إسرائيل وبريطانيا: تعزيز العلاقات التجارية والأمنية وخلافات حول إيران وفلسطين

مسؤولون رسميون إسرائيليون يشددون على أن الوضع في سورية خصوصا محرك للتغيير وتوثيق العلاقات الأمنية بين إسرائيل وبريطانيا، وأن "بريكست" ساهم كثيرا في تعزيز العلاقات، لكن الخلاف بين الجانبين يتمحور حول الاتفاق النووي وحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني

إسرائيل وبريطانيا: تعزيز العلاقات التجارية والأمنية وخلافات حول إيران وفلسطين

لقاء سابق بين ماي ونتنياهو (تصوير مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية)

يبدأ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، غدا الاثنين، جولة أوروبية، يلتقي خلالها مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، عمانوئيل ماكرون، ورئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي. وتأتي هذه الجولة في ظل خلاف بين إسرائيل وبين الدول الثلاث حول الاتفاق النووي الإيراني، والموضوع الفلسطيني. لكن تقارير إعلامية إسرائيلية تحدثت عما وصفته بـ"انعطاف" في العلاقات بين إسرائيل وبريطانيا.

وتطرق نتنياهو إلى هذه الجولة خلال افتتاح اجتماع حكومته اليوم، الأحد، قائلا إنه "سأبحث معهم التطورات الإقليمية ولكن المباحثات ستتمحور حول إيران. أولا حول صد البرنامج النووي الإيراني، أو بالأحرى مواصلة صد البرنامج النووي الإيراني. سأشدد على حقيقة غير قابلة للتغيير مفادها أن إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك الأسلحة النووية. والشيء الثاني الذي سأبحثه هو صد التمدد والعدوان الإيرانيين في كل أنحاء الشرق الأوسط، وعلى رأس ذلك في سوريا. وفي هذا الأمر أيضا سأؤكد على مبدأ أساسي وهو أن إسرائيل تحتفظ وستواصل الاحتفاظ بحرية العمل ضد التموضع العسكري الإيراني في أي جزء من الأراضي السورية".

واعتبرت هذه التقارير أن أحد مؤشرات التوجهات السياسية البريطانية، نحو الإيجاب، تجاه إسرائيل، هو زيارة الأمير وليام لإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد ثلاثة أسابيع، بعدما كانت العائلة المالكة البريطانية، بإيعاز من وزارة الخارجية في لندن، تمتنع عن زيارات لأفرادها إلى إسرائيل، طالما لم يتم التقدم نحو التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية. رغم ذلك، زار ولي العهد البريطاني، الأمير تشارلز، إسرائيل لحضور جنازتي يتسحاق رابين وشمعون بيرس، ومرة أخرى لزيارة قبر جدته في القدس المحتلة.

وقال تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم، إن وزارة الخارجية الإسرائيلية تولي اهتماما بالغا لزيارة الأمير وليام، وتعتبرها انطلاقة نحو انفراج كبير في العلاقات بين الجانبين، رغم أن إسرائيل رأت ببريطانيا "شريكة مركزية" في أوروبا. ونقلت الصحيفة عن خبراء لفتهم إلى حدوث ارتفاع في المعطيات التجارية وتعزيز العلاقات الاقتصادية، وإلى تعاون أمني بات علنيا أكثر من الماضي "وحتى أنه يوجد أمل بحدوث تغيير زاحف في شكل تصويت بريطانيا في المؤسسات الدولية" في القضايا المتعلقة بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.

بحسب تقرير "هآرتس"، فإن "بريكست" عزز مكانة إسرائيل بالنسبة لبريطانيا، التي اعتبرت أن إسرائيل هي واحدة من الدول العشر الأولى التي تهتم بريطانيا بالتوقيع على اتفاقيات تجارة حرة ثنائية جديدة معها.

ويشير الإسرائيليون بالإيجاب إلى زيارة حاملة مروحيات بريطانية إلى ميناء حيفا، في نهاية العام الفائت، وتدريبات جوية عسكرية بريطانية إسرائيل مشتركة، كما أن بريطانيا هي ثاني أكبر مستورد للبضائع الإسرائيلية بعد الولايات المتحدة. وبحسب الصحيفة، فإن بريطانيا امتنعت في الماضي عن الإعلان عن تعاون أمني بينها وبين إسرائيل، وخاصة في المجال الاستخباري السري. كذلك شاركت طائرات بريطانية في الاستعراض الجوي في احتفالات إسرائيل بذكرى تأسيسها السبعين، في نيسان/أبريل الماضي.

ويعزوا هؤلاء الخبراء أسباب تغير السياسة البريطانية تجاه إسرائيل إلى انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وما يصفونه بأنه تغير مركز الاهتمام الدولي تجاه الشرق الأوسط من الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني إلى الحرب ضد الإرهاب، وصعود المحافظين البريطانيين إلى الحكم، وأن المحافظين وُديون تجاه إسرائيل.

وقالت "هآرتس" إن الجهات الرسمية في إسرائيل يشددون دائما على الوضع في سورية خصوصا أنه محرك للتغيير وتوثيق العلاقات الأمنية بين إسرائيل وبريطانيا. وأضافت هذه الجهات أن ماي تقود توجها وديا نحو حكومة نتنياهو أكثر من أي حكومة بريطانيا سابقة. ويدعم هذا التوجه العلاقات القوية بين حكومة ماي والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وإدارته، خاصة فيما يتعلق بالتعاون في سورية، ولذلك خلافا لفرنسا وألمانيا.

لكن الصحيفة أشارت إلى الخلافات بين إسرائيل وبريطانيا حول الاتفاق النووي الإيراني والموضوع الفلسطيني، وأن بريطانيا تعارض سياسة نتنياهو بخصوص الاستيطان والقدس وقطاع غزة. وأكدت الصحيفة على أنه بالرغم من تحسن العلاقات التجارية والأمنية بين الدولتين إلا أن قضايا الصراع والخلافات حولها لم تغب عن العلاقات بينهما. من جانبه، وفقا للصحيفة، يأمل نتنياهو بالإقناع أن وزن القضية الفلسطينية تراجع، وأن يغير شكل تصويت بريطانيا في المؤسسات الدولية على قضايا متعلقة بالصراع. وكانت بريطانيا قد صوتت في الأمم المتحدة ضد قرار ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، بسبب موقفها المؤيد لحل الدولتين. وامتنعت عن التصويت على تشكيل مجلس حقوق الإنسان في جنيف للجنة تحقيق في مجازر إسرائيل في غزة خلال فعاليات مسيرة العودة الكبرى.

التعليقات