مصادر أمنية إسرائيلية: صواريخ الجهاد الإسلامي أحبطت التسوية

"سيكون هناك استعدادات عسكرية إسرائيلية واسعة مع اقتراب نهاية الأسبوع، على خلفية الخشية من حصول تصعيد مجددا، ومن إمكانية أن تطلق صواريخ أخرى، وبينما تتواصل جهود الوساطة الدولية، فإن البندول بين التصعيد والتسوية يتحرك الآن باتجاه تجدد المواجهات"

مصادر أمنية إسرائيلية: صواريخ الجهاد الإسلامي أحبطت التسوية

شمالي قطاع غزة الإثنين (أب)

قالت مصادر أمنية إسرائيلية إن إسرائيل وحركة حماس كانتا "قريبتين، نسبيا، من التوصل إلى اتفاق طويل الأمد لوقف إطلاق النار الأسبوع الفائت، عندما حصل التصعيد نهاية الأسبوع".

وفي هذا السياق، كتب المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، اليوم الأربعاء، اعتمادا على مصادر أمنية، أنه على خلفية التصعيد الذي بادرت إليه حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، والعقبات التي تراكمها السلطة الفلسطينية، فإن "التفاؤل المتحفظ" استبدل بلهجة أكثر "تشاؤما".

وبحسبه، فإنه من المتوقع أن تكون الأيام القادمة حساسة جدا، وإن "جولة عنف" أخرى من حركة الجهاد الإسلامي قد تؤدي إلى "رد فعل عسكري شديد" من جانب إسرائيل، بما يعقد الجهود للتوصل إلى تهدئة.

وكتبت الصحيفة أن هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، بشكل مماثل لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تسعى لفحص ودراسة كل وسيلة بديلة قبل اتخاذ القرار بالقيام بعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة.

كما كتب أنه بعد مفاوضات غير مباشرة، نهاية الأسبوع الماضي، بواسطة المخابرات المصرية والأمم المتحدة، كان يبدو أن الطرفين يقتربان من اتفاق، خاصة وأن قيادة حركة حماس تحمست من القرار بالسماح بإدخال الوقود القطري إلى قطاع غزة، الأمر الذي رفع مستوى تزويد سكان القطاع بالكهرباء، كما تبدى استعداد قطري لتمويل دفع رواتب الموظفين التي يهدد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بوقفها.

ويضيف أن الاتصالات تعطلت بعد التصعيد يوم الجمعة، حيث استشهد 5 فلسطينيين بنيران جيش الاحتلال، كما أطلقت حركة الجهاد الإسلامي عشرات القذائف الصاروخية وقذائف الهاون. وفي صباح السبت أعلن ثانية عن وقف إطلاق النار، بضغوط مصرية، ولكن بعد ذلك أطلقت طائرة مسيرة إسرائيلية صاروخا باتجاه ثلاثة أطفال قرب السياج الحدودي، الأحد، ما أدى إلى استشهادهم. وفي حينه هددت حركة الجهاد بالرد، إلا أنها امتنعت بضغوط من جانب مصر وحركة حماس.

وبحسبه، فإن حركة حماس تجد نفسها، اليوم، تحت تحد مزدوج، فمن جهة ترفع حركة الجهاد راية المقاومة وتهاجم حماس بسبب عدم الرد على قتل المتظاهرين، ومن جهة ثانية فإن عباس يهدد بفرض عقوبات أخرى على قطاع غزة، وفي الوقت نفسه يهدد بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وهي خطوة هدد بها مرات كثيرة في السابق ولكنها لم تنفذ. وبالنتيجة، فإن ما كان يبدو، الأسبوع الماضي، كـ"بداية دينامية إيجابية، تبدل بدينامية تصعيدية".

إلى ذلك، أشار إلى أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، كان قد زار، يوم أمس، مقر قيادة "كتيبة عزة" في الجيش، للوقوف على الاستعدادات للأيام القادمة، مضيفا أنه سيكون هناك استعدادات واسعة نسبيا مع اقتراب نهاية الأسبوع، على خلفية الخشية من حصول تصعيد مجددا، ومن إمكانية أن تطلق صواريخ أخرى من قبل حركة الجهاد الإسلامي.

ويضيف أنه بينما تتواصل جهود الوساطة الدولية، فإن "البندول بين التصعيد والتسوية يتحرك الآن باتجاه تجدد المواجهات".

التعليقات