"إسرائيل بحاجة لمن ينزلها عن الشجرة"

اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، أن إسرائيل وقعت في الفخ بعد العملية التي نفذت عند بوابة المسجد الأقصى، وأنها اعتلت الشجرة بتهور، وباتت بحاجة لقائد شجاع لينزلها بأخف الأضرار، والخطوة الأولى هي إزالة البوابات الإلكترونية بأسرع

اعتبر المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، أن إسرائيل وقعت في الفخ بعد العملية التي نفذت عند بوابة المسجد الأقصى، وأنها اعتلت الشجرة بتهور، وباتت بحاجة لقائد شجاع لينزلها بأخف الأضرار، والخطوة الأولى هي إزالة البوابات الإلكترونية بأسرع ما يمكن.

وقال فيشمان إن "البوابات الإلكترونية والكواشف المعدنية لم يعد بيننا وبين الأوقاف الإسلامي أو الفلسطينيين أو النواب العرب، كل العالم العربي والسني تجند ضدنا وليس فقط على مستوى القيادات".

وادعى فيشمان أن مستوى التحريض على إسرائيل في منصات التواصل الاجتماعي حطم أرقامًا قياسية "وليس فقط في المواقع التابعة لحماس"، وأن الدعوات ضد إسرائيل باتت تنطلق من عمان والبحرين وقطر مرورًا بالسعودية والأردن ومصر.

وأشار فيشمان إلى أن "الشرطة متأهبة للدرجة القصوى والجيش خصص كتيبتين كاملتين لمنع اندلاع المواجهات وبالذات لمنع امتدادها للضفة الغربية، وبحسب مصادر أمنية، درجة الغليان وصلت 5 من 10 يوم أمس، ومن المتوقع أن تصل إلى 8 بعد بدء صلاة الجمعة، وهذه نقطة البداية فقط، والسدادة التي تحبس المارد أو تطلقه من الزجاجة بيد الكابينيت حاليًا".

وقال فيشمان إن الشبان الثلاثة "نفذوا عملية استراتيجية هدفها تأجيج الصراع من جديد، وهذا هدف حماس الأساسي"، اتهم فيشمان الحركة الإسلامية في الداخل بأنها جزء من حركة حماس واعتبر أن تأجيج الأجواء في المسجد الأقصى ستصرف النظر عن الأزمة في غزة.

ولفت فيشمان إلى أن إسرائيل "وقت في الفخ، وفي حين كان علينا معالجة الأعشاب الضارة لدينا، تحاول إسرائيل معالجة الأوقاف والسلطة الفلسطينية ووضعت كاشفات المعادن والبوابات الإلكترونية، هذا القرار السياسي أخطأ الهدف".

وتابع المحلل العسكري "التفتيش الذي أجرته الشرطة داخل المسجد الأقصى لم يسفر سوى عن وجود بعض السلاسل والهراوات ودمية على شكل بندقية، واتضح أن السلاح الذي استعمل في العملية لم يصل من خلال الأوقاف".

واتهم "جهات متطرفة في الحركة الإسلامية بالداخل بأنها نجحت بدفع إسرائيل إلى الزاوية وإجبارها على اتخاذ قرارات متهورة قد تأتي بشباب ينفذون ذات العملية ويضحون بأنفسهم من أجل اندلاع حرب دينية، كان من المفروض أن لا تتخذ إسرائيل خطوات أمنية في المسجد الأقصى، إنما ضد الإسلاميين المتطرفين في الداخل".

وذكر فيشمان أن "الأميركيين فهموا أنه تم فقدان السيطرة على الوضع، وبدأت بالتعاون مع الأردنيين بتحضير السلم لإسرائيل للنزول عن الشجرة، من ناحية إسرائيل هذا سلم سيء، لكنه أفضل من الغليان الذي يهدد بالانفجار. الأردنيون يقولون: أزيلوا البوابات الإلكترونية ولنتباحث حول وسائل أمن لا تمس بالوضع القائم".

والمقصود بذلك، بحسب فيشمان، أنه يمكن لإسرائيل وضع كاميرات مراقبة وإجراء تفتيش جسدي بشكل انتقائي و"باستطاعة إسرائيل التذرع بالقول إنها استجابت لطلبات الدول العربية الصديقة وحليفتها الأميركية، الشارع الفلسطيني سيحتفل ليومين أو ثلاثة وتعود الحياة لطبيعتها".

يقول فيشمان، "نكون قد لعقنا جراح الكرامة التي أصبنا بها بعد الأخطاء الأمنية، سيحاول أبو مازن تحقيق إنجاز سياسي وتسويق نفسه كمن أزال البوابات الإلكترونية وجاء بالحل، وستحاول إسرائيل منح هذا الفضل للملك الأردني، السؤال هو: هل نملك الشخص الذي يتحلى بالجرأة لاتخاذ قرار بالنزول عن الشجرة ويتجرأ على تنفيذه؟".

 

التعليقات