تصعيد في أوج جهود الوساطة وقبل الانتخابات الإسرائيلية

تنظر إسرائيل بخطورة إلى إطلاق الصاروخين من قطاع غزة وذلك لجملة من الأسباب، من بينها المكان حيث أنهما استهدفا مركز البلاد، وتوقيته قبل الانتخابات الإسرائيلية وفي أوج جهود التهدئة مع قطاع غزة، وفي ظل احتمالات التصعيد في ساحات أخرى

تصعيد في أوج جهود الوساطة وقبل الانتخابات الإسرائيلية

موقع استهدفته طائرات الاحتلال في مدينة غزة (أب)

تنظر إسرائيل بخطورة إلى إطلاق الصاروخين من قطاع غزة، يوم أمس الخميس، وذلك لجملة من الأسباب، من بينها المكان حيث أنهما استهدفا مركز البلاد، وتوقيته قبل الانتخابات الإسرائيلية وفي أوج جهود التهدئة مع قطاع غزة، وفي ظل احتمالات التصعيد في ساحات أخرى، بينها الضفة الغربية، بما في ذلك القدس والحرم المقدسي، والسجون الإسرائيلية.

اعتبر المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إن إطلاق الصاروخين، بداية، من قطاع غزة إلى مركز إسرائيل يعبر عن تصعد أمني خطير بين إسرائيل وحركة حماس، خاصة وأن إسرائيل تنظر بخطورة إلى استهداف المركز، وفي أوج معركة انتخابية، وأنه مع الرد الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ، فإن الطريق إلى تدهور الأوضاع قد تكون قصيرة.

وبحسبه، فإن إطلاق الصواريخ قد فاجأ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، رغم تقديرات استخبارية بإمكانية حصول تصعيد قبل الانتخابات، إلا أن "أحدا في قطاع غزة" قرر رفع سقف التصعيد بواسطة إطلاق صواريخ باتجاه المركز.

وتابع أن الأجهزة الأمنية بذلت جهودا لمعرفة الجهة التي أطلقت الصواريخ، وأن المشتبه بهم الفوريين هم عناصر حركة الجهاد الإسلامي التي تمتلك، إلى جانب حركة حماس، صواريخ ذات مدى كهذا. ومع ذلك أعلن المتحدث باسم الجيش، بعد ساعات، أن حركة حماس هي التي نفذت إطلاق الصواريخ.

وكتب أن هذا التصعيد يأتي في أوج جهود التهدئة المتواصلة، التي وافقت إسرائيل على التعاون معها، باعتبار أن حكومة نتنياهو غير معنية بالحرب على غزة في هذا التوقيت. وبعد الرد الإسرائيلي، ومثل جولات سابقة، فمن الجائز، بحسبه، الافتراض أن الطرفين يستطيعان البحث عن نقطة مخرج قبل المواجهة الشاملة.

وغني عن البيان الإشارة إلى أن التطورات في غزة تنعكس على ما يحصل في ساحات أخرى، وبضمن ذلك القدس، وما يجري في الحرم المقدسي ومصلى باب الرحمة.

أما في  السجون، فقد انتهى يوم أمس، الخميس، الموعد الأخير الذي وضعته قيادة الحركة الوطنية الأسيرة لإزالة أجهزة التشويش التي يؤكد الأسرى أنها تسبب صداعا وآلاما شديدة، في حين يؤكد وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، إنه لم تتم إزالة هذه الأجهزة بداعي أنها تعمل على تعطيل الاتصالات الخليوية من داخل السجون. وبالنتيجة فمن المحتمل أن تتجدد الخطوات التصعيدية للأسرى.

إلى ذلك، لفت المحلل العسكري إلى رفض السلطة الفلسطينية تسلم أموال الضرائب المنقوصة من إسرائيل، ردا على قرار المجلس الوزاري المصغر نهب مخصصات ذوي الشهداء والأسرى من أموال الضرائب، الأمر الذي يضع اقتصاد السلطة على حافة الانهيار.

وحاول المحلل العسكري لموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، تحليل رواية الجيش الإسرائيلي بأن حماس هي التي أطلقت الصواريخ، علما أن الحركة تنفي ذلك.

 وبحسبه فإن ذلك يعود لسببين أساسيين، الأول هو المظاهرات غير العادية في قطاع غزة، يوم أمس، والتي قمعت من قبل قوات الشرطة؛ أما السبب الثاني فهو يتصل بالاتصالات للتسوية التي تجري مع مصر، حيث أنه يوجد لدى حماس قائمة طويلة من المطالب. وبعد الوصول إلى طريق مسدود، فإن حماس، بحسبه، تسعى لتحويل الغضب الفلسطيني إلى الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم مساعي التهدئة، فإن هناك أمرين يعرضان هذه الجهود للخطر، حيث أنه من المقرر أن تنظم اليوم فعاليات مسيرة العودة قرب السياج الحدودي علما أن الذكرى السنوية لبدء هذه الفعاليات تحل نهاية الشهر الجاري، مع اقتراب يوم الأرض، أما الأمر الثاني فهو احتمال وقوع ضحايا في إطلاق نار باتجاه إسرائيل أو في الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة.

من جهته اعتبر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إيتمار آيخنر، أن إطلاق الصواريخ باتجاه منطقة المركز يضع نتنياهو في معضلة ليست بسيطة قبل الانتخابات بـ26 يوما، حيث أن عدم إصدار الأوامر بشن هجوم عنيف على قطاع غزة قد يمس بحملته الانتخابية، ويعاقبه اليمين الإسرائيلي في الصناديق.

وفي المقابل، فإن الهجوم العنيف قد يؤدي إلى جر إسرائيل وقطاع غزة إلى جولة قتالية سيكون لها تبعاتها على الانتخابات، والتي لن تكون بالضرورة لصالح نتنياهو.

التعليقات