الجيش الإسرائيلي يواصل تعزيز جاهزيته للحرب

"النتائج في المرات الأخيرة، بدءا من القصور في الحرب الثانية على لبنان في صائفة 2006، وحتى التعادل المخيب للأمل في الجرف الصامد في صائفة 2014، كانت أبعد من أن تكون مرضية. واليوم يقر الجيش الإسرائيلي بذلك أيضا"

الجيش الإسرائيلي يواصل تعزيز جاهزيته للحرب

(أ ب)

رغم الهدوء النسبي في الأسابيع الأخيرة على حدود قطاع غزة، على خلفية التقدم في مفاوضات التسوية غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، فإن الجيش الإسرائيلي يركز جهوده في تعزيز جاهزيته، واستكمال سد الفجوات في الذخيرة للقوات، في إطار خطة تعتبر قطاع غزة "ساحة قتال متفجرة".

ويأتي ذلك ضمن أسس "الجاهزية والتغير" التي يقودها رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، مع التشديد على القوات البرية.

وأشار تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة إلى أنه في الشهور الأخيرة تم تخصيص موارد وقدرات أخرى للكتائب التي تجري تدريبات، وخاصة بما يتعلق بالتسليح على مستوى الفرق والكتائب، وذلك بهدف زيادة "السرعة والفتك" خلال الحرب.

كما أشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي قرر تشكيل وحدة هي الأولى من نوعها، وتجمع في داخلها قدرات تتصل بالقوات البرية وسلاح الهندسة والمدرعات وسلاح الجو والاستخبارات العسكرية، بحيث "تشكل نموذجا لإقامة وحدات أخرى مماثلة في المستقبل".

وبعد نحو 100 يوم من تسلمه منصب رئيس الأركان، قرر كوخافي إقامة لواء في شعبة التخطيط باسم "شيلوح"، وتعني "أساليب قتال وريادة"، وتعمل على التحديث التكنولوجي للقوات.

وبحسب التقرير، فإن الهدف هو "رفع مستوى الفتك للجيش خلال القتال، وتدمير أكبر ما يمكن من ممتلكات العدو، خلال تقدم القوات نحو الهدف، ورفع مستوى التعاون بين القوات البرية والجوية والبحرية إلى أقصى حد".

وكان الجيش الإسرائيلي قد أجرى، يوم أمس، مناورة جوية خاصة وواسعة شملت "اعتراض أهداف حية" بضمنها صواريخ ومقذوفات وطائرات مسيرة.

من جهته كتب المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إن استمرار خطط كوخافي في قيادة أركان الجيش التي بدأت تتضح بعد ثلاثة شهور من تسلمه لمهام منصبه تتعلق بجهات أخرى، أولها أن الحكومة الجديدة بحاجة لتكريس الوقت لمناقشتها، إضافة إلى ملاءمة الميزانيات للمصادقة على الخطة المتعددة السنوات، والتي تمتد على 5 سنوات.

وبحسبه، فإن التقديرات تشير إلى أن حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط ستستمر في العقد القريب، والتي ستكون مصحوبة بتهديدات الصواريخ على الجبهة الداخلية، إضافة إلى تطور تنظيمات حول إسرائيل، مثل حزب الله، وبدرجة أقل حركة حماس أيضا، لتصل إلى مستوى جيوش، وكذلك التطورات التكنولوجية التي توفر لهذه التنظيمات وسائل متطورة بدءا من أجهزة التوجيه والملاحة وحتى برامج الحرب السيبرانية.

وأضاف أن الصراعات في العالم العربي، والتوقيع على الاتفاق النووي مع إيران عام 2015، أتاح للجيش الإسرائيلي التركيز على خطة "غدعون" متعددة السنوات.

وكتب أن حديث كوخافي عن رفع مستوى "الفتك" في الجيش، يثير حالة من عدم الارتياح في وسط المدنيين، إلا أنه يعني "رفع وتيرة تدمير أهداف العدو، ما يعني إعداد الجيش لتحقيق أكبر إنجاز خلال أقل ما يمكن من الوقت، وبأقل ما يمكن من الخسائر، بما في ذلك التحرك في مناطق مأهولة ومكتظة".

كما كتب أن مواصلة هذه الخطة يتعلق إلى حد كبير بالحوار مع المجلس الوزاري المصغر والحكومة، وبتخصيص الموارد قبل أن يدخل الجيش في "اختبار حقيقي آخر"، خاصة وأن "النتائج في المرات الأخيرة، بدءا من القصور في الحرب الثانية على لبنان في صائفة 2006، وحتى التعادل المخيب للأمل في الجرف الصامد في صائفة 2014، كانت أبعد من أن تكون مرضية. واليوم يقر الجيش بذلك أيضا" على حد تعبيره.

التعليقات