إسرائيل: حماس أكثر تشددا بانتخاب السنوار

سعت إسرائيل من خلال أجهزتها الأمنية وتلقين محللين إلى محاولة شيطنة السنوار إثر انتخابه مسؤول حماس عن غزة، لكن أسيرا محررا أكد أن السنوار متشدد تجاه إسرائيل والولايات المتحدة وليس تجاه الفصائل الفلسطينية الأخرى

إسرائيل: حماس أكثر تشددا بانتخاب السنوار

السنوار (رويترز)

اعتبرت إسرائيل أن انتخاب القيادي في حركة حماس يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة، خلفا لإسماعيل هنية، يدل على تشدد الحركة وأن انتخابه هو بمثابة 'برميل بارود يحتاج إلى شرارة فقط لكي يشتعل'.

وقالت عدة وسائل إعلام إسرائيلية اليوم، الثلاثاء، إن السنوار أصبح في الفترة الأخيرة يتمتع بشعبية في حماس تزيد عن شعبية قائد كتائب القسام، محمد ضيف. ويدل ذلك على أن المحللين العسكريين في وسائل الإعلام هذه تلقت إرشادا من جهات أمنية إسرائيلية في أعقاب الإعلان عن انتخاب السنوار.

وكتب المحلل العسكري في صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، ألكس فيشمان، أن حماس بانتخابها السنوار تكون قد 'اختارت الخيار العسكري'. وأضاف أن هذا الانتخاب 'لم يفاجئ أحدا في إسرائيل'.

وتابع فيشمان أن السنوار كان دائما على خلاف مع رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، وأن السنوار 'هو الذي اختار التقرب من إيران، وإقامة علاقات مع داعش في سيناء... وغزة والسنوار سيتحولان إلى المركز الأبرز لحركة حماس، بكافة أذرعها'.

واعتبر فيشمان أن 'تبادل إطلاق النار القادم في القطاع سيكون الامتحان الأول: هل ستواصل حماس سياسة ضبط النفس، أم أن تعيين السنوار سيقصّر الفتيل باتجاه مواجهة. وعلى إسرائيل أن تأخذ بالحسبان إمكانية أن يكون رد فعل حماس (على غاراتها في القطاع) تحت قيادة السنوار مختلف'.

وأضاف أن 'الحديث يدور أيضا عن أن الجيل القديم يخلي مكانه للجيل الذي نما في مخيمات اللاجئين. وطريقة القيادة ستتغير أيضا'.

لكن تحليلات كهذه التي يكتبها فيشمان تحاول تشويه صورة المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وشيطنة قيادة المقاومة. إذ نقلت صحيفة 'هآرتس' عن أسير فلسطيني محرر رافق السنوار أثناء تواجده في السجن الإسرائيلي قوله إنه 'على الرغم من انغماس السنوار في أيديولوجية حماس، إلا أنه كان يجد دائما لغة مشتركة مع الأسرى من الفصائل الفلسطينية الأخرى. والشعور هو أن السنوار لن يدفع مصالح حماس على حساب باقي الفصائل. وهو معروف كصقري ومتطرف، لكن هذا باتجاه إسرائيل والولايات المتحدة وليس تجاه الفصائل الفلسطينية'.  

وقال الأسير المحرر إن سلطات السجون الإسرائيلية عزلت السنوار أثناء المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى، التي استعادة إسرائيل فيها جنديها الأسير غلعاد شاليط، وذلك لأن السنوار 'أصر على إطلاق سراح أسرى من جميع الفصائل، بمن فيهم الأسرى العرب مواطني إسرائيل'.

وأضاف أن 'حماس حريصة على بنيتها الهرمية. وإذا انتخب هنية خلفا لمشعل، فإن السنوار سيكون خاضعا للمكتب السياسي ولن يعمل بصورة مستقلة، رغم أن حكمه في القطاع مقابل القيادة الخارجية له أهمية كبيرة'. 

التعليقات