17/11/2020 - 11:58

تحويل الأزمات لفرص

النمو ما بعد الأزمة يعني إمكانية كون الصعوبات والأزمات محفز لقفزة لحياة ذات معنى.

تحويل الأزمات لفرص

تحرير: سوسن غطاس

-

نحلم بحياة مثالية دون أزمات، ألم، خسارة، فقدان أو صعوبات.                                                         

- نتمنى أن نعمل بالمهنة التي نحلم بها، نبني العائلة التي نتمناها ونربي أبناءنا بسعادة، لكن الواقع لا يجلب لنا ما نحلم به بسهولة.

- نواجه بحياتنا العديد من الأزمات والأحداث ذات الطابع السلبي بإمكانها أن تؤثر على حياتنا، تقلبها أو تبنيها. كل ذلك يتعلق بكيفية نظرتنا لهذه الأحداث وكيفية تعاملنا معها.

- العديد منا يمر خلال حياته بأحداث صادمة كبيرة، ولكن أحداثا أقل حدة بإمكانها أيضًا أن تخلق تحدٍ لنا، مثل عدم الرضا عن مكان العمل, علاقة غير ناجحة أو أبناء مع صعوبات  معينة، هذا ممكن أن يجعلنا متشائمين ومحبطين، أو على العكس تماما أن يخلقوا لدينا تحدٍ ومحفز لنمو أفضل وبناء الشخصية والتغيير نحو الأفضل،  وهنا علينا عدم إنكار الصعوبات الموجودة والواقعية ومن ثم الاعتراف بوجودها نعيش ألمها بإصغاء تام شرط ألاّ نغرق بها، فهنا يجب معرفة بأن نظرتنا للأمور وأسلوب تعاملنا مع هذه الحقائق الصعبة والمؤلمة، يخلق الفرق بين الغرق بها والتأثير السلبي علينا وبين التعلم منها والنمو، وكيف تكون هي دافعا لنقيم الحياة من جديد، ترتيب أولوياتنا، نتفهم الحياة بعمق أكثر، استثمار علاقاتنا للعيش برضى وبسكينة وهدوء.،     

هيفاء أبو صالح 
مرشدة والدية وجنسانية-مستشارة زوجية وتنظيمية 

     

إذا تعاملنا مع الأزمة بشكل سليم هذا يعني:

بعد مرور الأزمة الصعبة ، نخلق احتمالات جديدة للتغيير للأفضل، تزيد الحصانة النفسية، وتتحسن العلاقات مع الآخرين، واكتشاف معنى للحياة،

النمو ما بعد الأزمة يعني إمكانية كون الصعوبات والأزمات محفز لقفزة لحياة ذات معنى.

لا توجد حياة بدون صعوبات...

لا توجد حياة بها نعيش في كوخ على شاطئ البحر والطبيعة الخلابة من خلفنا، ننعم بكل ملذات الحياة ونعيش بهناء مع شريك/ة حياة وأبناء ناجحين وسعداء، دون مواجهة صعوبات وتحديات.

- بكل أزمة نمر بها، نعيش جو من الحزن والكأبة وشعور سلبي يسيطر علينا.

- أفكارنا ونظرتنا للأحداث السلبية التي نمر بها بحياتنا، تحدد إمكانياتنا على التعامل معها وجودة حياتنا.

- أن ننظر للأزمة، للألم وللتحديات على أنها فرصة لننمو من خلالها، هو بمثابة الخطوة الأولى للتعامل السليم مع الأزمات.

حين نستطيع التحكم بأفكارنا وإدراك أنه بإمكاننا أن ننمو من خلال تعاملنا مع الأزمة، تلقائيًا سيتغير شعورنا تجاه الأزمة. الشعور السلبي والإحباط والاكتئاب والخوف، وسيحل مكانه الشعور الإيجابي، المحفز للتحدي وللتعلم وللنمو، حينها سنتعامل مع الصعوبات بشكل مختلف تمامًا ونوجه سلوكنا وردود أفعالنا للاستفادة. 

نصائح حين المرور بالأزمة:

- إعترف بوجودها، وبأنك تمر بفترة صعبة، لا تنكر وجود هذه الصعوبات.

- فكر بجميع الأمور التي حصلت لك بهذه الفترة.

- كيف واجهتها؟

- ما هي القوى الداخلية التي اكتشفتها بداخلك ولم تكن تدركها من قبل، والتي ساعدتك على تخطي الازمة؟

   - من وقف بجانبك؟ من دعمك؟                      

   - اشخاص جديدة عرفتها أو دخلت حياتك؟

    - ما هي الفرص الجديدة التي أتيحت لك رغم الألم؟

     - ماذا تعلمت عن نفسك؟

أنظر لهذه الأمور على أنها هدية وفرصة للنمو.

سجل قائمة على ورقة بكل هذه النقاط،، التسجيل يساعدك بأن ترى كم لديك من قوى كامنة داخلك.

كيف بإمكانك استغلال هذه القوى الكامنة التي اكتشفتها داخلك والفرص الجديدة التي أتيحت لك، واستثمارها لتبني نفسك من جديد؟

صعوباتنا وتحدياتنا في الوالدية:

- تصرفات الأبناء وتعاملهم مع الأهل بمثابة ردة فعل لتعامل الأهل معهم. إذا استطعنا أن ندرك ذلك، نستطيع كأهل أن نوجه تفكيرنا وتعاملنا مع الصعوبات بشكل مختلف.

- تعاملنا مع التحديات يحدد نجاح وجودة علاقتنا مع ابنائنا

- بدلًا من أن نغرق في صراع معهم، يؤدي الى تباعد وسوء العلاقة، علينا أن نراجع أنفسنا كأهل.

- نتمعن ونمعن بالبداية في دواخلنا، نحاول فهم ما نريد من والديتنا، فهم احتياجاتنا، صعوباتنا وسبب عدم قدرتنا على التعامل مع هذه الصعوبات، نتعامل مع هذه الصعوبات على أنها فرصة لنتعرف على أنفسنا وندرك احتياجاتنا بشكل أفضل.

- حينها ستكون لدينا القدرة على البحث وتعلم أدوات وأساليب صحيحة تساهم في التغلب على المصاعب وتحسين علاقتنا مع الأبناء.

- الأشخاص الذين ينجحون ببناء أنفسهم من جديد، يتمتعون بحصانة نفسية أكبر ومنفتحين ليخوضوا تجارب الحياة بطرق جديدة.

- النمو يحصل من التقبل للأحداث الصعبة ومحاولة أخذ الإيجابي منها.

- الأشخاص الذين باستطاعتهم النظر للجانب الإيجابي وقت التحديات، ينجحون بإيجاد الجانب الإيجابي بكل مكان وزمان.

التعليقات