احتمالات التسوية مع قطاع غزة: بعد الوقود رواتب الموظفين

"في إطار السعي لهدئة طويلة الأمد مع حركة حماس، فإن إسرائيل تدرس السماح بخطوات أخرى من جانب قطر ومصر، وبضمنها تحويل مبالغ مالية كبيرة أخرى للقطاع لتمويل رواتب الموظفين"

احتمالات التسوية مع قطاع غزة: بعد الوقود رواتب الموظفين

غزة الإثنين الماضي (أب)

اعتبر المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عامول هرئيل، أن التغير "الكبير" نسبيا في عدد ساعات تزويد التيار الكهربائي لسكان قطاع غزة، في أعقاب إدخال الوقود بتمويل قطري، وفي ظل الهدوء "النسبي" على حدود قطاع غزة نهاية الأسبوع الأخير، يسهل المساعي لتسوية طويلة الأمد مع حركة حماس، الأمر الذي يقتضي السماح بإجراءات أخرى، من قبل قطر ومصر، تتضمن تحويل أموال للقطاع لتمويل رواتب الموظفين.

ويأتي هذا التغيير في زيادة عدد ساعات التزود بالكهرباء، وهو الأعلى منذ الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة في صيف عام 2014، ليشكل ضعف عدد الساعات في السنة الأخيرة، منذ أن اتخذت السلطة الفلسطينية إجراءاتها ضد قطاع غزة، علاوة على تبعات الحصار المفروض على القطاع.

وأشار المحلل العسكري إلى أن التغيير حصل في أعقاب إدخال الوقود بتمويل قطري إلى القطاع، والذي تأجل عدة مرات بسبب تذرع الاحتلال الإسرائيلي باستمرار مسيرات العودة على حدود قطاع غزة.

وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر قد ناقش الأوضاع في قطاع غزة، الأحد الماضي، إلا أن ما رشح من الاجتماع هو تصاعد الخلافات بين وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، ووزير المعارف ورئيس "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت، الذي دعا إلى استبدال ليبرمان.

وبحسب هرئيل، فإن بينيت يتجاهل، لاعتبارات سياسية، ما يحصل على أرض الواقع، حيث أن إسرائيل، وفي إطار سياسة واضحة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تسعى لتسوية طويلة الأمد مع حركة حماس، وتنوي السماح بخطوات أخرى من جانب قطر ومصر، وبضمنها تحويل مبالغ مالية كبيرة أخرى للقطاع لتمويل رواتب الموظفين.

ويضيف، أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تعتقد أن مصر سوف توافق على الخطة لتحويل رواتب الموظفين، وبالنتيجة فإن إمكانية التوصل إلى تسوية قائمة للمرة الأولى منذ أسابيع.

وأضاف أن النقاش يتمحور حول تفاصيل الآلية، بيد أن ذلك لا يمنع تدهور الأوضاع ثانية نتيجة "حادثة محلية" تعرقل الجهود، رغم رغبة الطرفين في تهدئة طويلة الأمد. بحسبه.

وأشار إلى أن المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس لا تزال تتواصل عبر عدة قنوات، ويشارك فيها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، نيكولاي ملادينوف. وفي إسرائيل فإن من يتابع "ملف غزة" هو رئيس المجلس للأمن القومي، مئير بن شبات، بتكليف من رئيس الحكومة.

يذكر في هذا السياق أن رئيس الشباك، ناداف أرغمان، قال في جلسة لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أن الوضع في الساحة الفلسطينية غير مستقر، وإن "الوضع في قطاع غزة بين خياري المواجهة العسكرية وإيجاد حل يخفف من الضائفة الإنسانية".

وعلى صلة، يذكر أيضا أن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، كان قد صرح، الإثنين الماضي، أن الجانب الإسرائيلي أبلغ السلطة الفلسطينية أنه في حال لم تقم بدفع كل مخصصات قطاع غزة، سيقوم باقتطاعها من المقاصة وأموال الضرائب الفلسطينية وتحويلها إلى قطاع غزة.

وبحسبه، فإن هناك مشروعا أميركيا - اسرائيليا، يقوم على أساس فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية بما فيها القدس لضرب المشروع الوطني الفلسطيني على اعتبار ذلك نقطة ارتكاز رئيسية لقانون القومية العنصري وضرب امكانية اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967.

التعليقات