"روسيا توافق على دخول آلاف العسكريين الإيرانيين لسورية"

تقديرات أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية، هي أن قوات النظام السوري منهكة وقدراتها محدودة ولن تتمكن من مواجهة "داعش" من دون مساعدة قوات كبيرة من حرس الثورة الإيرانية، ما يفسر زيارة نتنياهو لروسيا ووفد إسرائيلي لواشنطن

الرئيسان الروسي والإيراني

يتركز اهتمام إسرائيل بالأساس، في الفترة الحالية، على سورية والتطورات الحاصلة فيها بعد ست سنوات ونصف السنة على اندلاع الثورة السورية التي تحولت بعد ذلك إلى حرب أهلية. ووفقا لتقديرات جديدة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، فإن جيش النظام السوري منهك، وقدراته محدودة.

وكتب محلل الشؤون الأمنية في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، اليوم الجمعة، أنه وفقا لتقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، فإنه في المعركة على شرق سورية، حيث لا يزال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يتواجد ويحارب، "ليس بإمكان نظام الأسد الاكتفاء بدعم الميليشيات الشيعية. ولذلك فإنه لا مناص من دخول مكثف لقوات إيرانية مدربة وتحمل عقيدة قتالية متينة، أي قوات حرس الثورة، ويواصلوا الاستعانة بالدعم الجوي الروسي".

وبحسب تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، فإن روسيا صادقت على تعزيز القوات الإيرانية في سورية، وأنه عندما تقول روسيا إن يجب إدخال قوات برية لمحاربة "داعش"، أو باللغة العسكرية يجب أن تكون "الجزمات على الأرض"، فإنها تقصد قوات "الشيعة والإيرانيين".

ونقل ميلمان عن مصادر في الاستخبارات الإسرائيلية قولها إن "الوجود والتأثير الإيراني في سورية سيزداد، على الأقل طالما تستمر السياسة الروسية بدعم واستقرار نظام الأسد وإعادة سيطرته على سورية كلها أو على القسم الأكبر منها على الأقل".

وأشار ميلمان إلى التخوف الإسرائيلي من أن تقترب القوات الإيرانية ومقاتلو حزب الله وأفراد المليشيات الشيعية في سورية من هضبة الجولان المحتلة. إذ أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أنه "خلال فترة قصيرة سيصل إلى سورية آلاف الجنود والضباط من حرس الثورة الإيرانية لينضموا إلى حوالي 1500 مستشار عسكري يعملون في سورية منذ سنين".

ورأى ميلمان أن زيارة وفد إسرائيلي، برئاسة رئيس الموساد، يوسي كوهين، إلى واشنطن للتباحث مع مسؤولين أمنيين أميركيين حول الوضع في سورية، وكذلك زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى روسيا ولقائه مع الرئيس فلاديمير بوتين، هذا الأسبوع، يدل على الأهمية التي توليها إسرائيل للوضع الناشئ في سورية، أو حتى "حالة الذعر" في إسرائيل، التي "تدرك أن قدرتها على التأثير ضئيل ومحدود للغاية".

ونقل ميلمان عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله إن لقاء الوفد الإسرائيلي برئاسة كوهين مع المسؤولين في البنتاغون وأجهزة الاستخبارات الأميركية كانت أشبه بـ"المشاركة بجنازة" أو "تقديم تعازي"، ولكن بأدوار معاكسة: "المعزون هم الأميركيون، والحداد كان في الجانب الإسرائيلي، والجنازة كانت مراسم دفن السياسة الأميركية في سورية".

ميلمان أنه "طالما أن ترامب لا يقوم بانعطاف إلى الخلف، مثلما فعل الآن في أفغانستان، فإن الولايات المتحدة تستسلم على ما يبدو لبقاء الأسد في الحكم، وتتعاون أيضا في التوصل لاتفاقيات وقف إطلاق نار في أجزاء مختلفة في سورية، إحداها يتعلق بمنطقة مثلث الحدود بين سورية وإسرائيل والأردن".

التعليقات