"النفق كان تحت المراقبة وتوقيت استهدافه ليس صدفة"

"من الجائز الافتراض أن توقيت استهداف النفق لم يكن صدفة، ولم ينبع من اعتبارات عملانية فقط، ولا شك أن إسرائيل قررت تدمير النفق لأن الظروف السياسية في غزة تقلل من احتمالات رد حركة حماس أو الجهاد الإسلامي بالقصف الصاروخي"

تناول المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، تفجير النفق الهجومي الذي تجاوز الحدود مع قطاع غزة، باعتبار أنه يشير إلى أن تكنولوجيا الكشف عن الأنفاق التي تعمل أجهزة الأمن الإسرائيلية على تطويرها قد وصلت مرحلة معينة من الجاهزية. كما تناول توقيت تفجير النفق، الذي ادعى أنه كانت تحت مراقبة الجيش الإسرائيلي منذ مدة طويلة.

ونقل عن مسؤولين كبار في وزارة الأمن قولهم إن هذه التكنولوجيا ليست جاهزة، ولا تزال غير موثوقة وناجعة بنسبة 100%، ولكن تم تحقيق نتائج في أكثر من مرة.

وأضاف أن النفق الذي تم استهدافة كان تحت المرقبة لفترة طويلة من قبل الجيش، ولكن لم تتخذ إجراءات لتدميره، وتم تأجيل ذلك إلى التوقيت المناسب.

وبحسبه، فإن ذلك يشير إلى ثقة ملحوظة للجيش في حربه على الأنفاق الهجومية، إضافة إلى أن أسلوب تدمير النفق يشير إلى أن الجيش بات يمتلك قدرات متنوعة لتحديد مسار النفق بدقة وتدميره بوسائل مختلفة.

وأضاف أن هذه القدرات مهمة لكونها لم تكن متوفرة لدى الجيش خلال الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة في صيف العام 2014، وهو ما أدى في حينه إلى إطالة أمد الحرب إلى أكثر من 50 يوما، حيث أن التقدم البطيء في تدمير الأنفاق أخر خروج الجيش من القطاع.

وأضاف المحلل العسكري أنه من الجائز الافتراض أن توقيت استهداف النفق لم يكن صدفة، ولم ينبع من اعتبارات عملانية فقط. وبحسبه، فإنه لا شك أن إسرائيل قررت تدمير النفق الآن لأن الظروف السياسية في قطاع غزة تقلل من احتمالات رد حركة حماس أو الجهاد الإسلامي بالقصف الصاروخي باتجاه إسرائيل.

ولفت بن يشاي في هذا السياق إلى أن الجيش قام بنشر بطاريات "القبة الحديدية" في محيط قطاع غزة، رغم أن تقديرات الأجهزة الأمنية تشير إلى أن حماس لا ترغب حاليا بالتصعيد العسكري، وذلك لكونها ترغب بالتقدم في علاقاتها مع مصر، ومراكمة نقاط في الرأي العام الفلسطيني خلال عملية المصالحة. بحسبه.

وادعى أنه إضافة إلى ذلك، فإن المواطنين في قطاع غزة الذين يعيشون في ضائقة لن يتقبلوا جولة أخرى من القتال، وذلك فقد رأت إسرائيل نفسها قادرة على تفجير النفق، دون أن تحتاج إلى شرعية دولية، وذلك بذريعة أن النفق قد تجاوز الحدود الإسرائيلية، بما يشكل خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار، وخرقا للسيادة الإسرائيلية، على حد قوله.

التعليقات