30/06/2022 - 07:23

التواصل السليم بالحلقات المستديرة والقلب الصافي

هذا الأسلوب قليل جدا في المجتمع العربي والفلسطيني اليوم، في العصر الحالي فقدنا هذه الطريقة، أصبح تباعد بين افراد العائلة حتى وقت الطعام فكل واحد مع جهازه النقال وعالمه الخارجي، 

التواصل السليم بالحلقات المستديرة والقلب الصافي

 

السيدة عطاف عوض

 

السيدة عطاف عوض - حاصلة على لقب ماجيستير  في العلوم السياسية،  ومختصة في التدريب الدولي للتواصل، الإصفاء للعيش بطريقة أفضل، قدمت العديد من ورشات العمل في البلاد وخارجها  لتعليم طريقة التدريب.  

 

 

 

هل التدريب بالجلوس بحلقات هو أسلوب جديد  للإصغاء الفعال؟

التواصل بين الناس بالجلوس بحلقات كان موجودا عبر السنين في المدارس، قبل اختراع  الكرسي حتى ودخول الإلكترونيات، في الكُتّاب، التواصل البسيط وهو يذكرنا بجدودنا بالديوان والأصالة، حين تكون مشكلة معينة يجري التفاوض والبت فيها وتُحل في دوائر، في الفرح، على المائدة،  قي المفاوضات السياسية وغيرها، فالتواصل بالدوائر والجلوس في حلقات يجري التدريب عليه من أجل التوصل لتواصل سليم بين الناس والتفاهم، في المجموعات المختلفة والعائلة.

ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في المرحلة الأولى للتدريب؟

للتواصل في حلقات يجب أن يتوفر أولا تحديد النوايا والأهداف من الجلسة، والطريقة ترتكز على البنود التالية:

- الحديث من القلب.

- القول ماذا أشعر بصدق وبصيغة "الأنا".

- الإصغاء الفعّال بدون مواقف مسبقة أو مقاطعة الآخر أثناء الكلام.

- الكلام عفوي وبدون تخطيط.

- الكلام مختصر مفيد بدون لف أو دوران بل يتعلق بلب الحديث المطروح.

هذه  البنود هي القاعدة من التواصل بين الأفراد تبني مجتمعا آمنا، مما يجعل المجموعة تفتح قلبها وتثق بأعضائها.

ما يدور من حديث بالمجموعة يبقى بالحلقة بين أفرادها، ويُحافظ على خصوصية الفرد والسرية.

هذه كلها ليست نية أو هدف الحديث والحوار بين المجموعة بل هو قانون، مع التدريب نحن نصبو للهدف، هذه هي الأسس للتواصل بالحلقة بين المشتركين، فأغلب مشاكلنا تنبع من النميمة والثرثرة.

هدف اللقاءات والمجموعة في التواصل:

- مصالحة مع الذات.

- تمرين عضلات القلب على الصبر والرحمة.

- سمع حكاية الآخَر حتى لو لم نتفق الرأي

وهذا يحتاج لتدريب ومثابرة، وهذه ليست تقنيات عابرة نحفظها، وإنما نصبو أن يتحول ذلك لنمط حياة للصبر والرحمة وتقبل الآخر، وكل ذلك من أجل حياة أفضل للتفاهم وللتفهم والانفتاح.

كيف يتم تدريب الأطفال على ذلك وما الهدف؟

مع الأطفال هي طريقة لبناء الثقة بالنفس، بدون عتاب للأطفال ويعلمهم ذلك المسؤولية تجاه ما يقولونه وتجاه حديثهم دون مساءلة عما يقولونه.

تواصل العائلة السليم في داخل العائلة من خلال الجلوس في حلقات، هل هذا يحدث في العائلات؟

هذا الأسلوب قليل جدا في المجتمع العربي والفلسطيني اليوم، في العصر الحالي فقدنا هذه الطريقة، أصبح تباعدا بين افراد العائلة حتى وقت الطعام فكل واحد مع جهازه النقال وعالمه الخارجي،  فهنالك شركاء أغراب معنا، لتبادل القصص والأحاديث،  وكذلك فنرى الأم تعمل في المطبخ وقت غسل الصجون، وابنها يسألها أسئلة مهم الأصغاء له دون تركيز او تواصل سليم معه.

ولكن الصواب هنا:

- في الحلقه نحن ننمي الوعي والإدراك  للإصغاء السليم والفعال.

- خلال ورشات التدريب أنا أعي لتصرفاتي وتركيزي  ونعطيه جل الاهتمام،

- لابني والناس من حولي، نتعلم كيف  نتفرغ للآخر ونسمعه.

- في التدريب يكون هدفنا أن  نصل لنقاوة الاطفال.

أليس على الأهل أن يصلوا لمرحلة تواصل سليم قبل أن يجلسوا مع الأطفال ؟

الاطفال يقلدون الكبار،  المعلمين والأهل، لذا نحن قدوة لهم في التفاهم  وحل الازمات والمشاكل، لذلك فهنالك ورشات للعمل مخصصة للمدارس  وللأزواج، والهدف منه هو التدريب على الإصغاء وقبول الآخر المختلف بالرغم من الخلاف في وجهات النظر ولمن الحق وعلى من الحق، فهم بحاجة(الكبار) أن يذوتوا أولا هذه الخبرات، لأن النظري مهم جدا، ولكن تطبيق هذا المضمون للاتصال السليم شيء صعب جدا ويحتاج  تدريب.

ما المقصود بالخبرات؟.

لحل المشاكل والأزمات يجب التروي والصبر وعدم اتخاذ موقف فوري، وإنما نختار يوم بالأسبوع نجلس ونضع هدفا، والحديث يكون بصدق، ولا نلوم بل نعزز التعبير عن المشاعر .

كيف تكون صيرورة الجلسة في العائلة؟

- يختارون الوقت المناسب ويعطون حق الكلام لكل فرد بالشروط التي ذُكِرَت  أعلاه.

الاهل  يجلسون مع الأولاد، بحلقة بشكل دائري، يضيؤون شمعة في الوسط ويتم الحديث بأن يحمل المتحدث/ة غرضا ما يتفقون عليه ينتقل بين المتحدثين وقت الحديث كل حسب دوره، وهنا على الأهل تشجيع الأولاد على الحديث باحترام وإصغاء فعال واستماع بإمعان وبإحساس، وتعليمهم ذلك كونهم قدوة لهم..

-  الأب أو الأم يطرحان  موضوعا للحديث عنه بموافقة الجميع.

- ا تكون لجلسه ملائمة ليرَ الواحد الاخر لاصغاء فعال. 

هل هنالك معايير موجودة اليوم لفائدة التدريب؟

في الغرب بدأ  هذا النمط من  التواصل بالانتشار، ففي أمريكا وأوروبا هنالك مدارس بدأت في تمرير هذه الفعاليات ليس من مدة بعيدة، وتشير الإحصاءات لتغيير في العلاقات بين أفراد المجتمع. ولكن نستطيع أن نقول أننا في بداية الطريق، وأنا شخصيا أقوم بتمرير هذه الفعاليات وقمت بترجمة المضمون للغة العربية، وأقيم ورشات تدريب في العديد من الدول منها العربية  وفي البلاد أيضا. وهي تلقى اقبالا واضحا.

أجرت اللقاء وحررته: سوسن غطاس موقع والدية برعاية موقع عرب 48.

 

التعليقات