18/07/2021 - 20:39

الوالدية والمراهقة في ظل أزمة كورونا

تعتبر مرحلة جيل المراهقة من أكثر المراحل المهمة والحساسة التي يمر بها الإنسان، حيث تعتبر فترة انتقالية ما بين مرحلة الطفولة والبلوغ وتمتد من عمر 9-30 عاما.

الوالدية والمراهقة في ظل أزمة كورونا
نبيلة نخلة أبو حلو

 

عاملة اجتماعية، موجهة مجموعات في مجال الوالدية، مرشدة أهالي لجيل المراهقة والطفولة، مستشارة عائلية وزوجية ومحاضرة في مجال الانترنت الآمن 

 

 

 

 

تفشي فايروس كورونا في جميع انحاء العالم، ادخل البشرية والعائلات المختلفة في تحديات عديدة منها الاقتصادية، التربوية، الاجتماعية والنفسية.

كان لفايروس كورونا تأثيرا ووقعا مختلفا على العائلات وبالأخص على الوالدية في جيل المراهقة، وقد وضع الوالدين أمام ظروف وتحديات جديدة ومختلفة عن المعتاد الأمر الذي تطلب من الأهل ملاءمة أنفسهم وبرمجة جدول حياتهم وفقا للوضع القائم.

تعتبر مرحلة جيل المراهقة من أكثر المراحل المهمة والحساسة التي يمر بها الإنسان، حيث تعتبر فترة انتقالية ما بين مرحلة الطفولة والبلوغ وتمتد من عمر 9-30 عاما.

خلال هذه الفترة يمر المراهق عدة تغييرات  جسدية، عقلية، عاطفية، جنسية واجتماعية، وتتبلور شخصيته وفقا لهذه التغييرات وتبدأ محاولة الاستقلال عن الأهل، وأيضا تحمل هذه الفترة في طياتها الكثير من التجارب والتحديات التي يمر بها المراهق.

عالم المراهقين وميزاتهم:

يتميز عالم المراهقين بميزات عدة:

التمرد

المعارضة

التخبط

الشعور بالفراغ والوحدة، بالرغم من الضوضاء والضجيج الذي يحيط بهم..

- محاولة الانفصال عن الأهل والاستقلال 

- البحث عن مجموعات جيل ملائمة للانتماء إليها لكي يشعروا بالاكتفاء والرضى الذاتي.

- الميل للهو وحياة الرفاهية

- الانغماس والاندماج في عالم التكنولوجيا والعولمة وتتبع كل ما هو حديث في المجال.

في ظل تفشي فايروس كورونا بحث الإنسان عن آليات تساعده لمواجهة هذه الفترة العصيبة، حيث حاول تجنيد جميع الموارد المتوفرة من حوله، وهذا أدى لتصعيد استخدامه للشبكة العنكبوتية والتطورات التكنولوجية الحديثة في مجالات عديدة ومختلفة من الحياة اليومية، مثل: التعلم عن بعد، العمل عن بعد، المرح واللهو، التواصل الاجتماعي، شراء الحاجيات اليومية، تمرير الوقت، التسلية من اجل تخفيض حدة التوتر والضغط النفسي وغيرها، وهذا يعتبر "سيف ذو حدين"، فبالرغم من حسناته العديدة ووقعه الإيجابي على حياة البشرية الّا أن هنالك العديد من السيئات والوقع السلبي في حال عدم استخدامه بالطريقة الصحيحة والامنة.

كيف أثر هذا على المراهقين بشكل خاص؟:

- أصبحنا نراهم (المراهقون) يجلسون لساعات طويلة عبر الشاشات في عالمهم الافتراضي، الأمر الذي أدى لاضرار عديدة أهمها:

- الصحية (قصر نظر، ألم في الظهر)،

- اضطرابات نفسية،

- اضرار ذهنية تؤذي لضعف الانتباه والتركيز،

- ارق

- سمنه زائده 

- تقليص وتضيق حلقات اللقاءات الاجتماعية الفعلية وغيرها.

