07/04/2019 - 17:44

التصويت حق وواجب من أجلكم ولأولادكم   

في هذه المرحلة يجب حشد الهمم والتصويت للأحزاب العربية، من أجل التأثير على إسقاط أحزاب اليمين مثل ليبرمان وغيره ،  وإن لم يكن من أجلكم وأنما من أجل الأجيال القادمة.  

التصويت حق وواجب من أجلكم ولأولادكم   

بتنا على بعد خطوة واحدة، من ممارسة حق الانتخاب في البرلمان الإسرائيلي، كحق ديمقراطي نستطيع أن نؤثر فيه كأقلية فلسطينية تعيش في إسرائيل، نحن نعلم تماما أننا لن نعيد الدولة الفلسطينية ولن نستعيد الوطن في هذه الانتخابات، ولكنا نستطيع التأثير لو أدلينا بأصواتنا لكي يكون لنا تمثيل في الكنيست بغض النظر عن رضانا عن تحصيل هذه الأعضاء لأشياء ملموسة لشعبنا وخاصة بعد سن قانون القومية الذي يرمي إلى حسرنا في مربعات ضيقة أكثر ويهدد وجودنا كشعب يرزح تحت الضغط والتمييز والهدم والمصادرة والاعتقالات والتعامل معنا كشعب من الدرجة الثانية لا بل قل الثالثة.

وفي خضم معركة الانتخابات وتفكك القائمة المشتركة التي كانت محركا مهما ودافعا قويا وأملا للناس في التكتل والالتفاف حول هذه الوحدة في الانتخابات الماضية، والتي وإن دلت تدل على حاجة ورغبة شعبنا في زيادة تأثيره في صنع القرار ونيل حقوقه، ولشعوره بالغبن والظلم والتمييز كأقلية في هذه الدولة التي تفوقت في فاشيتها ويمينها على كل المراحل التاريخية التي مرت بها ومرت بنا كشعب في ظل هذه الكراهية.

تفككت القائمة، والأسباب معروفة والتاريخ والشعب سيحاسب على ذلك، وفرز هذا التفكك قائمتين عربيتين أساسيتين تمثلان تياراتنا العربية المختلفة التي في صلبها تطرح قضايا وهموم شعبنا، هذا عدى عن الأحزاب الصغيرة التي أفرزها أيضا هذا الانشقاق، لم تكن هذه الخطوة إرادة شعب بل إرادة أفراد، وكان هذا خطأ كبيرا، ولكن نسأل السؤال ما هي الخيارات التي نملكها اليوم:

عدم الخروج للتصويت لأحزابنا العربية وأعضائنا العرب حتى لو كان دورهم دور "المُحتَج" ورفع الصوت المغاير في الكنيست ووضع قضايانا على الساحة وإبرازها، ولكن مهم أن ندرك أننا نمثل شريحة واسعة من مجمل سكان دولة إسرائيل، نشكل 23-24% من نسبة عدد المواطنين بشكل عام، و16% من عدد الناخبين ولو صوتنا للقوائم العربية لشكلنا قوة كبيرة في الكنيست، ويكون لها وزنا في التأثير، وإن لم يكن الأمر كذلك، فلماذا عمل نتنياهو وقادة اليمين وسعوا من أجل تفكيك القائمة؟، لأنهم يخافون من تمثيلنا وكثرتنا ووحدتنا في الكنيست، ومن المعروف منذ قيام الدولة وحتى اليوم اتباع سياسة وأسلوب "فرق تَسُد" للجماهير العربية، عززوا الطائفية والعائلية والعشائرية والفئوية فككونا كشعب ولا زالوا  حتى اليوم ويوجد لديهم أدوات كثيرة  من أجل تحقيق هذا الهدف، فلا تسمحوا بذلك أخرجوا للتصويت للأحزاب العربية رغما عنهم .

مهما كان الاختلاف بيننا في الفكر والأيديولوجيا والرؤيا الحزبية إلا أن مصيرنا كعرب واحد في هذه البلاد، لا يوجد فرق بين حزب وحزب، ودرزي ومسيحي ومسلم ومتدين وعلماني وغير ذلك، همهم الأرض والإنسان وتحويل الدولة إلى دولة اليهود وهمهم طردنا من هذه البلاد التي ولدنا بها، وهمنا القدرة على البقاء في أرض الأجداد والآباء وسيعيش أبناؤنا وبناتنا فيها بكرامة، لأنه لا وطن لنا سوى هذه البلاد. فما ضير أن يكون لنا تمثيلا في برلمانها، والتصويت لعضو عربي ولأحزاب عربية هو جزء من انتمائنا وحقنا في التعبير عن رغبتنا في التمثيل العربي الذي يحمل قضايانا، وإلا من يستحق صوتنا في الحكومة هل الأحزاب التي تُعَرِّف نفسها أنها صهيونية مهما كانت تدعي وتمثل اليسار الإسرائيلي.   

الامتناع عن التصويت لعدم رضانا عن فك المشتركة أو لأن عضو الكنيست الفلاني لم "يُفَصِّل" لنا على مقاس كل واحد منا ما نطالبه، يصب في مصلحة َمن؟ مَن المستفيد الأول لعدم التصويت؟، وفي مصلحة مَن تصب هذه المقاطعة؟ الجواب من المؤكد أنه ليس من مصلحة شعبنا، وعلى العكس، حتى على فرض أننا غير متفقين مع التحالفات في الحزبين فالاختلاف والخلاف يجب أن نقبله ونحترمه ونشاركه أمام الهم الأكبر الذي يداهمنا وهو خطر الأحزاب الفاشية واليمين المتطرف.

في هذه المرحلة يجب حشد الهمم والتصويت للأحزاب العربية، من أجل التأثير على إسقاط أحزاب اليمن الفاشي مثل ليبرمان وغيره،  إن لم يكن من أجلكم وأنما من أجل الأجيال القادمة.  

 

التعليقات