هل وجهت إسرائيل فعلا ضربة استباقية لحزب الله؟

إسرائيل تدعي أن حزب الله خرق القرار 1701 الذي يمنع أي تواجد عسكري لحزب الله جنوبي نهر الليطاني * الأمم المتحدة تنفي حصول أي خرق * حسن نصر الله يحذر إسرائيل من شن الحرب * التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية تستبعد اندلاع الحرب قريبا

هل وجهت إسرائيل فعلا ضربة استباقية لحزب الله؟

نفت الأمم المتحدة، يوم أمس الجمعة، ادعاءات الجيش الإسرائيلي بأن حزب الله خرق قرار مجلس الأمن 1701، والذي يحظر نشر أي قوات لحزب الله جنوب نهر الليطاني، بما يبدد ما ذهب إليه المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" بشأن توجيه إسرائيل ضربة استباقية لحزب الله من خلال الادعاء بالكشف عن إقامة مواقع ومقرات قيادية ومخازن أسلحة لحزب الله في قرى جنوبي لبنان.

وكان المحلل العسكري للصحيفة، عاموس هرئيل، قد كتب، الجمعة، أنه في حرب الأعصاب التي تدور بين إسرائيل وبين حزب الله، وجهت إسرائيل، يوم أمس الأول، الخميس، ضربة استباقية، حيث كشفت تغييرا ملموسا على طول الحدود مع لبنان، بما يعتبر خرقا مكشوفا من قبل حزب الله لقرار مجلس الأمن 1701، الذي حدد قواعد اللعبة بين الطرفين مع انتهاء الحرب العدوانية الأخيرة على لبنان في العام 2006، واتهمت إسرائيل قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) بغض النظر المتعمد عن عمليات حزب الله.

يشار إلى أن قرار مجلس الأمن يمنع التواجد العسكري لحزب الله جنوب نهر الليطاني، إلا أن حزب الله، بحسب هرئيل، تجاهل القرار منذ اليوم الأول وقام بنشر قواته في قرى جنوبي لبنان، ولكن بزي مدنية وأسلحة مخفية.

وادعى المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" أنه تم في هذه القرى بناء منظومة متشعبة من المقرات القيادية وغرف العمليات ومخازن الوسائل القتالية. كما ادعى أنه عندما حاولت قوات الطوارئ الدولية متابعة ما يحصل، انفجرت عبوة ناسفة بالقرب من الكتيبة الإسبانية عام 2007، ما أدى إلى مقتل 6 من أفرادها، وبالنتيجة فقد تراجعت حافزية عناصر قوات الطوارئ الدولية في استطلاع ما يحصل.

ويضيف هرئيل، أنه في العام الماضي عمد حزب الله إلى إجراءات أخرى، وتحت غطاء من منظمة "أخضر بلا حدود" من أجل البيئة، أقيم 15 موقعا جديدا للرصد قرب الحدود.

وكانت إسرائيل قد احتجت على ذلك في رسالة إلى الأمم المتحدة، الأربعاء الماضي، تضمنت صورا يظهر فيها عناصر مسلحة تابعة لحزب الله قرب الحدود.

وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أن رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، هرتسي هليفي، قد ادعى في مؤتمر هرتسليا أن "حزب الله بات على مرمى حجر من الحدود". ودعا قوات الطورائ الدولية إلى "عدم دفن الرأس في الرمال".

وادعى ضابط آخر في قيادة الشمال العسكرية في الجيش الإسرائيلي أن "قوات الطوارئ الدولية بدلت وظيفتها من فرض القرار 1701 إلى ورقة التين"، مضيفا أن تقدم قوات حزب الله باتجاه الحدود يجري بتنسيق وثيق مع الجيش اللبناني، وخاصة مع الجهاز الاستخباري التابع له.

وكتب هرئيل أن حزب الله يحاول العودة إلى الوضع الذي كان سائدا على طول الحدود عشية الحرب الأخيرة، حيث استخدمت مواقعه لإجراء متابعة وثيقة لنشاط قوات الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي ساعد في   التخطيط لعمليات خطف جنديي الاحتياط قرب مستوطنة "زرعيت"، ما تسبب في اندلاع الحرب.

وادعى أيضا أن إعادة نشر مواقع حزب الله في المنطقة تستغل لصالح جمع معلومات استخبارية دفاعية، إضافة إلى جمع معلومات استخبارية لغرض شن عمليات هجومية، ما يعتبر "تحديا بالنسبة لإسرائيل، وتأكيدا على أنه لا يقيم وزنا للأمم المتحدة".

كما لفت الكاتب إلى ما تحدث عنه هليفي في مؤتمر هرتسليا، وهو أن "إيران تعمل على إقامة بنى تحتية لإنتاج أسلحة دقيقة في لبنان لحزب الله، والأمر نفسه بالنسبة للحوثيين في اليمن".

إلى ذلك، أشار المحلل العسكري إلى أن المعلومات والتحذيرات الإسرائيلية لا تغير شيئا من التقديرات الاستخبارية بشأن تدني احتمال اندلاع حرب مع حزب الله في الفترة القريبة، وذلك لأن نحو ثلث قواته لا تزال في سورية.

ومع ذلك، يضيف، أن إسرائيل تدرك أن سلسلة حوادث وأخطاء متبادلة بينها وبين حزب الله قد تشعل نار الحرب، مثلما حصل في كانون الأول/ يناير من العام 2015، حيث قتل جنديان من كتبية "غفعاتي" في كمين بواسطة صواريخ مضادة للدبابات، قرب مزارع شبعا، وذلك بعد أن اتهم حزب الله إسرائيل باستهداف 6 من عناصره قرب القنيطرة، بينهم جهاد مغنية.

في المقابل، وردا على ادعاءات الجيش الإسرائيلي، أعلنت الأمم المتحدة، يوم أمس الجمعة، أنه لم تجد أي خرق لقرار مجلس الأمن 1701.

وقالت الأمم المتحدة إن قوات الطوارئ الدولية، المنتشرة في جنوبي لبنان، قد عاينت ناشطين يقوم بغرس أشجار بموجب الأهداف المعلنة لمنظمة لحماية البيئة.

وأضافت أن قوات الطورائ الدولية لم تعاين أية مسلحين أو جنود في المنطقة بما يشكل خرقا لقرار مجلس الأمن.

إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، كان قد حذر إسرائيل من شن حرب على لبنان أو سورية.

وقال إن قيام إسرائيل بشن الحرب قد يفتح الأجواء أمام عشرات ومئات الآلاف من المقتالين من أنحاء العالم العربي والإسلامي ليكونوا شركاء في المعركة.

ويأتي خطاب نصرالله بعد يومين من تصريحات لقائد سلاح الجو الإسرائيلي، أمير إيشل، أكد فيها أن إسرائيل ستستخدم قوة عسكرية "لا يمكن تصورها" في حال اندلاع حرب جديدة في لبنان.

وقال إيشل إن سلاح الجو قد ضاعفة من قدراته القتالية منذ الحرب الأخيرة على لبنان، وإن "ما تمكن سلاح الجو من القيام به كميا في حرب لبنان على مدار 34 يوما، بإمكاننا القيام به اليوم في مدة تتراوح بين 48-60 ساعة"، على حد تعبيره.

التعليقات