02/04/2020 - 12:11

الضغوطات النفسية في ظل أزمة الكورونا

الخوف مهم أن نعطيه مكانه لدرجة عالية، ومشاعرنا مهم جدا أن نهتم بها عادة كنا في الحالات العادية نستعين بالناس ومن حولنا لنخفف من مشاعر الخوف، ولكن في أزمتنا الحالية مع الكورونا، هنالك تناقض فنحن لوحدنا

الضغوطات النفسية في ظل أزمة الكورونا

أمير سلامة أخصائي نفسي _ تربوي

أزمة فيروس "الكورونا"،بل جائحة الكورونا أصبحت ضائقة عالمية صحية تهدد الملايين من البشر بالإصابة بهذا الفيروس، تحول إلى خطر حقيقي لا يميز بين كبير وصغير وغني وفقير نساء رجال، كل واحد يمكن أن يحمل العدوى وينقلها عن طريق رذاذ اللعاب، لذلك لا نجاة من الإصابة به إلا بالحجر البيتي لكل الناس، ومعظم العائلات تقبع في المنازل التي باتت الملجأ الوحيد  للهروب من انتقال العدوى، فالتواجد اليومي والالتصاق مع بعض في ظل الكورونا وتواجد الأولاد والأهل في البيوت بات يشكل أزمة من نوع آخر، للحديث عن الموضوع التقينا بالسيد أمير سلامة أخصائي نفسي وتربوي ومعالج نفسي حدثنا عن الأبعاد النفسية والتربوية في هذا المجال فقال:    

"سنفحص معا الأبعاد النفسية والاجتماعية والعلاقات داخل البيت، علاقتنا مع ذواتنا كأهل ومع أولادنا أيضا.

- نشير هنا أن الأزمة هي مشتركة للجميع، ولكن ردود الأفعال لدى الأفراد النابعة من الأزمة مختلفة.

ردود الفعل هي:

- بدون اهتمام لذلك وبلا مبالاة

- خوف شديد

- الفئة الثالثة "بين بين" أي بين البندين السابقين

كل ردود الأفعال هي طبيعية في هذه الأزمة وفي هذه المرحلة.

المطلوب  من الأهل:

 الالتزام بقرارات وزارة الصحة العامة، والمحافظة على أنفسهم لكي يحموا الآخرين أيضا.

للتوضيح:

نموذج "كف اليد":

وهو تشريح للجهاز العصبي المركزي من خلال نموذج كف اليد، فهنالك مراكز مسؤولة عن ردود الفعل الفورية ولا علاقة لها بالعقل وبالتفكير تسمى "أميجدلا" (تحدثنا في والدية عن الموضوع سابقا) وظيفتها أن تحافظ علينا لنحمي أنفسنا وردود الفعل تكون حينها:

- نهرب أو نتجمد أمام أحداث صعبة وهذا ما يسمى "العقل البدائي".

لكن لاحقا نحتاج لمراكز تفكير بالعقل تساعدنا أن نأخذ قرارات، فنحن بحاجة أن نعمل شيئا.

للتوضيح:

دالة الخوف تشير:

- إذا كان الخوف أكثر يكون الأداء أقل.

والعكس صحيح

- إذا كان الخوف أقل يكون الأداء أفضل.

الأهل والأولاد معا في البيت: 

الخوف مهم أن نعطيه مكانه لدرجة عالية، ومشاعرنا مهم جدا أن نهتم بها، في الحالات العادية عادة كنا نستعين بالناس ومن حولنا لنخفف من مشاعر الخوف، ولكن في أزمتنا الحالية مع الكورونا، هنالك تناقض نحن وحيدون في أزمنتا ولا يوجد لنا غير البيت.

وكذلك نحن نعاني من وجود الأولاد في البيت، والروتين اليومي اختلف وتغيير الروتين اليومي هو أمر صعب لكل أفراد العائلة.

وهنا يجب أن نسأل أنفسنا كيف سنرتب وقتنا في داخل البيت وكيف سنتعامل مع واقعنا الجديد لماذا "نحن في البيت"

 - نحن الأهل يجب أن نكون قدوة ونموذجا لأولادنا في تغسيل اليدين والمحافظة على النظافة في الحديث عن المشاعر المشتركة والخوف ونعطي الأشياء أسماء ونعرفها.

- ممكن الاستعانة  بالأنترنيت لنجد فعاليات ونشاطات متعددة للعائلة جميعا.

- الحديث عن الشعور والتعرف على المشاعر أمرا هاما للأولاد وذلك يساعدهم على التغلب على هذه المشاعر،

- نرسم الشعور ونسميه.

- العائلات المختلفة وأحادية العائلة أنصح الجميع باللجوء لأخذ استشارة من خطوط مفتوحة، فأنتم لستم لوحدكم مع الاضطرابات الناتجة من أزمة الكورونا، استعينوا بمختصين في الجمعيات المختلفة تربوية ونفسية لأن المشاعر الناتجة من الأزمة الحالية تضرنا مستقبلا إن لم تعالج بشكل مهني وسليم.

- تجربتي الخاصة أن نعمل برنامجا مع الأولاد لكي يكون لديهم أساس يرجعون له، أساعد نفسي كوالد أو والدة وأساعدهم لكي تكون لدينا مرجعية مختلفة مناسبة لفئات الجيل ونساعدهم لثبات معين وركيزة

مهم وجود الثلاث عناصر

- طمأنينة

- ثبات

- معرفة

نرتب وقتنا لنعود لروتين معين، والمعرفة حين يتواجدون معا يساعدونا لتخطى الأزمة لذلك فلنرتب وقتنا ونعود لقليل من الروتين.

- التفاهم بين الأزواج في هذه الفترة العصيبة مهم جدا فنحن أمام زعزعة اقتصادية واجتماعية تجعلنا غير متفرغين لتربية الأولاد، الأمور والمعلومات كلها مشوشة ولكنها آنية وسوف تتغير. لتكن هذه الفترة فرصة لتوطيد العلاقات بين الأزواج وداخل العائلة.

- يجب أن نستعمل "المصافي" نعطي للناحية الفكرية أهمية، ونسأل ماذا يزعجنا، ونعطي للأفكار السلبية أيضا المكان ونتحدث عنها. 

أجرت اللقاء: سوسن غطاس موقع والدية برعاية عرب 48

تصوير ومونتاج: سمير جمامعة  

التعليقات