كابول الجليلية نموذجاً..كم هائل من "المنتسبين" لحزب العمل لا يعلم بالأمر!

-

كابول الجليلية نموذجاً..كم هائل من
بلغ عدد الانتسابات، وليس عدد المنتسبين، الى صفوف حزب العمل من بين المواطنين العرب، بحسب قوائم المتناطحين على الزعامة، نحو خمسة وعشرين الفا، ما يعني ان الوسط العربي هو الرائد من بين جميع الاوساط الاخرى.. ولقد علّمتنا تجارب الماضي مع ازلام هذا الحزب أنه لا يتورّع عن الافتراء والتزوير والغش الى درجة انه يوعز الى والمقاولين "العكاكيز" عقد صفقات شراء وبيع ما اتاح لهؤلاء، كي يرفعوا اسهمهم وينالوا الحظوة، ان يزوّروا التواقيع دون وازع من ضمير او خوف من فضيحة او قانون، علما ان من يحاسب إذ يفتضح الامر هم هؤلاء الانتهازيون في حين يبقى " الزعماء" قاعدين "على بلاطة نظيفة"..

ولقد كنا، حتى قبل افتضاح الامر وبدء تراشق الاتهامات فيما بينهم، على يقين ان في الامر تزويرا وجناب حقيقة، وطرقنا الموضوع في أعداد سابقة في "فصل المقال" ،إذ كيف يعقل ان يحصد هذا الحزب نحو اربعة عشر الفا من الاصوات العربية في الانتخابات البرلمانية الاخيرة بينما ينتسب اليه ضعفهم في "البرايمرز" حيث يتحتّم دفع رسوم عضوية شهرية؟ وكنا ندرك ان مانحي اصواتهم الى أي حزب صهيوني انما اعمى بصيرتهم المال وانّهم من اولئك الذين يبيعون كرامتهم بالقروش، ولذا فمن المستبعد ان يوافق هؤلاء على دفع قرش واحد لاجل انتساب لا يجديهم في شيء..

وكان علينا، كصحيفة وطنية اولا، وكصحيفة تبغي الحقيقة ثانيا، ان نجري تحقيقا على قدر امكانياتنا المحدودة،خصوصًا بعد أن تلقينا عشرات المكالمات من أشخاص نُسِّبوا زوراً. ثم جاء لافتًا النشاط الذي بادر إليه الرفاق التجمعيون في كابول، اسهاما منهم في فضح "المقاولين" واعادة النضارة الى وجه شعبنا النقيّ الكريم بمعظمه وليس كما يدّعي هؤلاء الى الاتصال ب"المنتسبين" ليتبين لنا ان معظمهم ليس لديه علم بانتسابه او ان توقيعه مزور.

ولقد اخترنا قرية كابول مثلا يمكن ان نشبّهه بما قد حدث في رهط وحصل في الناصرة والطيرة وام الغنم..

ولقد اكتشفنا ان طريقة "الانتساب" تمت على النحو التالي: يتوجّه "المقاول" الى الشخص الهدف ويعرض عليه إغراء ان يستبدل شيكا مؤجّلا منه في مقابل المبلغ ذاته المسجل في الشيك نقدا.. ويقبل الشخص الهدف، طبعا، بهذه الصفقة التي يجني منها ربحا فيما يسجّل "المقاول" عشرة انتسابات الى الحزب لاناس قريبين من الشخص الهدف يحصل على تفاصيلهم اللازمة من خلال سجل الناخبين..

تقول معطيات حزب العمل انه قد انتسب الى الحزب اكثر من اربعمائة كابوليي (القائمة الكاملة بأسماء المنتسبين محفوظة لدينا) لكن تحقيقنا والعمل الذي قام بهّ رفاقنا في البلدة القلعة، وفي خلال يومين فقط، من اتصالات بأكثر من مائة شخص وردت اسماؤهم في لوائح المنتسبين، وقد اعرب غالبيتهم عن استنكاره واستهجانه للامر الذي تبيّن انهم لا يدرون عنه شيئا!.. ونكاد نجزم هنا، ان الاربعمائة سينحسرون الى اقل من مائة قبلوا على انفسهم هذا الحرج الذي يصل حدّ العيب، وان الخمسة والعشرين الفا سيصيرون آلافا قليلة وافقت على ان تدير ظهرها لشعبها..