- بالإضافة الى ذلك، هنالك مخاطر التعرض لاعتداءات جنسية ونفسية، وتعرضهم لمحتوى جنسي غير لائق وملائم، وجعلهم فريسة سهلة للإدمان الإلكتروني، وفقدان الخصوصية والتشهير وفي بعض الأحيان يقع بعضهم ضحية لاختلاس او ابتزاز.

استنتاجات للأهل ودورهم الفاعل:

- يتوجب على الاهل الاخذ بجميع خطوات الحيطة والحذر التي تبدأ بتوعية جيل الشباب وتنبيههم لكل المخاطر الكامنة باستخدام الشبكة العنكبوتية.

- من المهم جدا، ان يدرك الاهل بأنهم غير قادرين على وضع ابنائهم في "بلورة زجاجية" بهدف إعادهم او إبعاد الشاشات عنهم لحمايتهم من المخاطر التي تحيط بهم، إنما يتوجب على الأهل مد الأبناء بالآليات المناسبة والتي تمكنهم من مواجهة المخاطر بقواهم الذاتية وبمشاركتهم والاخذ برأيهم عند الضرورة.

- من المهم ان يتعرف الاهل على عالم المراهقين الافتراضي والانكشاف له، كما ينبغي عليهم مواكبة كل ما هو جديد وعدم جعل هذا العالم مبهما بالنسبة لهم كأهل.

- يتوجب على الاهل التحدث مع المراهقين حول استخدام الشبكة والمخاطر الكامنة من خلال نقاش وحوار صريح بهدف رفع الوعي لديهم وكسب ثقتهم، فالثقة بين الاهل والمراهقين هي من اهم الأسس التي ينبغي ان تقوم عليها العلاقات بين الإباء والابناء، فعندما تكون الثقة متبادلة يستطيع الأبناء التوجه للأهل لطلب المساعدة والاستشارة وهم على يقين بان الاهل سيكونون لهم ملجأ آمنا ومصدرا موثوقا به، فحينها لا يضطر المراهقون البحث عن المساعدة عبر مصادر خارجية التي لا سيما تجعلهم عرضة لأخطار عدة مثل الابتزاز او التشهير وغيرها.  

- مهم حث المراهقين على المحافظة على خصوصيتهم عبر الشبكة وعدم المشاركة بتفاصيلهم الشخصية والعائلية لما في ذلك من ضرورة واهمية كي لا يقعون فريسة سهلة لقراصنة الشبكة.

- سن قوانين بيتية واضحة يلتزم بها الاهل والمراهقين حول استخدام الأجهزة الالكترونية والشاشات يسهل الامر على كلا الظرفين ويجعل الأمر أكثر وضوحا وتحديدا، من خلال هذه القوانين يستطيع المراهقون معرفة ما هو مقبول بالنسبة للأهل وما هي الخطوط الحمراء التي لا يمكنهم تجاوزها.   

- من خلال هذه القوانين ممكن التطرق لمواضيع أخرى منها:

وضع برامج حماية والتحكم في اعدادات البحث من قبل الاهل بالتنسيق المسبق مع المراهقين. اختيار أماكن استخدام الأجهزة الالكترونية وغيرها.

وفي النهاية:

على الاهل التذكر بأنهم الحصن المتين ومصدر الثقة الأساسي لأبنائهم، ومن المهم تقبل اراء الأبناء والمشاعر وخاصة السلبية منها، والعمل الذؤوب على توطيد العلاقة معهم وحثهم بشكل دائم على مشاركتهم بشتى المواضيع والمجالات.

يجب على الأهل معرفة أنه بامكانهم التوجه لطلب الدعم والاستشارة من قبل اشخاص مختصين ومعالجين مهنيين عند الحاجة.

تحرير: سوسن غطاس - والدية برعاية عرب 48

التعليقات