اتجاهات التعاون وتوثيق العلاقات بين إسرائيل ودول في المنطقة

اتجاهات التعاون وتوثيق علاقات إسرائيل مع دول عدة في المنطقة، على رأسها اليونان وقبرص من جهة، مع تردي العلاقات مع تركيا، ومن جهة أخرى السعودية ومصر والأردن ودول الخليج

اتجاهات التعاون وتوثيق العلاقات بين إسرائيل ودول في المنطقة

من الأرشيف

تناول المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الجمعة، اتجاهات التعاون وتوثيق علاقات إسرائيل مع دول عدة في المنطقة، على رأسها اليونان وقبرص من جهة، مع تردي العلاقات مع تركيا، ومن جهة أخرى ما أسماها "الدول السنية"، مثل السعودية ومصر والأردن ودول الخليج، وهي ذات الدول التي كانت يطلق عليها الإعلام الإسرائيلي في السابق "الدول المعتدلة".

اجتمع، يوم أمس الأول، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، في أثينا مع نظيره اليوناني، في الوقت الذي اجتمع فيه وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، في البلاد مع نظيره اليوناني. وتأتي هذه الاجتماعات استمرارا لتوطيد العلاقات العسكرية بين إسرائيل وبين اليونان وقبرص.

وسبق هذه اللقاءات العسكرية زيارات سياسية قام بها الرئيس الإسرائيلي ورئيس الحكومة الإسرائيلية لليونان، وزيارات رئيسي أركان الجيشين اليوناني والقبرصي لإسرائيل، وزيارة قائد سلاح البحرية وقائد القوات البرية الإسرائيليين إلى اليونان، علاوة على المناورات المشتركة المتتابعة، حيث أجرت وحدة "الكوماندو" في الجيش الإسرائيلي تدريبات في قبرص، كما أن طائرات سلاح الجو تجري تدريبات متواترة في أجواء اليونان وقبرص.

وكتب هرئيل أنه في سنوات التسعينيات كانت إسرائيل تنظر إلى تركيا كحليف إستراتيجي لها في المنطقة، ولكن حصل تراجع مع الصعود السياسي لرجب طيب إردوغان، الذي تماثل مع الفلسطينيين، وخاصة مع حركة حماس. ولكن بعد المصالحة الرسمية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، على الطرفين في أعقاب "أزمة سفينة مرمرة" (الهجوم الدموي للبحرية الإسرائيلية على سفينة مرمرة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة – عــ48ـرب)، كانت تأمل إسرائيل بتحسين العلاقات مع تركيا، ولكنها آمالها تبددت، وبدأت تنظر إلى اليونان وقبرص.

وبحسبه، فإن الرؤية الإقليمية لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تتجه نحو التحالف مع اليونان، من جهة، ومن جهة أخرى توطيد العلاقات مع "الدول السنية"، وبضمنها السعودية ومصر والأردن وإمارات الخليج. وفي كلتي الحالتين، فإن نتنياهو يعتمد على تراجع اهتمام العالم بالقضية الفلسطينية، باعتبار هذه الدول تكتفي بضريبة كلامية احتجاحا على استمرار الاحتلال، ولكنها معنية أكثر بالحصول على أشياء من إسرائيل.

ويشير في هذا السياق إلى مصر كأفضل مثال، حيث أن "نيويورك تايمز" نشرت، الشهر الماضي، تفاصيل عن عشرات الغارات الجوية التي تشنها إسرائيل في سيناء ضد عناصر "ولاية سيناء"، التي أعلنت مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لمساعدة مصر. كما أن مصر، بحسب "كان" (هيئة البث الإسرائيلية) ضاعفت عدد الجنود المصريين في سيناء في إطار الحملة العسكرية ضد داعش، وذلك بمصادقة إسرائيل وخلافا للملحق الأمني لاتفاقية السلام بين الطرفين، والحديث هنا عن نحو 42 ألف جندي، الأمر الذي يشير إلى مستوى الثقة العالي وغير العادي بين الطرفين.

وعلى مستوى العلاقات مع قبرص واليونان، فإن إسرائيل مستفيدة من إمكانية إجراء تدريبات لا يمكن القيام بها في البلاد، مثل السلاسل الجبلية لقوات الكوماندو، والتحليق لمسافات كبيرة ومواجهة منظومات مضادة للطائرات من إنتاج روسي. كما لا يأتي ذكر تركيا بشكل صريح في العلاقات مع اليونان وقبرص، ولكن قلق اليونانيين ينبع من "العدوانية التركية، وفي الخلفية طموحات إردوغان في التفوق الإستراتيجي الإقليمي، إلى جانب الاتجاهات المحتملة للتعاون مع إسرائيل في مجال الغاز. وفي هذه السياقات، فإن الجانب العسكري يوفر مركبا مهما ومكملا لشراكة المصالح الإستراتيجية"، بحسبه.

التعليقات