطقة، والمس بمراقبي الأمم المتحدة.

وجاء في التقرير الذي نشر في الثامن من الشهر الجاري، والذي يلخص نشاط مراقبي الأمم المتحدة في الفترة الممتدة بين الثاني من آذار/مارس وبين السادس عشر من أيار/مايو، أن المراقبين عاينوا لقاءات واتصالات بين الجيش الإسرائيلي وبين أطراف سورية، كل بضعة أيام، في منطقة الحدود، بما في ذلك جبل الشيخ.

وبحسب المراقبين فقد جرى خلال هذه الفترة 16 لقاء بالقرب من مواقع الأمم المتحدة في جبل الشيخ وفي منطقة القنيطرة ومركز هضبة الجولان، الأمر الذي اعتبر ارتفاعا ملموسا في الاتصالات مقارنة مع التقرير السابق.

وبحسب التقرير فإن اللقاءات كانت تجري بالقرب من أحد مواقع الجيش الإسرائيلي، وكانت تتم بنفس بالطريقة، حيث كان يأتي 'أشخاص غير معروفين، بعضهم مسلح وبعضهم أعزل، ويصلون ومعهم بغال إلى موقع للجيش الإسرائيلي، حيث يتم استقبالهم من قبل الجنود الإسرائيليين. وفي بعض الحالات كان يتم نقل أشخاص وإمدادات من طرف إلى طرف في الاتجاهين. وفي نهاية اللقاء يعود الأشخاص والبغال إلى الجانب السوري'.

ويقول الأمين العام للأمم المتحدة في التقرير إنه لم يكن بالإمكان تحديد طبيعة اللقاءات من خلال عملية الرصد، مضيفا أن ممثلي الجيش الإسرائيلي صرحوا أمام مراقبي الأمم المتحدة أن 'اللقاءات والاتصالات ذات طابع طبي وإنساني'. ورغم ذلك، فإن الأمم المتحدة وجهت انتقادات لهذه الاتصالات، وحذرت من أنها ستؤدي إلى التصعيد، وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على الخشية من اللقاءات التي تجري في منطقة جبل الشيخ التي وصفها بأنها 'منطقة إستراتيجية'.

وكتب في التقرير أن 'هذه اللقاءات بين جنود الجيش الإسرائيلي وأشخاص غير معروفين من الجانب السوري، بما في ذلك في منطقة جبل الشيخ، تنطوي على إمكانية أن تؤدي إلى تصعيد بين عناصر مسلحة وبين الجيش السوري'. على حد تعبيره.

ودعا غوتيريش الطرفين، الموقعين على اتفاقية فض الاشتباك، إلى الحفاظ على الاستقرار في المنطقة. وأن كل نشاط عسكري يقوم به أي لاعب في منطقة فض الاشتباك على الحدود يعرض وقف إطلاق النار للخطر، كما يعرض المدنيين وقوات الأمم المتحدة للخطر أيضا.

يذكر أن التقارير الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن نشاط قوات فض الاشتباك في الجولان تضمنت انتقادات لقوات النظام السوري بسبب إدخال أسلحة ثقيلة إلى المنطقة الحدودية، بداعي أن ذلك يشكل خرقا لاتفاقية فصل القوات. كما تضمنت انتقادات مماثلة لقوات الاحتلال الإسرائيلي بسبب احتفاظها بأسلحة ثقيلة في الجولان، وبضمنها بطاريتين للقبة الحديدية، ومدافع ثقيلة بقطر 155 ميلليمترا، ومنصات إطلاق صواريخ.

إلى ذلك، يشير التقرير الأخير إلى أنه جرى توثيق 33 لقاء للجيش الإسرائيلي مع 'أشخاص غير معروفين' في الشهور السبعة الأخيرة. وللمقارنة فإن مراقبي الأمم المتحدة وثقوا لقاءين فقط في الفترة ما بين نهاية آب/ أغسطس وحتى أواسط تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2016. كما تم توثيق 8 لقاءات في الفترة ما بين 21 أيار/مايو وحتى 29 آب أغسطس من العام 2016.

التعليقات