مصير نتنياهو على المحك: تشكيل حكومة أو السجن

بعد 13 يوما ستبدأ مرحلة الإثباتات في محاكمة نتنياهو، وسيلزم بالحضور إلى المحكمة 3 أيام أسبوعيا. ويرى خبراء قانون أن إقالة مندلبليت ستسمح بإفلاته من المحاكمة* عشرات صناديق الاقتراع تخلو من مندوبي المعسكر المناوئ لنتنياهو

مصير نتنياهو على المحك: تشكيل حكومة أو السجن

نتنياهو وزوجته يدليان بصوتهما، اليوم (أ.ب.)

مصير رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، موضوع على المحك في انتخابات الكنيست التي تجري اليوم، الثلاثاء. إما أن يفوز فيها ويشكل حكومة جديدة مؤلفة من أحزاب ستنفذ كل ما يشاء، أو أن يفشل مرة أخرى بتشكيل حكومة، ويتمكن أحد أقطاب المعسكر المناوئ له من تشكيل حكومة، وعندها يتوقع أن يبقى نتنياهو منشغلا بأمر واحد: محاكمته وربما السجن. وتبقى الإمكانية الثالثة بالتوجه إلى انتخابات أخرى، خامسة.

وسيسعى نتنياهو في هذه الأثناء إلى منع تحقق الإمكانية الثانية خصوصا، وسيفضل منع الإمكانية الثالثة أيضا. وبذل خلال حملته الانتخابية، وسيبذل في الساعات المتبقية حتى إغلاق صناديق الاقتراع، في العاشرة مساء، كل ما بوسعه من أجل الفوز في الانتخابات، ليتمكن من تشكيل حكومة جديدة. فبعد 13 يوما ستبدأ مرحلة الإثباتات في محاكمته، وستكون مرحلة مكثفة وسيلزم خلالها بالحضور إلى المحكمة ثلاثة أيام أسبوعيا، وفقا للمحلل القانوني في موقع "زمان يسرائيل" الإلكتروني، يوفال يوعاز.

ورأى يوعاز أن "نتنياهو الذي لا توجد بحوزته أي إمكانية لإيقاف بداية الإثباتات، ظهره نحو الحائط. وأشخاص بدون كوابح يتواجدون في حالة عدوم وجود خيارات، هم الأكثر خطورة. والخيار الماثل أمام نتنياهو، إذا فاز في الانتخابات وتمكن من تشكيل حكومة لا تكون فيها أي جهة تلجم، هو التسبب بإلغاء محاكمته بواسطة القضاء فعليا على مبدأ سلطة القانون في إسرائيل".

ولفت يوعاز إلى أنه من أجل إلغاء محاكمته، نتنياهو ليس مضطرا إلى سن قانون شخصي، وإنما "بطريقة أبسط بكثير. بواسطة إقالة المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت"، الذي يشكل رئيس سلطة القانون والذي قدم لائحة الاتهام ضد نتنياهو، وبضمنها تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.


مندلبليت أثناء قراءة لائحة الاتهام ضد نتنياهو، بداية العام 2020 (أ.ب.)

وأوضح يوعاز أن "ولاية المستشار القضائي للحكومة لا ينص عليها أي قانون. ويتم تعيينه في المنصب وإقالته منه، مثل الكثيرين كبار الموظفين في السلك العام، بقرار من الحكومة". وإذا أرادت حكومة نتنياهو القادمة الإطاحة بمندلبليت، بإمكانها القيام بذلك بموجب تقرير "لجنة شمغار"، برئاسة رئيس المحكمة العليا الأسبق، مئير شمغار. وحسب تقرير اللجنة، فإنه بالإمكان إقالة المستشار القضائي "إذا كانت هناك خلافات جوهرية ومتواصلة بالرأي بين الحكومة والمستشار القضائي، والتي تنشئ وضعا يمنع تعاونا ناجعا".

وخلال السنة الأخيرة، شن نتنياهو ووزراؤه هجمات وانتقادات شديدة لمندلبليت والنيابة العامة وجهاز القضاء، وتجاه محققي الشرطة أيضا. وبإمكان نتنياهو أن يحل مسألة تناقض المصالح، المتمثلة بإقالة المسؤول الذي وجّه إليه لائحة الاتهام ويحاكمه، بألا يشارك في المداولات حول الإقالة. "وهذا لن يغير شيئا، فباقي الوزراء سيفعلون ما يشاء"، وفقا ليوعاز، "لكي يشكل عبرة لآخرين".

عشرات صناديق الاقتراع خالية من مراقبين معارضين لنتنياهو

خطوة أخرى يقدم عليها معسكر نتنياهو، في يوم الانتخابات، تتعلق بأن قرابة 60 صندوق اقتراع منتشرة في أنحاء إسرائيل وخاصة في المستوطنات، لا يوجد بين أعضائها أشخاصا ينتمون لأحزاب في المعسكر المناوئ لنتنياهو، وجميع رؤساء وأعضاء والمراقبين في هذه الصناديق ينتمون لأحزاب الليكود والحريديين والصهيونية الدينية والفاشية و"يمينا"، وفقا لصحيفة "ذي ماركر".

وأشارت الصحيفة إلى أن جمهور الناخبين المسجلين في هذه الصناديق ليسوا يمينيين بالضرورة. ففي صندوق الاقتراع الموجود في المدرسة الثانوية الشاملة في أشدود، على سبيل المثال، حصلت أحزاب معارضة لنتنياهو على أكثر من 50% من الأصوات في الانتخابات السابقة.

وتتألف لجنة صندوق الاقتراع من سكرتيرين يفترض أن يكونا غير حزبيين، إلى جانب ثلاثة أعضاء يمثلون أحزابا، أحدهم رئيسا للصندوق. ووفقا للصحيفة، فإنه في عشرات صناديق الاقتراع، جميع مندوبي الأحزاب الذين يشكلون لجنة صندوق الاقتراع ينتمون إلى كتلة أحزاب اليمين والحريديين، الأمر الذي يجعل لجنة الصندوق منحازة.

نتنياهو بين أنصاره في سوق "محانيه يهودي" في القدس، أمس (أ.ب.)

وأشارت الاستطلاع في الاسابيع الأخيرة إلى أن قوة المعسكرين، الداعم لنتنياهو والمناوئ له، متقاربة، وأن مقعدا أو مقعدين قد يحسمان ما إذا كان سيشكل نتنياهو الحكومة القادمة، وأن عدة أحزاب في كلا المعسكرين قد لا تتجاوز نسبة الحسبة لأنه سينقصها مئات أو بصعة آلاف الأصوات. وهذا الوضع يجعل مراقبة ما يحدث في صناديق الاقتراع أمرا بالغ الأهمية.

وتابعت الصحيفة أنه في يصوت في صندوق الاقتراع 300 – 350 ناخبا بالمتوسط، وبذلك يتم حسم نصف مقعد في الكنيست من خلال الستين صندوق اقتراع التي تخلوا من مندوبين من المعسكر المناوئ لنتنياهو.

وأضاف الصحيفة أنه في 5400 صندوق تقريبا، وتعادل الأصوات فيها قرابة 50 مقعدا في الكنيست، يوجد مندوبين عن كتلة اليمين والحريديين، والحرص على إشغال العضو الثالث سيكون مصيريا في مراقبة الانتخابات. والليكود ممثل بعضو واحد على الأقل في 92% من لجان صناديق الاقتراع، بينما مندوبي حزب "ييش عتيد" في 47% من الصناديق، و"كاحول لافان" في 30% من الصناديق وشاس في 22% والقائمة المشتركة في 20% من الصناديق.

التعليقات