16/04/2020 - 14:30

ما بعد الكورونا وخلالها

 الوقاية ليست جسدية فقط، بل يجب أن تكون نفسية أيضا، يجب ألا نخاف أكثر من اللزوم لأن هذا يؤثر على جهاز المناعة  النفسي والصحي على حد السواء فكلاهما مرتبطان ببعضهما البعض لدى الناس

ما بعد الكورونا وخلالها

لور وأيمن نخلة في خيمة في البيت في ظل الكورونا

لقد مضى على التزام الناس بالمكوث في البيوت مدة تزيد عن شهر، ممارسة حياة غير اعتيادية استثنائية لم تحدث من قبل على أثر العدوى المتزايدة لفيروس الكورونا، في كل العالم هي أزمة حقيقية للأسرة بشكل عام على جميع الأصعدة، ومهما جملنا الصورة لوجودنا في البيوت وأهميتها ووقعها ألإيجابي على العائلة، إلا أن ذلك استثنائي وعابر، متى وكيف ينتهي لا أحد يعرف، ولكن لا بد أن ينتهي والعودة للحياة العادية، من المسؤول عن إعادة استراتيجية العودة التدريجية إن كان للمدارس للعمل وما إلى ذلك،   

التقينا بالدكتور نبيل جرايسي أخصائي نفسي مدير قسم الصحة النفسية في المستشفى الإنكليزي، حدثنا بحوار هاتفي ممتع عن   المراحل القادمة نصائح وإرشادات وعن المجتمع العربي ولاكتشاف كثافة المصابين بالفيروس فقال مشكورا:

"المدة التي نحتجز فيها في البيت بسبب الكورونا هي التي تحدد الإسقاطات والتداعيات والتأثير النفسي على الكبار والصغار أيضا واستمرارية الأزمة، هي فترة استثنائية، فترة أيام أو ربما أسابيع ولغاية 3 أشهر تعد أزمة عابرة، نستطيع أن نتأقلم بعدها ونتكيف مرة أخرى، فالإنسان دائما يتعرض لأزمات مختلفة ويعاود الخروج منها والتأقلم من جديد عبر كل الأزمنة والعصور، ولكن هنا هذه الأزمة أيضا ممكن أن تخلق لنا فرصة إيجابية، كيف؟

 - للتعلم                                            

د. نبيل جرايسي

- النضوج

- الثبات

- الاستمرار

هذه المحصلة من أجل البقاء، تنتج عند غالبية الناس والأجيال في وجود أزمات على مر الدهور والأزمنة.

- أزمة الكورونا هي أزمة عالمية يواجهها البشر كافة ولسنا لوحدنا من نعاني من ذلك، الكل يحمل العبء.

 بدأت العدوى  في دول معينة وانتهت، وهذا تبينه التقارير الموجودة التي تظهر أن العدوى انتهت  وهذا يعطينا الأمل بأن ذلك سيعبر لدينا أيضا في وقت قصير. 

- استراتيجية العودة للحياة الطبيعية تحددها المؤسسات والوزارات الحكومية، ولكل منهم الاعتبارات السياسية العامة والاقتصادية وغيرها، ووزير الصحة ورئيس الحكومة ولكل منهم مصلحته الخاصة. 

في مجتمعنا العربي نواجه ظاهرة العدوى الآن  بشدة وحدة أكثر في نقل العدوى، في الأسابيع ألأخيره. وكان ذلك متوقعا.

لماذا؟؟

كما نعرف مَن نقل العدوى لداخل البلاد هم الذين كانوا سياحا خارج البلاد وعادوا حاملين للمرض وهم من المجتمع اليهودي،  وبعدها انتقلت العدوى من داخل البلاد إلى داخل البلاد بما يسمى ب"العدوى المجتمعية" الفوج الأول  ثم الثاني والثالث، وبالتالي انتقلت للمجتمع العربي، بالرغم أن العرب لا يسافرون في هذه الفترة من السنة للسياحة، ما عدا طلاب الجامعات الذين يدرسون في الخارج وطلابنا العرب هم آخر فوج وصل إلى البلاد.

هناك  تهويل وتخويف أكثر من اللازم يجب  متابعة كل التعليمات العامة من وزارة الصحة للمحافظة على عدم الإصابة والعدوى  مثل:

- وضع القفازات

- وضع كمامات

- تغسيل  اليدين

- تعقيم

- يجب متابعة تعليمات وزارة الصحة للوقاية.

-الوقاية ليست جسدية فقط بل يجب أن تكون نفسية أيضا، يجب ألا نخاف أكثر من اللزوم لأن هذا يؤثر على جهاز المناعة لدى الناس، فالمناعة النفسية داعمة للمناعة الجسدية والعكس صحيح. 

وماذا عن المسنين وذوي المناعة المنخفضة؟

واجب علينا مراعاة التعليمات خاصة لدى كبار السن اكثر من صغار السن، بسبب التعقيدات  الجسدية التي من شأنها أن تحصل لديهم نتيجة الإصابة بالفيروس وتؤدي لمضاعفات.

في مجتمعنا العربي نسبة الشباب أكثر من نسبته في المجتمع اليهودي

ونسبة الكبار في السن في مجتمعنا العربي هي أقل من المجتمع اليهودي. 

وعلى الصغار في الجيل أن يحموا الكبار بصفتهم يخرجون أكثر وهم بالتالي يتعرضون لحمل المرض لأن من يخرج عادة هو المعرض للإصابة يجب الانتباه لهذه النقطة تحديدا.

المجتمع بعد الأزمة

مثلما ذكرنا هنالك جوانب إيجابية للتواجد في البيت مثل أن نعمق العلاقات العائلية مع ألأبناء والعلاقة الزوجية وهي فرصة لنقضي وقتا معا، خارج الحياة الماراثونية التي كنا نعيشها كل إلى تحصيله وعمله وفرصة لإعادة ترتيب نظام حياة مختلف وصحي ويإ حبذا لو نستطيع رؤية ذلك كمحصلة إيجابية.- نحن موجودون في حالة وباء والجيل الشاب سيخرج تدريجيا للمدارس والعمل مثل الدول الاسكندنافية التي كانت أول من أغلق المدارس بسبب الفيروس وهي اليوم تعود بشكل تدريجي، فالشباب والأطفال لديهم مناعة أكبر. 

نصائح للأهل

- محافظة على التزامات الصحة

- ترتيب نظام يومي داخل البيت

- والرسالة للأمام أن يشرحوا لأبنائهم أنهم يمرون في ظروف غير اعتيادية وستنتهي قريبا ممكن بعد أسبوعين أو 3 أسابيع وهذه حالة استثنائية عابرة.

أجرت اللقاء: سوسن غطاس - موقع والدية برعاية عرب 48 

 

 

 

التعليقات