والى جانب صورة واحدة عن نموذج رسالة بعث بها الى حزب العمل عشرات الواردة أسماؤهم في "لائحة المنتسبين" يطالبون بشطب أسمائهم محتجين على تعرضهم للتشهير بإسمهم نورد في ما يلي تعقيب البعض على تعرضه للتشهير والاساءة: لقد أحزنني وأغضبني كثيرًا، سماع نبأ تلك الفعلة المشينة، التي أقدم عليها نفر ضال من سكان قريتنا كابول، حيث رضوا لأنفسهم ان يلعبوا دور الخدم والسماسرة لحزب العمل، وذلك على ما يبدو مقابل مبلغٍ زهيد، أو وعد بقضاء حاجة رخيصة، او حظوة عند سلطان جائر.

لقد نسي هؤلاء او تناسوا، التاريخ الأسود والاجرامي لهذا الحزب ضد جماهيرنا في الداخل وضد شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية ككل:

فمن اغتصاب للوطن، الى تنكر للحقوق، الى طمس للهوية، الى مسلسل المجازر والجرائم التي اقترفها وما يزال، وكل ذلك شهادة على ظلمه ودمويته.

وأني في هذا المقام أتوجه لاهلنا في كابول وفي مدننا وقرانا العربية، بأن يأخذوا جانب الحيطة والحذر، خوفًا من ان يقعوا في شباك تلك العناصر الفاسدة والمأجورة.
لقد صعقت عندما اتصلتم بي لتخبروني ان اسمي واسم زوجتي وابنتي مدرجة في قائمة الانتساب لحزب العمل، خصوصًا وانه لم يتوجه لي احد بهذا الخصوص والجريمة هنا مضاعفة: الانتساب لحزب كحزب العمل في هذه الايام بالذات، من ناحية، وان يزوّروا الانتساب ويوقعوا مكانك دون علمك من ناحية اخرى.

اني استنكر بشدة هذا العمل المخزي واطالب بسحب اسمي واسماء جميع الذين زُورت اسماؤهم من قائمة حزب العمل حالاً، واذا لم يتم ذلك بالسرعة المطلوبة سيجد اولئك الذين قاموا بهذا العمل المشين انفسهم امام مأزق حقيقي قد لا يدركون حجمه وحجم فعلتهم المهينة هذه.

لا استوعب كيف يسمح بعض الناس لانفسهم السقوط الى هذا المستوى الرخيص فيزورون ارادة الناس واحاسيسهم ومعتقداتهم، ومن يظن هنا ممن اقدم على مثل هذا العمل الجبان انه زوّر مجرد توقيع على ورقة دون علم صاحب التوقيع فانه لا يدري حجم وعواقب مثل هذا التصرف الصبياني اللامسؤول، فالامر ليس مجرد قصاصة ورق، انه محاولة سمسرة رخيصة بسمعة الناس الشرفاء لخدمة مصلحة انتهازية مهينة لحفنة من الانتهازيين على حساب الناس، والمصيبة الاكبر، انه دون علم الناس اطلاقًا.

احييكم، كتجمع وطني ديمقراطي على هذه الخطوة المباركة والشجاعة التي قمتم بها بشكل مكثف وسريع، فانتم بهذا تكشفون الاقنعة عن الانتهازيين الذين اقدموا على مثل هذا العمل الرخيص من ناحية وتردون الاعتبار والكرامة الشخصية لمن اسيء لهم من ناحية اخرى، فالف شكر لكم.

استنكر بشدة هذا العمل المخزي الذي اقدم عليه البعض دون علمنا، واطالب بسحب اسمي فورًا من قائمة المنتسبين لحزب العمل، فانا والاغلبية المطلقة من الاسماء التي رأيتها معكم في القائمة لسنا سلعة لكي يتاجروا بنا دون علمنا، وكله من اجل مصلحة دنيئة لشخص او اثنين في النهاية.

من جهتي لن ا سكت على هذه القضية، ولن تمر مر الكرام، ومن يسمح لنفسه ان يصل لهذا المستوى من الخداع سيدفع ثمن فعلته هذه في الوقت المناسب بعد التحقيقات والاستفسارات التي سأجريها بنفسي حول الاشخاص الذين يقفون من وراء هذا العمل اللاأخلاقي.

واتوجه هنا، من خلال صحيفتكم لجميع الذين زُورت اسماؤهم ان يسارعوا للتوقيع على التصريح الذي وقعت عليه انا من خلالكم وارساله لحزب العمل لشطب الاسماء من قائمة المنتسبين،هذا اقل ما يمكن فعله في هذه المرحلة.

لقد صُدمت عندما علمت ان اسمي واسم اخوتي مدرجة في قائمة الانتساب لحزب العمل وصعقت لما آل اليه هذا الوضع المقرف من زمرة سماسرة لا ضمير لها ولا حياء، فانا وعائلتي كنا ولا زلنا وسنبقى مع جماهيرنا واحزابنا وقياداتنا العربية التي نفتخر بها، وهي التي تمثلنا وليس حزب العمل وغيره من الاحزاب الصهيونية الاخرى.

