غانتس: نتنياهو ألحق ضررا بقدرتنا على منع التقدم النووي الإيراني

غانتس ردا على نتنياهو: "الاتفاق النووي الذي وُقّع في العام 2015، رغم المعارضة الصارخة والفظة لحكومة إسرائيل، شكل فشلا في المعركة السياسية. والدرس الذي يجب تعلمه بسيط – الجدار الحديدي يُبنى بالأفعال وليس بالكلمات"

غانتس: نتنياهو ألحق ضررا بقدرتنا على منع التقدم النووي الإيراني

غانتس خلال لقائه مع نظيره الأميركي في واشنطن، مطلع الشهر الماضي (أ.ب.)

رأى وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، أن رئيس الحكومة السابق، بنيامين نتنياهو، بانتقاداته العلنية للولايات المتحدة "ألحق ضررا بقدرتنا على منع التقدم الإيراني. وفي الفترة الأخيرة لولاية نتنياهو ارتقت قدرات إيران" النووية. وجاء ذلك في مقال نشره غانتس في صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم، الخميس، ردا على مقال لنتنياهو في الصحيفة نفسها، أمس، وهاجم فيه حكومة نفتالي بينيت ويائير لبيد، في سياق الاتفاق النووي.

وأضاف غانتس أنه ينبغي مواجهة إيران بمنظور سياسة "الجدار الحديد"، وهو المصطلح الذي وضعه زعيم اليمين في الحركة الصهيونية، زئيف جابوتينسكي. واقتبس غانتس من الأخير أن "شعبا حيا يوافق على تنازلات في مسائل كبيرة ومصيرية كهذه فقط عندما لا يتبقى لديه أمل. وعندما لم يعد هناك أي صدع في الجدار الحديدي. وفقط عندها تفقد المجموعة المتطرفة التي شعارها هو ’في جميع الأحوال، لا’ سحرها، وينتقل التأثير إلى المجموعات المعتدلة".

واعتبر غانتس أنه "ينبغي وضع جدار حديدي دولي، وبالتأكيد جدار حديدي إسرائيلي، مقابل إيران. لكن وضع إسرائيل اليوم ليس مثل وضع الييشوف اليهودي في أرض إسرائيل في عشرينيات القرن الماضي، وعبّر عن هلع وجودي".

وأشار غانتس إلى أن "الاتفاق النووي الذي وُقّع في العام 2015، رغم المعارضة الصارخة والفظة لحكومة إسرائيل، شكل فشلا في المعركة السياسية. والدرس الذي يجب تعلمه بسيط – الجدار الحديدي يُبنى بالأفعال وليس بالكلمات".

وتابع أن "الأفعال هي بالمقام الأول قدرتنا على الدفاع عن أنفسنا وتشويش عمليات أعدائنا. وخيار عسكري موثوق سيخدم الدول العظمى أيضا، وهو ضروري من أجل وضع جدار حديدي مقابل إيران وجلب تسويات. ولن يكون هناك اتفاق جيد، قوي وواسع من دون خيار عسكري موثوق".

وخلافا لسياسة نتنياهو التي انتقدت سياسة الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، والرئيس الحالي، جو بايدن، ورفض التفاوض معهما حول طبيعة الاتفاق النووي، كتب غانتس أن "الأفعال تشمل ايضا نقل معلومات استخباراتية وخبرات عموما، وإيجاد آذان صاغية لدى شركائنا عموما وصديقتنا الأفضل، الولايات المتحدة، خصوصا. واستيعاب التوجه بأن إيران هي مشكلة عالمية وإقليمية قبل أي شيء، وفقط بعد ذلك هي مشكلة إسرائيلية، العبرة الأهم".

وشدد غانتس على "أننا ننقل ونشارك المعلومات مع شركائنا. ونقول رأينا بشكل واضح، ونهتم بأن هناك من ينصت من خلال قيامنا بذلك في الأماكن الصحيحة ومقابل الأشخاص ذوي العلاقة. ونحن نبرم تحالفات هادئة، مع جهات كثيرة لها مصلحة مشتركة معنا. ونعمل بطرق الصمت فيها هو الطريق الأفضل، ونوسع ونطور قدراتنا العسكرية طوال الوقت.

ورأى أن "أداء نتنياهو في الموضوع النووي الإيراني شكل خطرا على مكانة دولة إسرائيل بنظر الولايات المتحدة، كمن ينبغي أن تتلقى دعم كلا الحزبين" الأميركيين.

وكتب نتنياهو في مقاله، أمس، أن "لا مكان هنا لاستعراض مجمل التفاصيل الهائلة للعمليات التي نفذناها ضد البرنامج النووي الإيراني، الذي غايته القضاء علينا. ونفذنا هذه العمليات بعلم الولايات المتحدة أحيانا، وفي أحيان أخرى من دون علمها ومن دون الحصول على موافقة منها".

وأضاف نتنياهو أنه "أوضحت علنا أيضا أننا سنستمر في تنفيذ كل ما هو مطلوب من أجل ضمان أمن إسرائيل، مع اتفاق أو بدون اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران. وها هو، خلال أسبوع من تشكيل الحكومة، ألغى رئيس الحكومة الفعلي يائير لبيد هذه السياسة بالكامل. وقد مس بشكل بالغ بحرية عمل إسرائيل، عندما تعهد للأميركيين بشكل مذهل بسياسة ’بدون مفاجآت’".

وتابع نتنياهو "إنني أتساءل: ماذا سيحدث في حال عادت الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي – هل فكر أحد ما أنها ستوافق على عمليات عسكرية إسرائيلية تشكل خطرا على هذا الاتفاق؟ وعندما يبلغ لبيد وبينيت مسبقا الولايات المتحدة بعمليات عسكرية مخططة وعارضتها، هل يؤمن أحد ما حقا أن لبيد، بينيت وزملائهما سيخرجون هذه العمليات إلى حيز التنفيذ؟".

واستطرد نتنياهو "عملنا طوال سنوات من أجل إقناع الرأي العام الأميركي وزعماء مهمين في الولايات المتحدة بمكافحة البرنامج النووي الإيراني وفرض عقوبات شديدة على إيران. وفعلنا ذلك في عدد لا نهائي من المقابلات في وسائل الإعلام الأميركية، وبخطابات في الأمم المتحدة وفي الكونغرس الأميركي طبعا. وأسهمت أنشطتنا بأن انسحبت الإدارة الأميركية السابقة من الاتفاق النووي مع إيران وفرض عقوبات أشد عليها أيضا".

وبحسب نتنياهو، فإنه "في الأيام الأخيرة يسألني أصدقائي من الولايات المتحدة: كيف يعقل أن صوت حكومة إسرائيل لا يُسمع في الولايات المتحدة ضد إيران وضد سباق العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران؟ وبدلا من التحدث علنا وبصوت مرتفع وواضح، من أجل تجنيد الرأي العام الأميركي لصالح إسرائيل وضد العودة إلى الاتفاق النووي، لا تفعل الحكومة الحالية شيئا".

التعليقات