تحريض إسرائيلي على عباس واتهامه بمعاداة السامية

سلطت وسائل الإعلام الإسرائيلية الضوء على عبارة "يخرب بيتك يا ترامب" الصادرة عن عباس ، دون منح محاور الخطاب الأخرى أي اهتمام، فيما أمعنت بالتحريض على عباس، حين تساءلت بأن خطابه يحرق الجسور أم لا؟، وتصريحاته ضد اليهود.

تحريض إسرائيلي على عباس واتهامه بمعاداة السامية

(أ.ف.ب.)

توالت ردود الفعل الإسرائيلية على خطاب الرّئيس الفلسطيني، محمود عباس، خلال أعمال الدورة الـ28 للمجلس المركزي الفلسطيني، أمس الأحد، حيث تراوحت الرّدود بين التحريض واتهام عباس بـ"معاداة الساميّة".

وسلّطت وسائل الإعلام الإسرائيلية الضوء على عبارة "يخرب بيتك يا ترامب" الصادرة عن عباس خلال خطابه، دون  منح محاور الخطاب الأخرى أي اهتمام، فيما أمعنت بالتحريض على عباس، حين تساءلت إن كان خطابه "يحرق الجسور" أم لا؟ وتصريحاته ضد اليهود واعتباره إسرائيل مشروعًا استعماريا غربيا.

ريفلين: التصريحات رهيبة

واستغل الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، اللقاء الذي جمعه، اليوم الإثنين، بوفد اللوبي اليهودي الأميركي بالقدس المحتلة، للتحريض على عباس، واصفًا تصريحاته بأنها "رهيبة".

وأضاف ريفلين "أن يقول إن إسرائيل هي نتيجة مؤامرة من العالم الغربي لتوطين اليهود في مناطق تابعة للسكان العرب، والقول إن الشعب اليهودي لا علاقة له بأرض إسرائيل، على ما يبدو لقد نسي عباس الكثير من الأشياء وقال بالضبط ما اتهم به منذ سنوات بمعاداة السامية وإنكار المحرقة".

وزعم ريفلين أنه بسبب هذه التصريحات، لا يوجد حوار بين الجانبين قائلا "في كلامه، ينكر عودتنا إلى وطننا، على الرغم من أن أبو مازن يعلم جيدا أن القرآن نفسه يعترف بأرض إسرائيل كأرضنا. وبدون هذا الاعتراف الأساسي، لا يمكننا بناء الثقة والتقدم".

 

بينيت: الفلسطينيون فقدوا حقّهم بالاستقلال

وتحدث رئيس كتلة "البيت اليهودي" اليمينية المتطرفة ووزير التربية والتعليم، الإسرائيلي نفتالي بينيت، في اجتماع الكتلة بالكنيست قائلا: "لقد حان الوقت للتفكير في اليوم التالي ما بعد أبو مازن، ومن المهم أنه عندما تنتهي حقبة الدولة الفلسطينية، تبدأ حقبة السيادة الإسرائيلية. أبو مازن ومعه فكرة قيام دولة فلسطينية بطريقها للابتعاد والزوال والاختفاء من العالم. ويشير سلوكه إلى أنه فقد حقه بالاستقلال".

وردًا على تصريحات عباس حول اليهود الذين تم جلبهم إلى فلسطين من أجل الحفاظ على مصالح أوروبا، قال عضو الكنيست، إيتسيك شمولي: "بدلا من محاولة إعادة كتابة التاريخ مع خربشة معادية للسامية، كان من الأفضل لأبو مازن تعليمه ومحاولة التأثير على مجراه".

من جانبه، رد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد إردان، من حزب الليكود الحاكم، على الخطاب: "أبو مازن يدمر كل احتمالات السلام، واختار التحريض ضد إسرائيل والتراث اليهودي بدلا من الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل. سيتابع أبو مازن عملية التدمير، وفي المقابل سنعزز سيطرتنا".

أما وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، فقال إن هذا الخطاب يمثل "تدميرا لسياسة أبو مازن ويشير إلى فقدان السيطرة، وفقدان دعم العالم العربي المعتدل، والتخلي عن المفاوضات. لاحظوا ما يحدث بين أبو مازن والعالم العربي، يوضح العالم العربي لرئيس السلطة أنه يفضل الولايات المتحدة عنه. يتمتع أبو مازن بالدعم المالي الذي يقدمه رئيس الولايات المتحدة، لهذا فإن إدارته غريبة من وجهة نظري. فهو لا يفهم أن لا بديل للولايات المتحدة، ليس له ولا لإسرائيل فحسب، بل لكل العالم المعتدل".

وأضاف ليبرمان: "لقد بدأ عباس سعيه إلى خوض مواجهة سياسية مع إسرائيل. إنه يعتقد أنه يحظى بأكثرية تلقائية في كل المؤسسات العالمية، لهذا يتوجه إليها خلافا لكل الاتفاقات بيننا. بالإضافة إلى ذلك، يناشد شن مواجهة، ونحن نشاهد أن هناك مظاهرات يشارك فيها أشخاص مقابل الأجر. يجري الحديث عن مظاهرات يرأسها ويشجع المشاركة فيها، مُصدرا تعليماته مباشرة".

بدورها، عقبت عضو الكنيست الإسرائيلي، تسيبي ليفني، التي شغلت، أيضا، منصب رئيسة طاقم المفاوضات مع الفلسطينيين في عام 2007، ردا على الخطاب إن: "أبو مازن يتنازل عن دولة فلسطينية، لكننا لن نتخلى عن دولة ذات أغلبية يهودية قوية ولديها حدود مع الفلسطينيين. علينا أن نسعى إلى تحقيق هذا الهدف، مع الفلسطينيين أو دونهم".

أما عضو الكنيست عن "المعسكر الصهيوني"، نحمان شاي أكتفى بالقول: "لقد ظهر الشيطان المعادي للسامية لأبو مازن. من الأفضل أن يتخلص منه. وأن يعرف أن إسرائيل ستظل خالدة إلى الأبد. يفهم أبو مازن أيضا أن الوقت لا يعمل لصالحه ولصالح الاتّفاق، ويستحسن أن يعرف أنه من الأفضل إجراء مفاوضات سياسية بدلا من العنف وسفك الدماء المستمر".

أما صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ومن خلال مقال للكاتب اليؤور ليفي، ترى أن خطاب عباس احتوى مضامين عدوانية، في ظل إعلانه رفض الوساطة الأميركية، لكنه في المقابل أعلن التزامه في استمرار التنسيق الأمني.

ويعتقد أن الخطاب "غير عادي، ومرير وساخر ويكشف اليأس المطلق له من إسرائيل والإدارة الأميركية وفرص عملية السلام".

وحسب ليفي، فإن عباس لم يدمر كل الجسور، رغم إعلانه انتهاء اتفاق أوسلو، "لكنه يدرك أن إلغاء الاتفاق يعني عمليا تكفيك السلطة، وهذه مرحلة من اليأس لم يصل إليها على ما يبدو".

التعليقات