شاكيد تترأس "اليمين الجديد" وبينيت يدعو الأحزاب اليمينية للوحدة

*نتنياهو يرفض تحالف "اليمين الجديد" و"اتحاد أحزاب اليمين" ويفضل خوض اليمين الانتخابات بقائمتين إلى جانب الليكود *اجتماع هاتفي بين بيرتس ونتنياهو *زوجة رئيس الحكومة ترفض تزعم شاكيد لقائمة تجمع بين الأحزاب اليمينية

شاكيد تترأس

وزيرة القضاء السابقة، أييليت شاكيد (أ ب)

أعلنت وزيرة القضاء السابقة، أييليت شاكيد، أنها ستترأس حزب "اليمين الجديد" في الانتخابات للكنيست المقبلة، وذلك في مؤتمر صحافي عقدته مع المرشح الثاني على قائمة الحزب والرئيس السابق له، نفتالي بينيت، الذي دعا جميع الأحزاب اليمينية إلى الانضمام لكتلة موحدة برئاسة شاكيد.

ورجّحت تقارير إعلامية إسرائيلية أن يضغط رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على رئيس "البيت اليهودي" والمرشح الأول في قائمة "اتحاد أحزاب اليمين"، الحاخام رافي بيرتس، حتى لا يقبل الأخير بالتنازل عن رئاسة القائمة لوزيرة القضاء السابقة، أييلت شاكيد، وذلك في محادثة هاتفية متوقعة في وقت لاحق من مساء اليوم، الأحد، بين الطرفين، بعد إلغاء اجتماع كان مقررًا بينهما.

وتسعى شاكيد وبينيت، الذي سيكون المرشح الثاني في قائمة الحزب، متأخرًا خلف شاكيد، لمنع تكرار نتائج الانتخابات السابقة التي أسفرت عن عدم تجاوزهما نسبة الحسم، إلى خوض الانتخابات مع "اتحاد أحزاب اليمين"، وسط جهود يبذلها نتنياهو لمنع وحدة محتملة خشية أن تنتزع أصواتا من حزب الليكود.

وتسارعت وتيرة الأحداث بعد إعلان شاكيد عن عقدها للمؤتمر الصحافي مساء اليوم، حيث لفتت تقارير صحافية إلى أن رئيس الحكومة، دعا الحاخام بيرتس، إلى اجتماع عاجل عقب اتفاق شاكيد وبينيت على خوض الانتخابات بقائمة مشتركة تحت قيادة شاكيد، لتفيد وسائل الإعلام الإسرائيلية، لاحقًا، بإلغاء الاجتماع بين نتنياهو وبيرتس والاكتفاء بمحادثة هاتفية.

ونقل موقع "واللا" الإسرائيلي عن مصادر وصفها بالمطلعة، أن نتنياهو يعارض خوض الأحزاب التي تقع في الخارطة السياسية الإسرائيلية، على يمين الليكود، انتخابات الكنيست الـ22 المقررة في الـ17 من أيلول/ سبتمبر المقبل، في قائمة واحدة تضم كل من "اتحاد أحزاب اليمين" ("البيت اليهودي" و"الاتحاد القومي") و"اليمين الجديد"، بالإضافة إلى حزب "عوتسما يهوديت".

ويفضل نتنياهو، أن يخوض "اتحاد أحزاب اليمين" الكهاني الانتخابات المقبلة بالشراكة مع "عوتسما يهوديت" في قائمة ذات هوية "حريدية قومية استيطانية"، في حين خوض كل من شاكيد وبينيت الانتخابات في قائمة "يمينية ليبرالية معتدلة". كما أن نتنياهو يرفض تزعم شاكيد لقائمة يمينية مشتركة تضم جميع الأحزاب اليمينية.

وقال بينيت، في المؤتر الصحافي الذي عقد مساء اليوم، إنه يضع الاعتبارات الشخصية جانبا وعبّر عن قناعته بأن "شاكيد ستقود الحزب إلى إنجازات كبيرة".

