الهجوم الإسرائيلي على سورية: التوقيت ورد الفعل

توقيت الهجوم يأتي مباشرة بعد القمة الأمنية في إسرائيل بمشاركة مستشار الأمن القومي لروسيا والولايات المتحدة وإسرائيل * الدفاعات الجوية السورية لم تطلق صواريخ "إس 300"، وإنما صواريخ "إس 200" القديمة، والتي سقط أحدها في قبرص.

الهجوم الإسرائيلي على سورية: التوقيت ورد الفعل

موقع سقوط صاروخ "إس 200" في قبرص (أب)

بعد الهجوم المنسوب لإسرائيل على نحو 10 مواقع في سورية، الليلة الفائتة، لفتت تحليلات عسكرية إسرائيلية إلى أمرين أساسيين، الأول هو توقيت الهجوم؛ والثاني رد الفعل السوري الذي لم يصل حدا قد يمس بالتفاهمات الإسرائيلية الروسية.

وأشار المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى أن الهجوم جاء في توقيت مهم، من جهة أنه يأتي بعد أيام معدودة من القمة الأمنية التي عقدت في إسرائيل، والتي شارك فيها مستشارو الأمن القومي من الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل، وفي ظل التهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة وإيران في الخليج.

كما لفت إلى أن إيران أعلنت، صباح اليوم، أنها تجاوزت للمرة الأولى الحد المسموح لها من اليورانيوم المخصب، حيث تجاوزت الكمية 300 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بدرجة منخفضة، خلافا للاتفاق النووي.

ورجح المحلل العسكري أن القصف الإسرائيلي على مواقع مختلفة مرتبطة بإيران في محيط العاصمة دمشق، ومخزن أسلحة قريب من الحدود مع لبنان، يشير إلى أنه تم استهداف سلسلة لوجستية من الوسائل القتالية التي كانت في طريقها من إيران إلى حزب الله في لبنان، عن طريق سورية.

وفي حديثه عن رد الفعل السوري، أشار إلى أنه بالرغم من حديث المستشار الروسي للأمن القومي، نيكولاي بتروشيف، في المؤتمر الصحفي المشترك، الأسبوع الماضي، عن التحالف بين بلاده وإيران وفي سورية، إلا أنه يبدو من الواضح أن روسيا لا تقوم بإجراءات فعالة من أجل عرقلة الهجمات الإسرائيلية ضد إيران في سورية.

وأشار إلى أن منظومة الدفاعات الجوية "إس 300"، التي سلمتها موسكو إلى الجيش السوري، بعد واقعة إسقاط طائرة "إليوشين"، لم يتم تفعيلها ردا على الهجوم الإسرائيلي، وإنما تم إطلاق نيران كثيفة من صواريخ "إس 200" القديمة، والتي سقط أحدها في الجزء التركي من قبرص.

وبحسب هرئيل، فإنه مثلما حصل في واقعة إسقاط الطائرة الروسية "إليوشين"، يبدو أن السوريين أيضا في هذه المرة أطلقوا النار بشكل "هستيري" دون الأخذ بعين الاعتبار الأبعاد المحتملة.

إلى ذلك، لفت إلى أنه بالرغم من أن إسرائيل تعيش فترة انتخابات، وخلافا لعدة هجمات سابقة، لم يتم إطلاق أية تلميحات فورية لوزراء في الحكومة الإسرائيلية بشأن مسؤولية إسرائيل عن الهجوم.

وبحسبه، فإن تصريحات رئيس الموساد، يوسي كوهين، اليوم في مؤتمر "هرتسليا"، كانت عامة بشأن الأوضاع في الشمال، حيث قال إن إسرائيل غير معنية بالمواجهات مع سورية، ولكنها لن توافق على التموضع الإيراني العسكري في سورية، أو أن تتحول إلى قاعدة لوجستية لنقل الوسائل القتالية إلى لبنان.

التعليقات