انا اطالب بتعرية هؤلاء السماسرة الذين باعوا ضميرهم بثمن بخس وينطبق عليهم المثل القائل:»إن لم تستح فافعل ما شئت»، وانا اقول هنا: إن لم تستح فادفن نفسك ودع الناس تستريح من شرورك وقرفك.

وما فاجأني اكثر ان هناك المئات من الاسماء في القائمة التي رأيتها ممن هي رموز الحركة الوطنية في كابول تاريخيًا، وحاولوا بهذه الفعلة الرخيصة تشويه صورتهم وكرامتهم ، وان دل هذا التصرف الاهوج على شيء فانه لا يدل إلا على تفاهة وقصر نظر ممن يقف وراء هذا العمل المخزي. وها انا قد وقعت على طلب سحب اسمي واسم اخوتي من قائمة حزب العمل حالاً، وإن لم يتم ذلك خلال ايام قليلة سنحاسب كل من يثبت تورطه بهذه الفعلة المشينة.

سقطت المؤامرة، انها فعلة مشينة وجريمة اخلاقية في التعامل السياسي والانساني والديمقراطي، خاصة ونحن نعيش في ظل سياسة التمييز العنصري والقهر والاضطهاد القومي التي وضع اسسها وقواعدها هذا الحزب الظالم.

ان مثل هذا التصرف الطائش يعيدني بذاكرتي الى المخترة ونحن في زمن الديمقراطية والحريات وحرية الفرد بالتعبير عن رأيه واتجاهاته السياسية او اختيار موقعه السياسي بارادته الذاتية، تأتي مجموعة من المقاولين لا ادري باي دافع ارتكبت هذه الجريمة اللاأخلاقية، إما بدافع الربح الرخيص، وبدافع التوظيف المهين او بدافع الحقد السياسي، كل هذه الاسباب غير مقنعة لتبرير فعلتهم بالتلاعب بضمائر الناس الشرفاء.

نحن اعتدنا على مقارعة مثل هذه الظواهر، وانتصرنا غالبًا على المستوى الجماهيري على الاقل، وهذه المرة ايضًا سنفضح من حاول العبث الصبياني في مثل هذه القضية المبدئية، ونحن قادرون في النهاية على وضع الحد الفاصل لمثل هؤلاء.

قضية الانتسابات لحزب العمل، خصوصًا في هذه المرحلة التي يتعرض فيها شعبنا الفلسطيني للقتل والهدم والتجويع يوميًا في الاراضي المحتلة من قبل الحكومة الاسرائيلية التي يشارك فيها حزب العمل، هذه القضية تتعدى حدود حرية التعبير عن الرأي الى حدود السمسرة بدماء وحقوق ابناء شعبنا.

اغلبية شعبنا هم شرفاء ووطنيون بالفطرة، والازمة الحقيقية تكمن في حفنة صغيرة من المنتفعين والانتهازيين ممن يسعون لبناء مستقبل مادي او «زعاماتي» وهمي على اكتاف البسطاء من اقاربهم او ابناء بلدتهم، فقد اخبرنا بعض ممن وقعوا بالفعل على استمارة عضوية لحزب العمل انه لا يمكن ان يصوتوا لحزب العمل او اي حزب صهيوني آخر، ولكنهم وقعوا خجلاً ومراضاة لبعض اقاربهم بحجة تحقيق مصلحة عينية كموظف او معلم او مدير الخ..

نحن في التجمع الوطني الديمقراطي، فرع كابول، كنا دائمًا السباقين، وغالبًا الوحيدين في اي معركة من هذا القبيل منذ سنوات، وقد تعودت الناس في البلد اننا العنوان الحقيقي في كل معركة، حول اي موضوع، وليس صدفة هنا، ان الناس توجهت الينا لفضح القضية دون غيرنا.

هكذا كان الحال مثلا قبل حوالي خمس سنوات عند افتتاح مركز الشرطة الجماهيرية فكنا اول من تصدى لهذه الظاهرة ووزعنا بيانًا بعنوان :»نتحدى العملاء بكبرياء الانتماء» وقمنا بزيارات مكثفة للبيوت ومنعنا بذلك اكثر من مائة شخص للسقوط في ما يسمى بالشرطة الجماهيرية، وهذا رصيد نعتز به ونفتخر.

