15/10/2020 - 20:37

فرز العلاقات الزوجية في ظل أزمة الكورونا

كأن الوضع بين الأزواج داخل المنزل مع الكورونا، كان بمثابة مرايا حقيقية لعلاقاتهم

فرز العلاقات الزوجية  في ظل أزمة الكورونا

الكورونا أثرت على عالمنا في كل الأشكال وغيرت به بشكل كبير وكلي، فلا يوجد أي محور من محاور حياتنا لم تؤثر عليه الكورونا  وتقلبه رأسا على عقب، المدرسة، العمل، الشارع، الاقتصاد، البيت والمبنى العائلي والزوجي، فالعائلات والأزواج وجدوا أنفسهم داخل البيوت, اصبح البيت هو الحلقة الوحيدة والمنفذ الوحيد للنجاة من الكورونا، ولكن مقابل النجاة من الإصابة والعدوى بالفيروس، برزت هنالك مشاكل كثيرة وإشكاليات في الحياة الزوجية بين الأزواج، بعضها خلق أزمة جدية وبعضها خلق فرصة، والبعض الآخر وقف بين الأزمة والفرصة وتعلم الكثير لتحسين العلاقة الزوجية.

عن هذا الموضوع التقينا بالمستشارة  للشؤون الزوجية والمبادرة الاجتماعية، منيرفا مزاوي حدثتنا عن هذه العلاقات في ظل أزمة الكورونا.

منيرفا مزاوي مستشارة زوجية

 هل ازدادت نسبة الطلاق بين الأزواج في ظل جائحة الكورونا؟

- من ناحية نسب مئوية لا توجد نسب واضحة لارتفاع عدد الطلاق وكم العدد وفترة الكورونا  لم تنته بعد.

- نسبة الأزواج الذين توجهوا لمحامين لفتح الموضوع والاستشارة القانونية للطلاق، نعم يوجد ازدياد في ذلك. 

- فكرة الطلاق التي خافوا منها أكثر قبل الكورونا وخافوا أن يفتحوها، الكورونا شدّتهم اليوم ودفعتهم أكثر لخوضها.

- كثيرة هي الحقائق بين الأزواج التي كانت موجودة، والأساسات غير السليمة طفت فوق المياه في فترة الكورونا، حين تواجدوا معا في داخل البيت مع الأولاد، وكأن الوضع داخل المنزل مع الكورونا  كان بمثابة مرايا حقيقية لعلاقات الأزواج. ففي السابق كان كل واحد منهم ينصهر في العمل ويغيب عن البيت مدة لا تقل عن 8 ساعات، يعود ليقبل أو تقبل ما تبقى من آخر اليوم مع شريك الحياة،"يلهوا ويُمَشيّا" الأيام ويتغافلان عن المشاكل الزوجية الموجودة ويتجاهلانها أي "يضعانها تحت السجادة" المرآة التي وضعتها الكورونا حتمت على الزوجين مواجهة المشاكل الموجودة بينهما، إما أن تحل أو أن تذهب إلى الانفصال.

- طبيعة الحياة تغيرت فالكورونا أدت إلى أن:

 - يعمل الأزواج من داخل البيت                                                     

- فقدان مكان العمل

- الناحية المادية تضعضعت

- البيت أصبح مكتبة، مدرسة، مطبخ، ساحة لعب، مكان للتجول وكل شيء بالنسبة للعائلة.

- الحميمية بين الأزواج اختلفت في حين أن الحميمية بينهما تحتاج إلى شوق، شغف، اشتياق، مساحة شخصية لكليهما،

الشيء الذي أثر على تفاعلهما جنسيا أيضا.

ماذا يتطلب من الأزواج في هذه المرحلة للحفاظ على الزوجية السليمة؟

- ما يساعد الأزواج ليتخطوا المرحلة الحرجة:

- ليونة، دعم، مشاركة، إصغاء وصبر وتحمل

- التفكير معا بأن وجودنا في وضع صعب وفي خندق واحد وسينتهي.

- قوانين اللعبة والأدوار في هذه المرحلة تغيرت عما كانت قبل الكورونا، ما كان متبعا ومتفقا عليه هو متغير الآن، يجب أن تكون هنالك ليونة في تفهم الوضع الجديد لكلا الزوجين.

- تفهم أن الفترة آنية وستنتهي فدعم بعضهما البعض مهم والمشاركة مهمة، يجب التحلي بالصبر.  

