أزمة داخلية كبيرة في الموساد وانعدام الثقة برئيسه

ستة من كبار موظفي الموساد قدمّوا استقالتهم نتيجة عدم ثقتهم بالرئيس* الموساد يعاني من حروبات داخلية وأوساط عسكرية تصفه بـ "المريض"* اتهامات من جهات غربية بدور هامشي للموساد عالميًا*

أزمة داخلية كبيرة في الموساد وانعدام الثقة برئيسه
يواجه جهاز المخابرات الاسرائيلية للمهام الخارجية المعروف باسم "موساد" ازمة داخلية حادة تتمثل باستقالة ستة من كبار المسؤولين في الجهاز على خلفية "فقدان الثقة" برئيس الجهاز مئير دغان.

وافادت تقرير نشرته صحيفة يديعوت احرونوت أمس الجمعة بان "الازمة ألمت بالموساد مع استكمال دغان ثلاث سنوات لترأسه للجهاز".

واضافت الصحيفة ان "الجهاز يعاني من مشاكل صعبة منذ سنوات طويلة لكن تعيين الغاية من تعيين دغان على رأسه كانت تطوير الموساد".

وكشفت الصحيفة الاسرائيلية النقاب عن ان "القيادة العليا للموساد سيتم استبدالها خلال الاسبوعين القريبين وذلك للمرة الثانية منذ تعيين دغان في منصبه".

وكان قد جرى استبدال قيادة الموساد مع دخول دغان لمنصبه على رأس هذا الجهاز عندما استقال نائب رئيس الموساد ومعه جميع رؤساء الاقسام تقريبا وعدد كبير من نوابهم.

ونقلت "يديعوت احرونوت" عن مصادر أمنية اسرائيلية قولها ان "الحديث هذه المرة ليس عن تعيينات تمت المبادرة اليها وانما عن مغادرة عدد كبير من المسؤولين في الموساد تعبيرا عن فقدان الثقة بالقائد".

وفي مقابل ذلك عبر دغان خلال اجتماعات مغلقة مع جهات خارج الموساد عن فقدانه الثقة بشكل كبير بقسم كبير من مرؤوسيه.

وطالب دغان احضار ضباط من شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية للعمل في الموساد لكنه فشل في ذلك لانه "لم يرغبوا بالدخول الى الجهاز المريض" بحسب يديعوت احرونوت.

واوضحت الصحيفة ان الرجل الثالث في الموساد المعرّف بـ "حـ" وبكنيته "الكيبوتسنيك" (نسبة الى كيبوتس – أي القرية التعاونية الاسرائيلية) استقال من عمله في الموساد قبل شهر.

واضافت ان "حـ" هو "احد المقاتلين العظماء" واشغل في الماضي مناصب قيادية في وحدات الموساد بينها قائد وحدة "كيدون" (أي الخنجر الذي يغمد في البندقية) وهي الوحدة المسؤولة عن تنفيذ الاغتيالات وبعدها تولى قيادة وحدة "قيسارية" وهي الوحدة التي تنفذ مهاما خاصة.

وتابعت الصحيفة ان "ح" استقال بعدم نكث دغان بوعده باجراء تناوب بينه وبين الرجل الثاني في الموساد.

ووجه "حـ" انتقادات شديدة ضد دغان ونقلت عنه يديعوت احرونوت قوله ان "دغان يقود الموساد الى طريق مسدود وخرّب العلاقات مع اجهزة الاستخبارات الاخرى، الشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية".

ولفتت الصحيفة الى ان "العلاقات مقطوعة بالكامل بين دغان وبين رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية" اهارون زئيفي فركاش ولا يتحدث احدهما مع الاخر بتاتا.

كذلك فان الرجل الثاني في الموساد والمعروف بـ"ت" وكنيته "البلدوزر" سيستقيل هو الاخر من الموساد بعدما رفض طلبه البقاء في منصبه.

وكان "ت" قد عين شخصاً مقرباً منه قائدا لوحدة "كيشت" (أي القوس) وهي الوحدة المسؤولة عن "المهام السهلة" والان اصبحت مكانة قائد "كيشت" هشة للغاية.

كذلك اعلن "أ" وهو قائد وحدة "تيفيل" (أي العالم) وهي الوحدة المسؤولة عن العلاقات الخارجية للموساد عن استقالته من منصبه قبل اسبوعين.

وقالت يديعوت احرونوت ان تم تفسير تفسير استقالة "أ" على انها تعبير عن انعدام الثقة برئيس الموساد.

كما اعلن "ي" المسؤول عن الموارد البشرية في الموساد عن نيته بالاستقالة وكذلك فعل رئيس وحدة "قيسارية" الحالي الذي يشار اليه بالحرف "جـ".

وانهى المسؤول عن محاربة الارهاب عمله في الموساد.

واسفر هذا الوضع عن قيام دغان باجراء سلسلة تعيينات متسرعة وليس مخططاً لها، حيث تم تعيين شخص يشار اليه بالحرف "جـ" قائدا لوحدة "قيسارية" على الرغم من ان دغان اعتقد طوال الوقت بانه ليس مناسبا لهذا المنصب.

ولا تزال نوايا دغان بجلب ضباط من الجيش الى الموساد تثير ضجة في صفوف المسؤولين في الجهاز واسفرت عن اجواء من انعدام الثقة واليقين والاستقرار في الموساد.

وافادت يديعوت احرونوت ان المسؤولين في جهاز الشاباك وشعبة الاستخبارات وجهوا انتقادات شديدة اللهجة للموساد كما ان "جهات استخباراتية اجنبية تدعي بان مساهمة الموساد في الحرب الدولية ضد الارهاب اصبحت هامشية".

رغم ذلك نقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قوله تعقيبا على التقرير انه "راضٍ جدا من عمل رئيس الموساد مئير دغان ومن اداء الموساد تحت قيادته خلال السنوات الثلاث الماضية".

التعليقات