تحليلات: "المحور الإسرائيلي – السني" في مركز اهتمام رئيس الموساد الجديد

"سيكون للموساد برئاسة د’ دور مركزي في كل هذه الجبهات. في الجانب العملاني طبعا، وكذلك في الجانب الدبلوماسي. وأحد الكنوز الكبيرة بأيدي إسرائيل اليوم هي مجموعة التحالفات العلنية والسرية في الشرق الأوسط"

تحليلات:

توقيع "اتفاقيات أبراهام" منتصف أيلول/سبتمبر الماضي (أ.ب.)

تعيين نائب رئيس الموساد، الذي يشار إليه بالحرف د’، رئيسا للموساد لم يفاجئ الإسرائيليين، وإنما المفاجأة كانت بقرار وإعلان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، عن التعيين بشكل مبكر نسبيا على غير عادته، وقبل ستة أشهر تقريبا من تنحي رئيس الموساد، يوسي كوهين، عن منصبه، منتصف العام المقبل. وعزا محللون اليوم، الجمعة، قرار نتنياهو بأنه يخشى أن يصبح رئيس حكومة تصريف أعمال بسبب التوجه إلى انتخابات مبكرة للكنيست، في الأسابيع القريبة.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، إلى أن د’ ليس مواليا لنتنياهو، خلافا لكوهين. ورجح أن "الموساد سيعود إلى الظلال". وأضاف "رغم الاختلاف بين طبيعة كوهين ود’، إلا أنهما يفكران بشكل متشابه حول كيف ينبغي أن يعمل الموساد، وخاصة مقابل غايته الأساسية – إيران".

وأضاف ليمور أن د’، مثل كوهين، يؤيد بشدة سياسة "الضغوط القصوى" الأميركية على إيران، مشيرا إلى أن للموساد دور كبير في إخراج هذه السياسة إلى حيز التنفيذ. "فالحديث يدور عن ممارسة ضغوط في كافة الجبهات: السياسية – الدبلوماسية، الاقتصادية، العسكرية، العلمية والدينية".

وتابع أنه "سيكون للموساد برئاسة د’ دور مركزي في كل هذه الجبهات. في الجانب العملاني طبعا، وكذلك في الجانب الدبلوماسي. وأحد الكنوز الكبيرة بأيدي إسرائيل اليوم هي مجموعة التحالفات العلنية والسرية في الشرق الأوسط. وعمليا، لا توجد دولة سنية في المنطقة لا تقيم مع إسرائيل علاقات من هذا النوع أو ذاك، وبينها علاقات مفاجئة للغاية".

من جانبه، أشار المحلل العسكري في القناة 13 التلفزيونية، ألون بن دافيد، في مقاله الأسبوعي في صحيفة "معاريف"، إلى أنه "في العقد الثالث من القرن الـ21 بدأت التكنولوجيا تطغى على بطولة وبديهية مقابل رجل الاستخبارات الفرد، وربما هذا سيكون التحدي الأهم لرئيس الموساد الجديد".

وأضاف بن دافيد أنه "في السنوات الخمسة الأخيرة عاد اسم الموساد ليدب الرعب لدى أعداء إسرائيل، القريبين والبعيدين. وعاد الموساد إلى أن يكون جهازا هجوميا، مقاتلا ومبادرا، مع سلسلة طويلة من العمليات الناجحة".

وتابع أن "كوهين عرف كيف يستنفد قدرات الجهاز جيدا، وإلى جانب النجاحات نمت جزر من المرارة وعدم الرضى في أجزاء منه. فمنذ سنوات لم يجر في الموساد مسحا لمناخ تنظيمي وهذا ليس صدفة. فالواقع المتغير أملى تغيير في طبيعة النشاط، من جهاز استند في الماضي بالأساس إلى قدرات مقاتلين إسرائيليين، فإن تطور التكنولوجيا فرض اعتمادا أكبر على عملاء، وعلى مقاتلين أجانب على ما يبدو، وعلى تعاون مع شركاء من العالم. وقيد التقدم التكنولوجيا في قدرات التشخيص والمراقبة، إضافة إلى ظهور كورونا، بشكل كبير القدرة على استخدام مقاتلين إسرائيليين، وخاصة في العمليات التي يتوقع أن تتلوها تحقيقات".

ولفت بن دافيد إلى أن "كوهين بمغادرته الموساد، سيأخذ معه العلاقات الشخصية التي تمكن من إقامتها. ود’ ليس أخا لوزير الخارجية الأميركية وليس ضيفا مطلوبا في جميع القصور الملكية في المنطقة. وسيضطر إلى أن يبني لنفسه علاقات كهذه من أجل أن يرسخ هنا المحور الإسرائيلي – السني ضد إيران".

التعليقات