"برايمريز" حزب العمل ودعوات لتشكيل "معسكر ديمقراطي"

تجري غدا الثلاثاء، الانتخابات الداخلية على رئاسة حزب العمل، والتي يتنافس فيها ثمانية مرشحين بينهم زعيم الحزب الحالي، يتسحاق هرتسوغ، والزعيم الأسبق عمير بيرتس. وتعكس وضعية عدم الاهتمام واللامبالاة التي تجري فيها هذه الانتخابات، حالة الضمور والتهميش التي أصابت الحزب المؤسس للدولة العبرية، والذي قادها في المحطات التاريخية الأساسية.

تجري غدا الثلاثاء، الانتخابات الداخلية على رئاسة حزب العمل، والتي يتنافس فيها ثمانية مرشحين بينهم زعيم الحزب الحالي، يتسحاق هرتسوغ، والزعيم الأسبق عمير بيرتس. وتعكس وضعية عدم الاهتمام واللامبالاة التي تجري فيها هذه الانتخابات، حالة الضمور والتهميش التي أصابت الحزب المؤسس للدولة العبرية، والذي قادها في المحطات التاريخية الأساسية.

ويمكن الإشارة إلى هزيمة براك أمام أرئيل شارون، عام 2001 كبداية لتحطم حزب العمل، وتتالى بفشله بقيادة عمرام متسناع عام 2003، حيث حصل على 19 مقعدا فقط، وتواصل عام 2006 بقيادة عمير بيرتس، إذ حصل أيضا على 19 مقعدا، وأوصلته هزيمة براك الثانية عام 2009 إلى حضيض آخر حيث هبط إلى 13 مقعدا، رفعتها شيلي يحيموفيتش إلى 15 مقعدا عام 2013.

كما أن كثرة ونوعية المرشحين، هي أيضا، مؤشر على فقدان هذا الحزب لأية روافع قادرة على انتشاله من الحضيض السياسي الذي وصل أو أوصله إليه قادته المتعاقبين، الذين تخلوا تباعا عن ملامحه ومميزاته السياسية والاجتماعية، التي كانت تؤهله لقيادة معسكر "اليسار- وسط" وتجعله ندا لمعسكر اليمين الذي أصبح ينفرد في السلطة دون منازع.

ويفتقد العمل إلى مرشح قوي قادر على جرف غالبية المصوتين داخل الحزب وخارجه، حيث تشير استطلاعات الرأي، إلى عدم قدرة أي من المرشحين الثمانية، الحصول على 40% من الأصوات للفوز من الجولة الأولى، وفي هذا السياق، ترى الكاتبة تسفيا غرينفيلد، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، أن النقاشات حول من سيقود حزب العمل فائضة عن الحاجة، لأن أحدا من المرشحين، بمن فيهم إيهود براك الذي يطل بظله من وراء الكواليس، لن يتمكن من وقف تآكل حزب العمل.

وتستغرب الكاتبة من هذا الاجتهاد والتنازع على الوقوف في رأس حزب لن يحصد، كما يبدو، سوى رقم فردي من المقاعد، وتشفق على حيرة المصوتين، وكأن قرارهم سيغير شيئا، دون أن يدركوا أن كل واحد من المرشحين، سيعمل بعد فوزه للانضمام كإطار خامس لحكومة نتنياهو القادمة.

ولكن بقدر ما يتقلص حزب العمل، تتسع دائرة المعسكر المحيط، حيث يبرز فيها لاعبان أساسيان، هما رئيس الحكومة الأسبق إيهود براك، الذي بدأ يكثر مؤخرا من ظهوره العلني في إطار اللقاءات البيتية والاجتماعات الانتخابية، مدافعا عن زعيم الحزب الحالي، يتسحاق هرتسوغ، ومنتقدا ما يسميه ظاهرة قطع الرؤوس، وهو ينتظر نتائج الانتخابات الداخلية، ليحدد في ضوئها خطواتها القادمة نحو تزعم المعسكر المناهض لنتنياهو، معتقدا ـنه الأقدر على الإطاحة بالأخير.

أما اللاعب الثاني، فهي زعيمة "هتنوعا" تسيبي ليفني، التي كانت شريكة حزب العمل بما يسمى بـ"المعسكر الصهيوني"، وهي صاحبة فكرة تشكيل "معسكر ديمقراطي"، الذي يلقى تجاوبا جيدا في الشارع الإسرائيلي. ليفني وإن كانت لا تحظى بالشعبية الانتخابية التي يتمتع بها براك، إلا أنها تتمتع بمصداقية سياسية وأخلاقية، تشكل قيمة مضافة لشخصيتها الرزينة ومواقفها العقلانية.

وتدعو ليفني إلى إقامة "معسكر ديمقراطي"، يشكل حزب العمل أحد مكوناته، ويجري انتخاب زعيمه من الجمهور مباشرة. ليفني لم تبدي تأييدها لأي من المرشحين على زعامة حزب العمل، إلا أنها أبرزت تأييد يتسحاق هرتسوغ، لإقامة مثل هذا المعسكر واعتبرته شريكا طبيعيا.

وهي ترى أن المعسكر الصهيوني، كان خطوة على الطريق، ويجب أن يكون جزءًا من كتلة أكبر، وتدعو إلى التقدم إلى الأمام، وليس العودة إلى الوراء؛ إلى حزب العمل.

وتقول ليفني، إن هناك طريقين، الأول طريق الضم والاضطهاد الذي يقوده نتنياهو، والثاني هو الطريق الذي تقوده مع شركائها، وهي تتهرب من الإجابة عن سؤال، فيما إذا كان براك هو القادر على توحيد هذا المعسكر.

التعليقات