"استهداف بطارية سام 5 السورية خط أحمر إسرائيلي جديد"

"إسرائيل سارعت إلى حتلنة الروس، وضربت فقط مركبا واحدا من البطارية التي أطلقت النار ، وذلك بهدف واضح وهو الإشارة إلى أن وجهتنا ليست التصعيد والمواجهة المستمرة، وإنما عملية منفردة تردع السوريين من استخدام صواريخ سام 5"

(أ ف ب)

اعتبر المحلل العسكري صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، أن إسرائيل وضعت اليوم، الإثنين، خطا أحمر جديدا مقابل الدول والجهات العسكرية المختلفة التي تعمل ضدها وحولها، وذلك في إشارة إلى استهداف بطارية صواريخ "سام 5" التابعة للجيش السوري.

وقال إن استهداف بطارية الصواريخ يبعث برسالة جديدة مفادها أن "كل هجوم على الطائرات الإسرائيلية، حتى لو كان خارج المجال الجوي السيادي لإسرائيل، وخاصة فوق لبنان، سيعتبر هجوما على إسرائيل، وسيتم الرد عليه بعملية عسكرية".

واضاف أن لهذه المسألة أهمية كبيرة جدا، وذلك لأن الطائرات التابعة لسلاح الجو، وحتى الطائرات المسيّرة (بدون طيار) تحلق بشكل دائم في أجواء لبنان من أجل متابعة عملية التسلح والتزود بالعتاد والتحصينات الخاصة بحزب الله، وبالتالي، بحسبه، فإن إطلاق نيران سورية على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في أراضي لبنان هو "مس حقيقي بقدرات جمع المعلومات الاستخبارية لأغراض دفاع إسرائيل عن نفسها"، على حد تعبيره.

ويقر، بحسب مصادر أجنبية وادعاءات النظام السوري، فإن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تطلق أسلحة موجهة دقيقة بهدف ضرب أهداف داخل سورية، وخاصة استهداف الجهود الإيرانية في تسليح حزب الله بالصواريخ الدقيقة والصواريخ المضادة للطائرات عن طريق سورية.

ونسب للمصادر الاجنبية ذاتها، أن الطائرات الإسرائيلية التي تنفذ الغارات ضد تسلح حزب الله تمر في الأجواء البنانية دون أن تدخل المجال الجوي السوري، وذلك لتجنب الاحتكاك مع سلاح الجو السوري وصواريخ أرض – جو التي نشرتها روسيا في سورية.

كما اعتبر إطلاق الصواريخ باتجاه طائرات "أف 16" الإسرائيلية، صباح اليوم، والتي كانت في مهمة تصوير فوق الأراضي اللبنانية، هي "محاولة من قبل السوريين لتقليص حرية العمل الجوي لإسرائيل حتى فوق لبنان، ما اعتبر على أنه هجوم مباشر يقتضي الرد".

ولفت بن يشاي إلى أن صواريخ "سام 5" المضادة للطائرات ليست سلاحا جديدا في المنطقة، حيث أن الاتحاد السوفييتي قدم هذه الصواريخ لسورية عام 1983، في إطار استخلاص العبر من الحرب العدوانية على لبنان عام 1982. وهذه الصواريخ تعتبر بعيدة المدى وتصل لارتفاعات كبيرة، ولذلك فهي قادرة على ضرب الطائرات الإسرائيلية في الأجواء الإسرائيلية أو بالقرب منها، وخاصة في شمال ووسط البلاد.

واعتبر أيضا أن هذه الصواريخ تشكل خطراعلى طائرات الركاب وعلى الطائرات الحربية، ولهذا فعندما تستخدم سورية هذه الصواريخ للمرة الثانية خلال شهور، فإن ذلك "يعتبر بمثابة إنذار واضح لسلاح الجو الإسرائيلي والأجهزة الأمنية. وفي حال واصلت سورية استخدام هذه الصواريخ، فإن الأمر يقتضي اتخاذ وسائل دفاعية، ولذلك سارعت أجهزة الأمن والجيش الإسرائيلي إلى الرد على إطلاق النار السوري من خلال تدمير بطارية سام 5 السورية".

وأشار في هذا السياق إلى أنه بالإمكان إعادة هذه البطارية إلى العمل خلال ساعات معدودة، حيث أن مركبا واحدا فيها قد أصيب، وهو الكاشوف (الرادار)، الذي يتألف من عربة تحكم، وعربة أخرى عليها هوائية. و"يمكن استبدال هذه العربات بسرعة كبيرة، وخلال ساعات يمكن إعادة البطارية إلى العمل، وتهديد المجال الجوي الإسرئيلي".

كما كتب المحلل العسكري أن "إسرائيل سارعت إلى حتلنة الروس، وضربت "فقط مركبا واحدا من البطارية التي أطلقت النار على طائراتنا، وذلك بهدف واضح وهو الإشارة إلى أن وجهتنا ليست التصعيد والمواجهة المستمرة، وإنما عملية منفردة تردع السوريين من استخدام صواريخ سام 5 في المستقبل".

إلى ذلك، لفت بن يشاي إلى أن تقديرات رئيس المعهد للدراسات الإستراتيجية في جامعة تل أبيب (INSS)، جنرال الاحتياط عاموس يدلين، تشير إلى أن استخدام السوريين لصاروخ سام 5 هو رد على الهجوم الذي نسب لإسرائيل على المنشأة لإنتاج الصواريخ الدقيقة في مركز الدراسات العلمية في سورية (CERS).

التعليقات