"الضم خطأ جسيم وسيلحق ضررا بالغا بالعلاقات الأميركية – الإسرائيلية"

مستشار بايدن لمجلة إسرائيلية: "إذا أقدمت الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ ضم من أي نوع كان، ومن خلال استغلال وجود ترامب كرئيس، فإني أعتقد أن القيادة السياسية في الولايات المتحدة، باستثناء الإدارة الحالية، ستدينه بصورة تكاد تكون مطلقة"

بورنس وبايدن (MSC / Mueller)

وجّه نيكولاس بورنس، المستشار السياسي للمرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية، جو بايدن، انتقادات شديدة للمخطط الإسرائيلي لضم مناطق واسعة في الشقة الغربية، وقال إن "الضم سيكون خطأ جسيما من جانب إسرائيل"، وأن "من شأنه إلحاق ضرر بالغ بالعلاقات الأميركية – الإسرائيلية". وجاءت أقوال بورنس خلال مقابلة أجرتها معه مجلة "هَزيرا" (الحلبة) الصادرة عن معهد آبا إيبان للدبلوماسية في المركز المتعدد المجالات في هرتسيليا، وقالت صحيفة "هآرتس" إن المجلة ستصدر اليوم، الخميس.

وأشار بورنس إلى أن "كلا الحزبين في الولايات المتحدة داعمان جدا لإسرائيل، وكذلك كلا المرشحين للرئاسة. وتدعم الولايات المتحدة إسرائيل بشكل دائم وهي ملتزمة بمساعدتها من أجل ضمان أمنها القومي. ورإم ذلك، أعتقد أن ضما إسرائيليا لأجزاء في الضفة الغربية، الذي أعلنت عنه حكومة إسرائيل، قد يضر جدا بالعلاقات الأميركية – الإسرائيلية".

ولفت إلى أنه "يوجد توافق بين الكثيرين من المسؤولين الذين تولوا مناصب في الإدارات الأميركية الأخيرة، سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية، على أن الضم، إذا قررت الحكومة الإسرائيلية تنفيذه، لن يكون خطوة غير حكيمة فقط، وإنما خطأ جسيم. وسيمس بشكل بالغ بإسرائيل في الحلبة الدولية وكذلك في أوساط أكثر الداعمين لها. فهو سيشكل دسيسة جوهرية ضد حل الدولتين، الذي يشكل الموقف الرسمي للولايات المتحدة تجاه الصراع العربي – الإسرائيلي منذ العام 1967".

وأوضح بورنس، وهو أستاذ الدبلوماسية والعلاقات الدولية في جامعة هارفارد وعمل 27 عاما في وزارة الخارجية الأميركية وتولى منصب نائب وزير الخارجية في إدار جورج بوش الابن، أنه "إذا أقدمت الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ ضم من أي نوع كان، ومن خلال استغلال حقيقة أن صديقها الأقرب، الرئيس ترامب، لا يزال يجلس في الغرفة البيضوية، فإني أعتقد أن القيادة السياسية في الولايات المتحدة، باستثناء الإدارة الحالية، ستدينه بصورة تكاد تكون مطلقة. كذلك لا يمكنني تخيل أن تدعمه أي صحيفة هامة، وبضمن ذلك وول ستريت جورنال، خطوة كهذه".

وتابع أنه "واضح لي أنه سيكون هناك من سيدّعون بأني أتحدث كمؤيد للديمقراطيين، وأنا لست كذلك. فقد خدمت في إدارات جمهورية وكذلك في إدارات ديمقراطية، وأستخدم كل قدراتي من أجل تحليل جانبي هذه القضية وأن أكون واضحا".

وتطرق بورنس إلى سياسة بايدن تجاه إيران، وقال إنه "لا أرى أي فجوة بين الديمقراطيين والجمهوريين حيال عدوانية إيران الإقليمية. ويدرك الجانبان أنه ينبغي تقييد واحتواء إيران ومنعها من أن تتحول إلى قوة نووية عظمى، وكلاهما قلقان من نشاطها في اليمن، سورية، العراق، لبنان وغزة. ولهذه الأسباب، وليس مهما أي من الحزبين سيفوز بانتخابات تشرين الثاني/نوفمبر، فإني أعتقد ان التعامل مع إيران كمشكلة إقليمية لن يتغير".

ورأى بورنس أن "الفرق سيكون بالتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران. ولا أعتقد أن أحدا ما يؤمن اليوم بأنه بالإمكان إعادة الساعة إلى الوراء، إلى تموز/يوليو 2015، وإعادة تحريك الاتفاق (النووي الذي أبرم في حينه). لكن هل بالإمكان التوصل إلى طريق جديدة تضمن ألا يطور الإيرانيون سلاحا نوويا؟ هل يفضل القيام بذلك بواسطة التهديد، أم بواسطة اتفاق جديد؟ وبرأيي أنه من الأسهل تحقيق ذلك في إطار اتفاق. وحتى أن الرئيس ترامب تحدث عن إمكانية استئناف المفاوضات خلال الـ18 شهرا الأخيرة".

وحسب بورنس، فإنه "في جميع الأحوال، لا تريد الولايات المتحدة السماح لإيران بأن تتحول إلى قوة نووية عظمى. وهذا يعني عمليا ضمان تواصل إستراتيجي وثيق مع الجيش الإسرائيلي ووكالات حكومية أخرى في إسرائيل، وكذلك مع الأردن ومصر وقسم من دول الخليج من أجل لجم التطلعات الإيرانية في الشرق الأوسط. ولا أعتقد أن هذا سوف يتغير".

التعليقات