"خدع نتنياهو الانتخابية غايتها تحريك ناخبي اليمين"

محللة: "نتنياهو أثبت أنه الأفضل عندما يكون ظهره نحو الحائط. والآن هو موجود في وضع كهذا بالتأكيد. ومن الخطأ الحكم على سلسلة خدعه، التي تبدو كأنها ناجمة عن يأس وضغوط، وكأن مصيره قد حُسم. وغالبا تحرك هذه المعادلة ناخبيه للقتال

نتنياهو (أ.ب.)

يسعى زعيم حزب الليكود ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بكل قوة من أجل فوز معسكر أحزاب اليمين والحريديين بأكثر من 61 عضو كنيست، وأن يخرج الليكود كأكبر حزب في انتخابات الكنيست، التي ستجري يوم الثلاثاء المقبل. واعتبرت محللة الشؤون الحزبية في موقع "ألمونيتور" الإلكتروني بالعبرية، مازال معلم، أن صورة نتنياهو مدفوعا بأيدي حراسه خلال مهرجان انتخابي في مدينة أشدود، إثر إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة وانطلاق صافرات الإنذار، لن تلحق ضررا انتخابيا بنتنياهو.  

وجاءت هذه الحادثة بعد وقت قصير من عقد نتنياهو مؤتمرا صحفيا أعلن فيه عن عزمه بضم غور الأردن إلى إسرائيل، في حال شكل الحكومة المقبلة. ورغم أنه تعالت شكوك كبيرة في الحلبة السياسية الإسرائيلية حيال إمكانية تنفيذ نتنياهو لتعهده هذا، إلا أن مُعلم رأت أن نتنياهو، بإعلانه هذا، "حرف الأجندة وصرف الأنظار عن ملفاته الجنائية". كذلك، فإن نتنياهو دعا إلى المؤتمر الصحفي قادة ووزراء الليكود، الذين سارعوا إلى نشر بيانات مؤيدة لنتنياهو، "وبذلك منحوا دعما قويا له في صفوف الناشطين، وبالأساس نقلوا رسالة وحدة حزبية وتأييدا لنتنياهو".

وحسب معلم، فإن نتنياهو لا يأبه بردود فعل خصومه السياسيين، مثل قول رئيس الحكومة الأسبق، إيهود باراك، إن "رئيس حكومة غارق حتى عنقه بالتحقيقات، لا يملك تفويضا عاما وأخلاقيا لإقرار أمور مصيرية إلى هذه الدرجة بالنسبة لدولة إسرائيل". وأضافت معلم أن نتنياهو لن يتأثر في هذه المرحلة بالتحليلات بشأن تقارب أميركي – إيراني محتمل، ويتناقض مع سياسته.

وكتبت معلم أن "ما يهم رئيس الحكومة حتى الانتخابات، يوم الثلاثاء المقبل، هم ناخبو اليمين فقط لا غير. وأي شريط مصور وأي تصريح وأي خدعة وأي شيء مرتبط بحملته الانتخابية غايته رص الصفوف في اليمين".  

واعتبرت معلم أن حصول اليمين على 61 عضو كنيست وخروج الليكود من الانتخابات كأكبر حزب، "هي مهمة شاقة، ولكن ممكن تنفيذها لأن القدرة الانتخابية موجودة. وسيتعين على نتنياهو أن يحرك الناخبين نحو صناديق الاقتراع. ومن أجل تحقيق ذلك عليه أن يحرك قواعد الليكود واليمين عامة وأن يبث مقابلهم شعور بوجود حاجة ملحة، توضح لهم أن الحكم في خطر".  

وتابعت أن "هذا الهدف كانت القوة التي حركت خدعة قانون الكاميرات... وهذا القانون تم توجيهه ضد الناخبين العرب، بادعاء حدوث تزوير بشكل كبير في صناديق الاقتراع في البلدات العربية. وبهذه الطريقة يأمل نتنياهو بأنه سيخفض نسبة التصويت في الوسط العربي بهدف المس بحجم كتلة الوسط – يسار... ورغم أن الكنيست أسقطت مشروع القانون هذا، إلا أن نتنياهو ربح انشغال وسائل الإعلام المكثف بالقانون وأظهر (أفيغدور) ليبرمان كمن التحق بصفوف اليسار والعرب" بنظر اليمين. "كانت غاية هذا الحدث أيضا التلميح إلى ناخبي ليبرمان لدى الناطقين بالروسية" وهو جمهور يميني بمعظمه.

وفيما تظهر الاستطلاعات اقتراب معسكر اليمين والحريديين إلى 61 مقعدا في الكنيست، توقعت معلم أن يركز نتنياهو حملته، في الأيام المقبلة حتى الانتخابات، داخل اليمين، بهدف دفع الناخبين إلى التصويت. وهو يفعل ذلك من خلال مهرجان انتخابي واحد على الأقل يوميا، والذهاب إلى شاطئ البحر للقاء ناخبين، وكل ذلك يتم بثه بواسطة مقاطع فيديو عبر "فيسبوك".

وخلصت معلم إلى أن "نتنياهو أثبت أنه الأفضل عندما يكون ظهره نحو الحائط. والآن هو موجود في وضع كهذا بالتأكيد. ولذلك فإنه من الخطأ الحكم على سلسلة خدعه، التي تبدو كأنها ناجمة عن يأس وضغوط، وكأن مصيره قد حُسم. وغالبا تكون هذه المعادلة التي تحرك ناخبيه للقتال من أجله".

التعليقات