ردود إسرائيلية: أبو مازن يتمتع بسيطرة كاملة ولكنه محبط

تباينت ردود الفعل الإسرائيلية على الانتقاد الشديد الذي وجهه رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، للسفير الأميركي في تل أبيب، دافيد فريدمان، ووصف خلاله الأخير بأنه مستوطن و"ابن كلب"

ردود إسرائيلية: أبو مازن يتمتع بسيطرة كاملة ولكنه محبط

(وفا)

تباينت ردود الفعل الإسرائيلية على الانتقاد الشديد الذي وجهه رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، للسفير الأميركي في تل أبيب، دافيد فريدمان، ووصف خلاله الأخير بأنه مستوطن و"ابن كلب"، وذلك على خلفية احتجاج فريدمان على صمت السلطة الفلسطينية حيال العمليات الأخيرة الثلاث التي وقعت ضد إسرائيليين وقوله إن المستوطنين يبنون في أرضهم.

وتعرض رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لهجوم عباس ضد فريدمان، مدعيا أنها المرة الأولى التي تتوقف فيها الإدارة الأميركية عن "تدليل" الزعماء الفلسطينيين ويضع لهم حدا، الأمر الذي أفقدهم صوابهم، بحسب نتنياهو.

من جهته قال وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، خلال كلمة ألقاها في "المنتدى العالمي لمناهضة اللاسامية"، موجها كلامه إلى السفير فريدمان، "إنك، وبعد سنة واحدة في منصبك، ستخلد في سجل التاريخ كصديق حقيقي لدولة إسرائيل".

وكان الرئيس عباس، المعروف بهدوئه واتزانه، قد خرج عن طوره خلال كلمة أمام القيادة الفلسطينية، في مقر الرئاسة الفلسطينية، أمس الاثنين، وحمَّل خلالها حماس التورط في محاولة اغتيال رئيس الحكومة الفلسطينية، رامي الحمد الله. وبعد إدانته لحركة حماس، انتقل عباس للهجوم على الموقف الأميركي من القضية الفلسطينية، وخاصة عقب إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نقل السفارة الأميركية إلى القدس.

وقال عباس إن واشنطن عقدت مؤتمرا للتباكي على الأوضاع الإنسانية. ثم تحول إلى فريدمان، وبعد التنويه إلى تصريحاته التي تمس بحق الفلسطينيين في دولتهم وأراضيهم، انفجر عباس غاضبا ووصفه بأنه مستوطن و"ابن كلب".

وحول ادعاءات بعض الأوساط بأن تلك التصريحات هي مؤشر لفقدان الرئيس الفلسطيني للسيطرة، قال الجنرال احتياط ايتان دانغوت، المنسق السابق لشؤون المناطق المحتلة في الجيش الإسرائيلي، "إنني، كمن أمضى ساعات من اللقاءات مع أبو مازن، أستطيع القول إن الرجل يتمتع بسيطرة كاملة، ولكنه يعاني من الإحباط، لأن جوهر فعله السياسي قد تم كسره بسبب السياسة الأميركية، وهو يعرف أنه لم يعد هناك ما يخسره إذا ما هاجم الأمريكيين".

وأضاف دانغوت، الذي كان يتحدث للإذاعة الإسرائيلية، أن عباس يعرف أن تشدده أمام حماس من شأنه أن يزيد من ضغط الأزمة الإنسانية في غزة على إسرائيل، واصفا الخطاب الذي ألقاه بأنه "تحريضي ويهدف إلى إشعال الوضع الميداني".

ودعا دانغوت إلى التريث في تأبين أبو مازن، مشيرا إلى أن الرجل يعمل في ظروف صعبة جدا ولكنه يتمتع بسيطرة كاملة، كما أن خطاباته معدة سلفا.

وتنبأ دانغوت بأن التوتر السائد في الضفة الغربية وقطاع غزة سيستمر خلال فترة الأعياد الإسرائيلية المقبلة، منوها إلى أن إسرائيل موجودة في حالة حرب بواسطة تقنيات لتدمير الأنفاق التي بنتها حماس، وأن الأخيرة تقوم بنشاطات احتجاجية من خلال مئات المدنيين على طول الجدار الحدودي مع القطاع.

المراقبون على أنه بانتظار إسرائيل "أيام ساخنة" خلال الشهر المقبل، وأنه في نهاية الشهر الحالي يتزامن حلول يوم الأرض مع عيد الفصح ويوم النكبة مع نقل السفارة الأميركية للقدس.

التعليقات