انا عضو في شبيبة التجمع الوطني الديمقراطي، ونشأت وتربيت في احضان الحركة الوطنية منذ سنوات، وللحقيقة لم اصدق عندما اتصل بي احد الزملاء واخبرني ان اسمي مدرج في قائمة المنتسبين لحزب العمل وظننتها من باب «النكتة» بين الاصدقاء، ولكن عندما رأيت اسمي فعليًا في القائمة جن جنوني وغضبت لهذا العمل المشين الذي اقدم عليه البعض دون علمي، ووقعت على استمارة تطلب شطب اسمي من القائمة فورًا. واضاف محمد: لا يمكن لي مجرد التفكير ان اكون عضوًا في حزب صهيوني ايًا كان، فانا شاب معتز بهويتي الفلسطينية، ونثقف شبابنا على هذا الاعتزاز بها من خلال نشاطات التجمع وخصوصًا في المخيمات الصيفية السنوية التي نقيمها، وحقيقة ان الاغلبية الساحقة من القائمة التي رأيتها بنفسي زيفت اسماؤهم بلا شك لاني اعرف شخصيًا اكثريتهم وكانوا من الداعمين دائمًا للحركة الوطنية، وقريبًا ستكشف الحقائق كاملة بلا ادنى شك.


لا نتعامل هنا مع قضية تزوير الانتسابات لحزب العمل لمجرد تزوير للتوقيع على قصاصة ورق بهذه البساطة، لان العملية الرخيصة هذه تهدف بالاساس الى تزييف ارادة شعبنا، وتشويه صورته الحقيقية من اجل توظيفها في النهاية في صراع القوى الداخلية لحزب العمل نفسه والتي يقطف ثمارها الرخيصة شخص وربما اثنان في كل بلد بصورة ذليلة للاسف.

معارضتنا لحملة الانتسابات المزيفة لحزب العمل هنا، لا تأتي من باب ان طلبات الانتساب مزيفة فقط، لان المصيبة الاكبر في الانتسابات غير المزيفة، اي تلك التي وقع عليها اصحابها بكامل وعيهم وبارادتهم التامة، فالانتساب لحزب العمل والى غيره من الاحزاب الصهيونية التي تفننت تاريخيًا في استعدائها لنا، هو شد ازر لليد التي تمتد لذبحنا يوميًا،وهو دعم لا اخلاقي لمن يحاول دوس كرامتنا بلا انقطاع،وهو مباركة لبلدوزرات الهدم التي تحول البيوت العربية الى رماد يوميًا في حيفا، واللد والنقب وغيرها من القرى والمدن العربية، والانتساب لهذا الحزب بالذات هو شطب للذاكرة الفلسطينية التي افتتح آباء حزب العمل هذا ملفه الاجرامي بحقنا، فهو من هدم القرى باكملها، وهو من شرد شعبنا بالملايين، وهو الذي قتل من قتل وجرح من جرح.

ان اكثر ما آلمني، حقيقة ان اجد من بين مئات الاسماء التي زُورت في سجلات الانتساب اسماء مسنين في الثمانين من العمر واكثر، فاستفزني من الاعماق هذا التصرف المهين بحق اجدادنا هؤلاء، ممن رصيدهم غني عن التعريف بنقائه في قرية صغيرة كقريتنا، فقلت عجبًا: اؤلئك الذين صمدوا ايامًا بشجاعة وكرامة وشقاء ايام الجوع والقهر والترهيب إبان الحكم العسكري البغيض هكذا يراد لهم في آخر العمر.. والله عيب.

على كل حال، نحن في التجمع الوطني الديمقراطي في كابول وكل مكان، سنتصدى لمثل هذه الحملة المسعورة لتشويه كل ما هو مضيء فينا وسنهزم الواقفين وراءها بلا شك.

ولكن للمسؤولية والانصاف يجب ان ننوه هنا، ان الاغلبية المطلقة التي وردت اسماؤها في لائحة الانتسابات هذه هم شرفاء ولا يمكن ان يكونوا في حزب صهيوني، بمعرفتنا الشخصية لهم، ومن هنا نحن نميز جيدًا بين من سقط سهوًا ،بغض النظر عن نقاشنا حول الدوافع الحقيقية للانتساب وبين من سقط وأسقط اخرين معه مع سبق الاصرار والترصد بدافع العمالة، فالفئة الاولى لا نطلب منها سوى اعلان انسحابها من حزب العمل واستخلاص العبر مستقبلاً:"فجل من لا يسهو" اما الفئة الثانية فالملف معهم مفتوح كما هو الجرح النازف. فالعمالة لن نسمح لها ان تصبح وجهة نظر.

التعليقات