تحليلات إسرائيلية: إيران أرادت الانتقام لتفجيرات العراق

"قرار إسرائيل بالإعلان عن شن غارات قرب دمشق، الليلة الماضية، جاء من أجل ردع الإيرانيين عن تكرار محاولات كهذه في المستقبل، وإظهار مدى تغلغل الاستخبارات الإسرائيلية في صفوفهم، وإبلاغ خامنئي بإخفاقات سليماني"

تحليلات إسرائيلية: إيران أرادت الانتقام لتفجيرات العراق

البناية التي يتواجد فيها المركز الإعلامي التابع لحزب الله، اليوم، بعد سقوط الطائرة المسيرة الإسرائيلية (أ.ب.)

تصاعد التوتر بين إسرائيل وبين إيران وحزب الله، الليلة الماضية، بعد غارة إسرائيلية على موقع تابع للحرس الثوري الإيراني في قرية عقربا قرب العاصمة السورية دمشق، بادعاء محاولة الإيرانيين شن هجوم بطائرات مسيرة صغيرة مفخخة، وسقوط طائرتين مسيرتين إسرائيليتين في الضاحية الجنوبية في بيروت، معقل حزب الله، وانفجار إحداهما وتسبب أضرار للمركز الإعلامي للحزب.

ورأى المحلل العسكري في موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، رون بن يشاي، اليوم الأحد، أن المواجهة المتواصلة بين إسرائيل وإيران اتسعت، "وتركيز العمليات (الإسرائيلية المتمثلة بسلسلة تفجيرات) في العراق أدت في الأيام الأخيرة إلى محاول تنفيذ هجوم (إيراني) غير مسبوق في إسرائيل، انطلق من الأراضي السورية" في إشارة إلى الطائرات المسيرة الصغيرة.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الطيران الحربي أغار في سورية، واعتبر بن يشاي أن هذا القرار بتحمل المسؤولية عن الغارة، هو "رسالة إلى قائد ’قوة قدس’ التابعة لحرس الثورة، قاسم سليماني، تمهيدا للفصول المقبلة المتوقعة في المواجهة الجوية".

وشدد بن يشاي على أن إطلاق قوات إيرانية للطائرات المسيرة الصغيرة من الأراضي السورية باتجاه إسرائيل "كانت عملية انتقامية من جانب الإيرانيين للهجمات (التفجيرات) المنسوبة لإسرائيل في العراق".   

(أ ب)

وأشار بن يشاي إلى أن إسرائيل تحبط هجمات بطائرات مسيرة صغيرة من خلال تشويش اتصالها بالأرض. "ويبدو أنه في أعقاب المحاولة الفاشلة، حاول الإيرانيون وأذرعهم، أمس، تنفيذ هجوم مشابه، وكان إحباطه هذه المرة مدويا أكثر بكثير".

وحسب بن يشاي، فإن قرار إسرائيل بالإعلان عن شن غارات قرب دمشق، الليلة الماضية، جاء من أجل "ردع الإيرانيين عن تكرار محاولات كهذه في المستقبل، وإظهار مدى تغلغل الاستخبارات الإسرائيلية في صفوفهم. وسبب آخر، هو أن تستعرض إسرائيل أمام روسيا والعالم أن الإيرانيين يواصلون استخدام الأراضي السورية من أجل تصفية الحساب مع إسرائيل، في حيز 80 كيلومترا عن الحدود في الجولان، وهي المنطقة التي تعهد الروس بأن يمنعوا منها هجمات ضد إسرائيل".

وتابع بن يشاي أن سببا آخر لكشف إسرائيل عن الهجوم في سورية، هو "جعل الزعيم الأعلى في إيران، آية الله علي خامنئي، يدرك أن سليماني فشل". وبحسب ادعاء بن يشاي، فإن "سليماني درج على إخفاء إخفاقاته عن الزعيم الأعلى، الذي يعتقد أنه ينجح في كافة الجبهات". وتوقع أن "الإيرانيين سيدركون أنهم مخترقون استخباريا، لكنهم لن يتنازلوا عن هجمات انتقامية، وسيبحثون عن مسار آخر".

نتنياهو تواجد في "البئر"

أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، وكذلك الجيش الإسرائيلي، أن بنيامين نتنياهو تواجد، إلى جانب رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، في "البئر" (غرفة قيادة عمليات سلاح الجو)، أثناء الغارة في عقربا. وتوقع المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن تواجد نتنياهو في "البئر" سببه أن "الحديث يدور عن عملية إحباط استباقية، قبل وقت قصير من هجوم إيراني. ومن الجائز، طبعا، أنه استخدمت هنا اعتبارات (دعاية) انتخابية".

وفي وقت لاحق من الليلة الماضية، حلقت طائرتان مسيرتان إسرائيليتان، وسقطتا في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله. إحدى الطائرتين انفجرت في الجو، والأخرى سقطت في الضاحية، وعُلم لاحقا أن تسببت بأضرار للمركزي الإعلامي للحزب وأن ثلاثة أشخاص تواجدوا في المركز أصيبوا بشظايا الطائرة.

(أ ب)

ورغم عدم معرفة سبب سقوط الطائرتين حتى الآن، لكن ينبغي الإشارة إلى أن إسرائيل لا تنفذ هجمات، أو غارات، ضد حزب الله في لبنان، تحسبا من رد الحزب، وهو ما يصفه المحللون الإسرائيليون بـ"ردع متبادل". وكتب هرئيل: "حتى عندما كشفت إسرائيل، قبل سنة، مصانع أقامها حزب الله قرب بيروت من أجل تحسين دقة الصواريخ، فضّلت إسرائيل أن تكشف عنها بواسطة خطاب ألقاه نتنياهو في الأمم المتحدة وليس بواسطة قصفها".

ورجح هرئيل أيضا أن "الهجوم" الإيراني بطائرات مسيرة صغيرة، وتدعي إسرائيل أنها أحبطته بالغارة في عقربا، جاء انتقاما للتفجيرات الإسرائيلية في العراق.  

ورأى هرئيل أنه على الرغم من الغارات الإسرائيلية المتكررة ضد الإيرانيين في سورية، وأن "أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تقرأ جيدا الأحداث في سورية، وسلاح الجو ينجح في ضرب الإيرانيين وإحباط مخططاتهم"، إلا أن "هذا لا يعني أن إيران تنازلت عن تطلعاتها في سورية: وبعد الغارات المتكررة في العام الماضي أيضا، أجرى الإيرانيون تغييرات في انتشارهم، مثل نقل مركز نشاطهم من مطار دمشق إلى مطار تيفور قرب حمص، البعيدة أكثر عن إسرائيل. وهم لم يتخلوا عن خطوات التموضع العسكري في سورية ولم يوقفوا تهريب الأسلحة إلى حزب الله".

واعتبر هرئيل أن "انتقاما إيرانيا متعلق الآن بمسألة ما إذا تبقى لدى حرس الثورة قدرة رد فورية، وكذلك بعدد المصابين، أو القتلى، ورتبتهم. وإذا اتضح أنه قتل إيرانيون في العملية الإسرائيلية، وبينهم مسؤولون، فإن المحفز على الانتقام سيزداد".

التعليقات