وعقب الإعلان عن المؤتمر الصحافي لشاكيد، كتب بينيت في تغريدية على حسابه الخاص بموقع "تويتر": "الدولة أكثر أهمية من التقدم الشخصي، والدولة بحاجة الآن إلى يمين موحّد"، ما يؤكد التقارير التي تتحدث عن خوضه الانتخابات في الموقع الثاني لقائمة "اليمين الجديد"، خلف شاكيد.

في حين، صرّح بيرتس، أنه "سعيد لتوصل قيادة ‘اليمين الجديد‘ إلى تفاهمات فيما بينهم، والآن حان الوقت لوحدة حقيقية في معسكر اليمين. أدعو شاكيد وبينيت إلى مفاوضات لعقد تحالف بدءًا من الليلة".

في المقابل، كشف تقرير لموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت)، أن زوجة رئيس الحكومة، ساره نتنياهو، طلبت من زوجة رئيس "اتحاد أحزاب اليمين"، بيرتس، إقناع زوجها بعدم التنازل لشاكيد والرضوخ للضغوط، وإخلاء موقعه في رئاسة القائمة لشاكيد، وذلك في لقاء غير رسمي جمع بين الاثنتين خلال الفترة الماضية.

وفي بث مباشر على موقع "فيسبوك"، سُئل نتنياهو عما إذا كان يفضل خوض الأحزاب اليمينية الانتخابات المقبلة بقائمتين منفصلتين أو بقائمة واحدة، وحاول نتنياهو التملص من الإجابة وقال: "أنا لا أتدخل في الكيفية التي يقسم بها اليسار مقاعده البرلمانية وأصواته الانتخابية، لكنني أتدخل في الكيفية التي تقسم بها مقاعد اليمين. أنا أقول لكم ‘قدر الإمكان صوّتوا لليكود‘، فقط ليكود قوي ضد يسار يحسم المعركة ويتفادى خيار حكومة وحدة".

وكانت شاكيد وبينيت قد عقدا اجتمعا أمس، السبت، لساعات طويلة في جلسة وصفت "بالحاسمة"، لنقاش استمرار شراكتهما السياسيّة، ومن بين الأمور التي خاضا فيها من سيقود قائمة "اليمين الجديد" وهل ستتحالف مع أحزاب "البيت اليهودي" و"اتحاد أحزاب اليمين" لمنع تكرار نتائج الانتخابات السابقة التي أسفرت عن عدم تجاوزهما نسبة الحسم.

يذكر أن استطلاعات الرأي أعطت قوّة لأحزاب اليمين المتطرّف إن قادتها شاكيد، بينما أعطتها تراجعًا إن استمرت تحت قيادة وزير التعليم الحالي، بيرتس.

وبحسب ما ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، الأسبوع الماضي، هدّدت شاكيد وزير التعليم الإسرائيلي رافي بيرتس، بشق "البيت اليهودي" عبر التحالف مع "الاتحاد القومي"، أحد مكوناته، والإعلان عن تحالفها مع بينيت، ورئيس قائمة "عوتسما يهوديت"، إيتمار بن غفير، إذا رفض التنازل عن رئاسة قائمة يمينية موحدة لصالحها.

وكان بينيت وشاكيد، الوزيران الإسرائيليان البارزان السابقان، قد انشقّا، مطلع العام الجاري، عن "البيت اليهودي" وأسسا حزبًا جديدًا هو "اليمين الجديد" لخوص الانتخابات التي أجريت في نيسان/ أبريل الماضي، غير أن الحزب لم يتمكّن من اجتياز نسبة الحسم، بينما تمكّن "اتحاد أحزاب اليمين" من ذلك وحصد 5 مقاعد في الكنيست الـ21 التي سرعان ما تم التصويت على حلها.

 

التعليقات