- الإصغاء، أحدهما للآخر ليس بمفهوم حل مشاكل الآخر، ولكن مجرد المشاركة بالإصغاء يخفف عنه، بتعاطف يسمع أحدهما الآخر بدعم، التخفيف من التضجر الدائم والتأفف داخل البيت لأن الجميع في حالة اضطراب وقلق وملل وضيق، الدعم في الشراكة معنويا مهم، وذلك بإتاحة التعبير عن المشاعر بتقبل وتفهم.

الكورونا والمرأة:

برز لدينا الفرق بين الرجل والمرأة، ففي كل أزمة من يتخلى عن عمله في البيت هي المرأة التي ستبقى مع الأولاد، والرجل يخرج للعمل، ولكن في حين عودته للبيت من المفروض أن يساعدها ويدعمها حتى  ولو بشيء بسيط،  دعمها مهم، فالتعاون مطلوب جدا والمشاركة أيضا.

- الكورونا أكدت على وجوب ترتيب الأمور معا مجددا بينهما.

- نحن نواكب هذا الأسبوع أسبوع التوعية للصحة النفسية وأهميتها للفرد، فأستغل المناسبة للتنويه بأهمية اهتمام الزوجين لصحتهما النفسية، وخاصة أثناء تواجدهما الدائم معا في البيت، ضعوا صحتكم النفسية في سلم أولوياتكم، فساعة من الزمن لكل واحد يعمل ما يريد، وذلك بالاتفاق معا على هذه الساعة كل على حدة.

نصيحة لمن يقع في المرض  بفيروس الكورونا أو يحجر في البيت:

أنظروا للنصف الملآن، لا نركز فقط على المرض الموجودين فيه، هذا الوضع الصعب القائم يجب أن يذكرنا بحب الناس ومساعدتهم لنا والسؤال عنا وماذا نريد، إقبلوا مساعدة الآخرين فيوجد أناس لديهم مشاكل في الطلب، لا تخجلوا بطلب الدعم في هذه المحنة، فجميل وجود العائلة والأصدقاء من حولنا والذين يسألون عنا، يجب التمسك بالعلاقات الجيدة بين الجميع، وهذه من صفات مجتمعنا وتميزه بالعطاء والوقوف جنبا إلى جنب في الأزمات.

هل فرزت الفترة الكورونية سلامة العلاقات بين الأزواج و عدمها؟

- الكورونا وضعت الأزواج في مكان لتنظيم العلاقة بينهما للإيجابي والسلبي.

هناك أشياء يجب الانتباه لها من أجل إما تحسينها أو تعزيزها، إن كانت إيجابية فتعزيزها وإن كانت سلبية تحسينها والاهتمام بها، وهذه الأزمة ممكن أن تعتبر فرصة وهديه، وضع الكورونا يصبح اختيارا لما سنفعله.

نقطة مهمة:

- لا تتوقعوا من الآخر بسبب الأزمة ولا تطلبوا أن يتغير شريك الحياة رأسا على عقب في صفاته التي عرفتماها معا منذ التعارف الأول، مثلا كونه لا يستطيع أن يعبر عن مشاعره لا نتوقع منه أن يتحدث الآن وأن يصغي ويتحدث، لكي نتدارك الموضوع كل واحد يجد لنفسه شخصا ومنفذا ليعبر عن نفسه من خلاله، توقعاتنا من الآخر يجب أن تكون واقعية.

العلاقات الجنسية بين الأزواج في ظل هذه الأزمة:

- وجود الزوجين فيزيائيا مع بعض في البيت، ليس بالضرورة فرصة لزيادة العلاقة الجنسية بينهما والرغبة، لأنه للرغبة محفزات معينة كجودة حياة زوجية أكثر تعتمد على المساعدة والاحترام، فبشكل عام بالوضع الموجودين فيه يجب الحفاظ على العلاقة بعطاء ومحبة، فالمرأة ما يحفز لديها الرغبة الجنسية، زوجها الذي يساعدها ويقف معها يدا بيد ويتحمل الأعباء معها فتزداد الجاذبية والانسجام بينهما.

- اللجوء للعالم الافتراضي للبحث عن علاقات حميمية تزيد الخيانات عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك يكون حين لا توجد أساسات صحية سليمة بالأصل ولا توجد مشاركة وشفافية بل بالعكس توجد رغبات غير محكية والخيال والشعور الحميمي المكبوت والبعد العاطفي، فيجري البحث في الخارج عن علاقات اخرى.  فمن يجد نفسه سينجرف لهذا المنحى ويقضي على أسرته ويهدد كيانها، يجب أن يتدارك الموضوع قبل فوات الأوان ويتوجه لأخصائيين نفسيين ولمساعدة زوجية. رجلا كان أو امرأة.

  

أجرت اللقاء : سوسن غطاس موقع والدية-عرب48

التعليقات