لمنع بناء مئذنة بالمسجد الأقصى: إسرائيل تحرّك مشروع قناة البحرين

إسرائيل تعود إلى الاتصالات مع الأردن حول تنفيذ مشروع قناة البحرين، بعد ضغوط أميركية أعقبت توجهات أردنية للبيت الأبيض، بعد أن ادعت بعدم جدواه الاقتصادية، وتصفه بأنه ينطوي على أعمية أمنية لمنع عقبات قانونية ومعرضة منظمات بيئية

لمنع بناء مئذنة بالمسجد الأقصى: إسرائيل تحرّك مشروع قناة البحرين

تحريك مشروع القناة لتحسين العلاقات مع عمان (تصوير: بترا)

عادت إسرائيل إلى دراسة مشاركتها في مشروع قناة البحرين، التي تربط بين البحرين الأحمر والميت، وذلك من منطلقات سياسية، هدفها تحسين علاقاتها المتوترة مع الأردن، الذي بدأ يدفع هذا المشروع المكلف على خلفية حاجته الشديدة إلى المياه. وكانت إسرائيل قد تراجعت عن هذا المشروع، مبررة ذلك بأن جدواه الاقتصادية مشكوك فيها، وتكلفته عالية، ويصل استثمار إسرائيل فيه إلى 3.1 مليارد شيكل، كما تعارضه منظمات الحفاظ على البيئة.  

وتعتبر إسرائيل أن الملك الأردني عبد الله الثاني عبّر عن استيائه من تراجع إسرائيل عن اتفاقيات موقعة بين الجانبين، من خلال إعلانه عن قراره بعدم تجديد اتفاقية تأجير إسرائيل منطقتي الغمر والباقورة في غور الأردن لمدة 25 عاما آخر. وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم، الجمعة، أنه على هذه الخلفية، سرّع مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزارة التعاون الإقليمي التي يتولاها الوزير تساحي هنغبي، الاتصالات مع الأردن والتدقيقات المهنية المختلفة، في الأسابيع الأخيرة.  

وأضافت الصحيفة أن "النية المعلنة هي إعادة طرح المشروع على سكة عملية. وسيعلن الأردن في الأشهر القريبة المقبلة، بالتنسيق مع إسرائيل، مناقصة لإقامة منشأة تحلية لمياه البحر الأحمر، في الجانب الأردني، في منطقة تبعد 23 كيلومترا شمالي إيلات، وكذلك لمدّ أنبوب، وليس قناة كما جرى الحديث في الماضي، بطول يزيد عن 200 كيلومتر، يضخ المياه إلى القسم الشمالي من البحر الميت".

وبحسب الصحيفة، فإنه "ساهم موضوع آخر في التحول لدى القيادة الإسرائيلية بما يتعلق بمشروع قناة البحرين، وهو الرغبة (الإسرائيلية) بالامتناع عن نقاش متجدد مع الأردنيين حول مركبات الستاتيكو (الوضع القائم) في جبل الهيكل (أي الحرم القدسي الشريف). فالأردنيون جددوا مؤخرا طلبهم ببناء مئذنة عند السور الشرقي (للحرم)، بينما يسعون في إسرائيل إلى الامتناع عن إعادة فتح الاتفاقات والتفاهمات مع الأردن حول قضية جبل الهيكل". وقالت الصحيفة إن موظفين أردنيين وإسرائيليين يجتمعون، "من دون النشر عن ذلك"، من أجل التوصل إلى تفاهمات بشأن المناقصة القريبة المتعلقة بمشروع قناة البحرين.  

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تلقت مطالب من الولايات المتحدة، إثر توجهات أردنية إلى واشنطن، بأن تطبق إسرائيل الاتفاقيات الموقعة بينها وبين الأردن، وبضمنها مدّ أنبوب بطول 220 كيلومترا لنقل المياه بين البحر الأحمر والبحر الميت، وإقامة منشأة تحلية مياه في الأراضي الأردنية وما إلى ذلك.  

وانضم إلى هذه الجهود السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي، جيسون غرينبلات، اللذان تحدثا مع نتنياهو حول هذا المشروع. وقالت الصحيفة إن نتنياهو أعاد النظر في مشروع قناة البحرين وقرر تحريكه. ومن أجل تجاوز عقبات قانونية وقضائية، بينها اعتراضات منظمات حماية البيئة، فقد تم وصف هذا المشروع بأنه ينطوي على أهمية أمنية.

التعليقات