24/07/2018 - 12:52

بروفيسور نعيم شحادة يتحدث عن بشائر لمرضى السكري النوع الأول

الأم المريضة بالسكري تأثيرها على أن يولد لديها طفل سكري هو قليل جدا، وهي مشابهة لأي أم أخرى ليست مريضة سكري

بروفيسور نعيم شحادة يتحدث عن بشائر لمرضى السكري النوع الأول
  • سكري الأطفال
  • سكري النمط الأول
  • السكري المعتمد على الإنسولين

مسميات عديدة لمرض واحد، والتسمية المعتمدة اليوم هي "السكري النوع الأوّل"(Type one)، الذي قد يظهر في جميع الأجيال، عند الأطفال وعند الكبار، أيضًا، ويكون علاجه بحقن الإنسولين لدى المريض، وهذا المرض ناتج عن تلف في البنكرياس أو بمعنى أدقّ تلف في خلايا "بيتا" المُنتِجة للإنسولين، لسبب أو لآخر يقوم جهاز المناعة بإتلاف هذه الخلايا في الجسم فيفقد البنكرياس قدرته عن إنتاج الإنسولين، أما الإنسولين فهو الهورمون المسؤول عن موازنة السكر في الدم والجسم، وبالتالي يلجأ المريض لأخذ الإنسولين بالحقن بالإبر أو بمضخة الإنسولين في حين اكتشف المرض.

*عن موضوع السكري النّوع الأول، تحدثنا مع البروفيسور نعيم نديم شحادة، مدير معهد السكري والغدد الصمّاء في مستشفى رامبام بحيفا، منذ ما يقارب الأربعين عاما له الباع الأكبر في الأبحاث السكرية، شارك في العديد من المؤتمرات العالمية من أجل مكافحة هذا المرض، أجرينا معه لقاء مصورا  لموقعنا "والدية": 

 

تزايد عدد الإصابات بمرض السكري:

عدد الحالات الجديدة للإصابة أخذة بالازدياد سنويًا، فقبل 40 سنة، مثلًا، كانت نسبة الإصابات بالمرض بمعدل قليل جدًا، 7/100,000 في السنة، أما اليوم فنتحدث عن 14/100,000 إصابة في السنة، هنا نلاحظ أن العدد تضاعف كثيرا، 14 مصابا لكل 100 ألف شخص سنويا، وهذا كثير، ويقدر عدد المصابين بالمرض في البلاد حوالي 25 ألف مريض، منهم حوالي 4000 من العرب، وهذه تقديرات أخذت من خلال الفحوصات والتوجه للعلاج في العيادات.

تشكل نسبة الإصابات بسكري النمط الأول 7% من المجمل العام لمرضى السكري، والأكثرية العامة هي من النوع الثاني، من مرض الكهلة أو السكري النوع الثاني أي بمعدل 93% من المصابين هم من النوع الثاني - (Type two).

                                                                          الضوء في أخر النفق

كما ذكرنا، فالعلاج الأولي للمرض يكون بواسطة الإنسولين، في الماضي كان المريض يلجأ لحقن الإنسولين 4-5 مرات في اليوم ويفحص السكر، أيضًا، 4 مرات يوميًا، وهذا صعب ومؤلم والمواظبة عليها صعبة، أيضًا.

 هناك هبوط حاد أو ارتفاع حاد في نسبة السكر وهذا يؤدي لعدم وجود موازنة  لدى المريض والموازنة هامة جدا من أجل منع تعقيدات ناتجة عن المرض.

واليوم هنالك ضوء في آخر النفق بوجود علاج مهم جدا ومشجع لمرضى السكري من النمط الأول. 

الاتجاه الأوّل التكنولوجي: 

البنكرياس الأصطناعي:

وهو وجود مضخات تدمج بين فحص السكر بالمجسات، وإعطاء الإنسولين من خلال مضخّات متطورة، ولا زالت الأبحاث في طور التقدم السريع من أجل خلق بنكرياس ميكانيكي واصطناعي وسنصل قريبا جدًا لوجود مجس يفحص السكر وحسب نسبة السكر يتم إعطاء الإنسولين من المضخة، لم نصل لذلك بعد، ولكن هناك تقدم كبير في المجال، من خلال وجودي في مؤتمر في أورلاندو-أميركا في الشهر الماضي (6/2018)، كانت هناك عدة محاضرات عن الأجهزة الحديثة والتقدم بخطوات سريعة لتطورها وسنصل لذلك قريبا لكي تتم موازنة مثالية وطبيعية لدى المرضى، وهذا سيتم خلال سنتين أو ثلاث حسب رأيي، طبعًا بالإضافة لإعطاء المريض بعض الجرعات للإنسولين الخارجية ليتم التوازن المثالي.

الاتجاه الثاني:

العلاج البيولوجي (الخلايا الجذعية):

وهو زرع الخلايا الجذعية لدى مريض السكري وتحويلها لخلايا منتجة للإنسولين، والحديث اليوم عن تغليفها بشكل بسيط لحمايتها قبل زرعها في جسم المريض، لكي لا ينتج جهاز المناعة أجسام مقاومة لها، في هذه الحالة يقوم الإنسولين بموازنة السكر، والغلاف حولها يمنع جهاز المناعة من إتلاف الخلايا ومهاجمتها، وهناك تطور كبير في هذا المجال.

إذا هنالك مجالان مهمّان لعلاج السكري من النمط الأول:

                     البنكرياس الاصطناعي                                             الخلايا الجذعية

 

حياة عادية للمريض بالسكري:

من خلال العمل في العيادة لمدة 40 عاما، فنحن متابعون ومرافقون للمرضى منذ ذلك الحين، أحب أن أطمئن أهالي ومرضى السكري، أنه بالموازنة الصحيحة للسكر في الدم استطاع العديد من المرضى بممارسة حياة عادية، تزوجوا وتعلموا وشغلوا مناصب قيادية ومارسوا كافة أنواع الرياضة والسفر وعاشوا حياة عادية،

المفتاح هو الموازنة الصحيحة لنسبة السكر في الدم والجسم،

هنالك أجهزة عديدة تساعد المريض، من أجل موازنة سليمة وتمنع الهبوط الحاد والارتفاع الحاد في السكر والحديث هو عن ممارسة حياة عادية جدًا والتي يقوم بها 99% من الناس العاديين، والحديث ليس عن حالات قصوى كتسلّق الجبال وما شابه.

السكري والوراثة:

* "مرض السكري النمط الثاني ينتقل أكثر وراثيًا من السكري النمط الأوّل"

وعندما يظهر السكري في الأطفال نعزيه وراثيا وهذا خطأ شائع

لا شك أن هنالك عاملا بسيطا ومؤثرا ولكن في المؤتمر الذي أقيم هذا الصيف في أورلاندو- أميركا أظهرت الإحصائيات من خلال متابعة أعداد كبيرة لعشرات السنين، إذ تبيّن أن:

* "الأم المريضة بالسكري تأثيرها على أن يولد لديها طفل سكري هو قليل جدًا، وهي مشابهة لأي أم أخرى ليست مريضة سكري"

"الاب يوجد تأثير أكبر على الوراثة للمرض"  أكرّر وأشدد أن "السكري النوع الثاني هو مرض وراثي أكبر بكثير من السكري النوع الثاني".

التعليقات