ضابط إسرائيلي: "نقرأ خطوات حزب الله ككتاب مفتوح"

"أعتقد أننا نعظّم حزب الله. وننسب مصداقية عالية لنصر الله. ولا ينبغي أن نعظم حزب الله ولا أن نستخف به. ووضعنا الإستراتيجي مقابلهم حسن جدا. ليس ممتازا، لكنه حسن جدا. القوة لدينا. ونحن نقرر من لا نقتل، ومن نقتل لدى

ضابط إسرائيلي:

قوات إسرائيلية قرب الحدود مع لبنان، الأسبوع الماضي (أ.ب.)

يعتبر الجيش الإسرائيلي أن حزب الله يظهر في الآونة الأخيرة مستوى مهنيا عسكريا متدنٍ ويرتكب أخطاء، يبدو أنها نابعة من ضغوط يواجهها. وقال قائد "لواء 300" السابق في الجيش الإسرائيلي المسؤول عن القسم الغربي من الحدود الإسرائيلية - اللبنانية، روعي ليفي، في مقابلة نشرتها صحيفة "معاريف" اليوم، الجمعة، إن "شيئا ما يحدث هناك. وربما الحرب ضد الكتائب تؤثر عليهم، وربما الضغوط عليهم من أجل تنفيذ هجوم خلال فترة قصيرة".

ورفض ليفي الانتقادات التي وُجهت للجيش الإسرائيلي بعدم قتل ناشطي حزب الله الذين دخلوا إلى مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، الشهر الماضي، وإطلاق النار عليهم بهدف دفعهم إلى العودة إلى الأراضي اللبنانية. وادعى أن "استعداداتنا للحدث في مزارع شبعا بدأت عمليا قبل ذلك بسنة. فقد أدركنا أنه عندما يُقتل ناشط حزب الله في سورية بهجوم نفذناه، فإننا سندخل إلى تصعيد. ومعادلة (أمين عام حزب الله حسن) نصر الله كانت واضحة لنا".

وأضاف أنه "تعلمنا الكثير من الأحداث، ومن الأخطاء" في أعقاب هجوم حزب الله وإطلاق قذائف مضادة للمدرعات باتجاه سيارة إسعاف عسكرية في موقع "أفيفيم" عند الحدود، العام الماضي. "لقد أدركنا أننا لم نكن مستعدين بالشكل الكافي من الناحية العملانية. وكانت لدينا مهمة قبل الهجوم في أفيفيم بعدم توفير أهداف للعدو، ورغم ذلك حدث خطأ. وفرضيتنا أنه ستكون هناك أخطاء دائما".

وتابع ليفي، الذي أنهى قيادته لـ"لواء 300" الأسبوع الماضي، "أنني أقدر حزب الله كعدو، ولكني أرى وجود خلل مهني عندهم أيضا. ونحن نعرف قراءة خطواتهم مثل كتاب مفتوح تقريبا، وفي الأحداث الأخيرة أظهروا مستوى مهني متدن".

وحسب ليفي، فإنه "خلال عملية درع شمالي (لكشف أنفاق حزب الله) أخذنا من حزب الله سلاح يوم الحساب، الأنفاق الهجومية التي تتوغل إلى إسرائيل. واستغرق نصر الله شهرا حتى تطرق إلى هذا الأمر. وهم يشعرون أنهم مخترقون استخباراتيا. ونحن نستهدفهم في سورية أيضا... وكقائد لواء، أدرك ماذا سيحدث إذا أصيب أحد جنودنا. لا يوجد احتمال ألا نرد، وبشكل كبير جدا. ومن هنا، البقية واضحة. ولم نخرق الكود المتفق عليه في أي حالة: إذا كان هناك خطرا على الحياة، فإن بطاقة (قرار) ممارسة القوة موجودة بأيدي الجندي في الميدان. والذي يشعر أنه مهدد، يطلق النار من أجل إصابة الهدف".

وتابع "أعتقد أننا نعظّم حزب الله. وننسب مصداقية عالية لنصر الله، رغم أنه يكذب مرة تلو الأخرى، ويأخذ نواة حقيقة ويضخمها. ولا ينبغي أن نعظم حزب الله ولا أن نستخف به. ووضعنا الإستراتيجي مقابلهم حسن جدا. ليس ممتازا، لكنه حسن جدا. القوة لدينا. ونحن نقرر من لا نقتل، ومن نقتل لدى الحاجة".

وفيما تحدث ضباط إسرائيليون كبار سابقون عن تراجع الردع مقابل حزب الله، اعتبر ليفي أن "الردع مثل الإستراتيجية، ويتغير طوال الوقت. وهذا لا يغضبني، وأتفهمهم، وهذا أمر حسن جدا وشرعي. وثمة أمور يكون الصمت حيالها أفضل".

التعليقات