بعد انشقاق ساعر: نتنياهو وغانتس يحاولان منع الانتخابات

استطلاعات أمس لا تعكس بالضرورة نتيجة انتخابات مقبلة، لأنها تمنح غالبا حزبا جديدة قوة غير حقيقية. وتشير توقعات إلى أن ساعر قد يضطر قبيل الانتخابات إلى التحالف مع قائمة أكبر من "ديريخ إيرتس"، أي إلى بينيت أو ليبرمان

بعد انشقاق ساعر: نتنياهو وغانتس يحاولان منع الانتخابات

نتنياهو وساعر (أرشيف - أ.ب.)

اعتبر قياديون في حزب الليكود ومقربون من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن انشقاق عضو الكنيست غدعون ساعر عن الليكود، وتأسيسه لحزب جديد، توقعت استطلاعات حصوله على ما بين 15 – 18 مقعدا في الكنيست لو جرت الانتخابات الآن، خلط الأوراق، وأن على الليكود ونتنياهو إعادة حساباتهم حيال تبكير الانتخابات.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الخميس، عن قيادي في الليكود قوله إنه "سنخسر كثيرا إذا توجها إلى انتخابات. ونتنياهو سيقوم بمراهنة كبيرة إذا أخذنا الآن إلى انتخابات".

وأظهرت الاستطلاعات التي نشرتها قنوات التلفزيون المركزية الثلاث، أمس، أن قوة الليكود ستتراجع، وأن حزب "كاحول لافان"، برئاسة وزير الأمن، بيني غانتس، سينهار بحصوله على 6 – 7 مقاعد في الكنيست. وذكرت الصحيفة، نقلا عن قياديين في الليكود، أن اتصالات "على نيران هادئة" تجري مع "كاحول لافان" في محاولة للتوصل إلى تسوية، حول المصادقة على الميزانية والتناوب على رئاسة الحكومة، في محاولة لإرجاء الانتخابات.

لكن مصادر في كلا الحزبين نفوا وجود اتصالات كهذه. وفي غضون ذلك، صادقت لجنة الكنيست، أمس، على مشروع قانون حل الكنيست، لتحويله إلى الهيئة العامة من أجل التصويت عليه بالقراءة الأولى، وبحيث تجري الانتخابات في 16 آذار/مارس المقبل.

يشار إلى أن نتنياهو يرفض حتى الآن تنفيذ التناوب على رئاسة الحكومة، وسعى إلى تبكير الانتخابات. ويبدو أن غانتس سيواجه صعوبة في الثقة بنتنياهو والموافقة على تسوية جديدة. لكن الصحيفة نقلت عن مصادر في "كاحول لافان" قولها إنه بالإمكان التوصل إلى تسوية من خلال "تشريع حديدي"، يقضي بأنه في حال عدم المصادقة الميزانية، سيتولى غانتس رئاسة الحكومة الانتقالية فعليا.

ورغم نفي الليكود وجود مقترح كهذا، فيما أشار مصدر سياسي إلى أن نتنياهو يواجه معضلة. هل يتعين على نتنياهو منع انتخابات قريبة بثمن تنفيذ التناوب مع غانتس أم التوجه إلى انتخابات، التي تعني التوجه إلى المجهول بالنسبة له؟ ومن الجهة الأخرى، حسب المصدر السياسي، فإن "نتنياهو يدرك أنه عندما يغادر بلفور (مقر الإقامة الرسمي لرئيس الحكومة الإسرائيلية) فإنه لن يعود إليه طوال حياته. ولذلك هو متردد بين المخاطرة بالتوجه إلى انتخابات في آذار/مارس، أو التخلي نهائيا عن ولايته كرئيس حكومة بالتناوب مع غانتس".

من جهة أخرى، استبعدت صحيفة "هآرتس" أن يكون لانضمام عضوا الكنيست من "ديريخ إيرتس"، تسفي هاوزر ويوعاز هندل، إلى ساعر تأثير كبير، من ناحية كسب أصوات من الليكود. "بالإمكان الترجيح أن الذين بقوا في الليكود يؤمن بطريق نتنياهو. ومن لا يؤمن بذلك، قال في الاستطلاعات إنه سيصوت لتحالف اليمين المتطرف برئاسة نفتالي بينيت. ويصعب رؤية ناخب الليكود الذي يبحث عن حزب آخر ولم يجد كهذا، سينجذب إلى حزب ساعر – هندل – هاوزر، وحتى لو انضم إليه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، وأن يتوقف عن التصويت لنتنياهو".

ولأن نتائج استطلاعات أمس لا تعكس بالضرورة نتيجة انتخابات مقبلة، لأنها تمنح غالبا حزبا جديدة قوة غير حقيقية، توقعت الصحيفة أن ساعر قد يضطر قبيل الانتخابات إلى التحالف مع قائمة أكبر من "ديريخ إيرتس"، أي إلى بينيت أو إلى أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب "يسرائيل بيتينو". واعتبرت الصحيفة أنه "من دون تحالفات أخرى، عدد القوائم التي ستتنافس في الانتخابات سيكون أكبر من تلك التي خاضت الانتخابات في العام الماضي، والتي انتهت بعدد قياسي من الأصوات دون نسبة الحسم".

التعليقات