06/08/2015 - 19:28

افتتاح قناة السويس: "يا سيسي يا أُبّهة"

وفي الحفل، جاء أن الرئيس المصري، المشير عبد الفتاح باشا السيسي، أصدر فرمانًا من قصر القبّة العامر في القاهرة المحروسة، بصكّ ثلاثين ألفَ جنيه ذهبًا خالصًا مُطعّمًا بالفضّة، لتوزيعها هبة على أصحاب الفخامة والدولة والمعالي والسمو، ضيوفَ مصرَ

افتتاح قناة السويس:

السيسي استخدم ألعاب هواء كالمستخدمة في الموالد والأعراس وافتتاح المحال التجاريّة! (أ.ف.ب)

انتهت أشهر الحشد الطويل، وجاء الوقت الموعود، أُنجز حفر تفريعة قناة السويس الجديدة قبل الوقت المُحدّد، بعدما سخّرت الدولة كلَّ إمكاناتها بجيشها وشرطتها وإعلامها وخارجيّتها وحتّى راقصاتها ومغنّييها.

المشروع، المثير برّمته للجدل، الجدل الذي بدأ مع أسباب قيام الجيش بتنفيذه في حين يبلغ عدد العاطلين من العمل في مصر 3.7 مليون مواطن مصري، كان من باب أنفَع وأَجدَر أن يقوموا هم بحفر القناة، على أن يتوّلى الجيش الأمن في سيناء حين شهدت شبه الجزيرة، الخارجة عن تغطيّة الدولة كما خرجت عن التنميّة قبلًا، تفجيرات أودت بحياة العشرات من جيش مصر، حتّى شهدنا أن الجيش الذي حرّر القناة واجتاز خطّ بارليف المنيع في ست ساعات، مستمرّ منذ أعوام بمطاردة عشرات المسلّحين!

التكلفة العاليّة للقناة أثارت جدلًا لا يضاهيه إلا جدل العائدات المتوقعة من 'قناة' السويس الجديدة، فلا توقعات محدّدة من قبل الحكومة المصريّة، أو الهيئة المُشغّلة لقناة السويس، حتّى القيّمون على العمل 'ماشين عَ البركة' فيقول الفريق مميش، رئيس هيئة قناة السويس أرقامَ مختلفة في أربعة صُحُف في غضون أيّام، والفرق بين الأرقام واضح وجليّ جدًا، ما يعني عشوائيّة العمل المُقام وعشوائيّة التصريحات وعشوائيّة التخطيط، عشوائيّة لا تقل عن فوضى عشوائيّات القاهرة، المليئة بالفاقة والبطالة والأمراض، حيث صرف تكاليف حفر القناة على تنمية العشوائيّات أجدر وأنفع.

أمّا عن حفل الافتتاح اليوم، فقد ظهر الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي، على متن 'المحروسة' سفينة الملك فاروق الأثريّة والتي استخدمها الخديوي إسماعيل من قبل، ناهيكم عن المصروفات الخياليّة التي بلغت 230 مليون جنيه مصري، هذا غير خسائر الدولة جرّاء منح العاملين في القطاع العام إجازة احتفالًا بافتتاح 'القناة'.

وفي الحفل، جاء أن الرئيس المصري، المشير عبد الفتاح باشا السيسي، أصدر فرمانًا من قصر القبّة العامر في القاهرة المحروسة، بصكّ ثلاثين ألفَ جنيه ذهبًا خالصًا مُطعّمًا بالفضّة، لتوزيعها هبة على أصحاب الفخامة والدولة والمعالي والسمو، ضيوفَ مصرَ الكبار، وهو ما لم يتم بذخه في عهد الخديوي إسماعيل.

أما الرئيس السيسي، فحين دخل القناة، دخلها بزيّ عسكري مليء بالنياشين يشبه جدًا ملابس العقيد الليبي معمّر القذّافي، حتّى طريقة سلام الرجلين، فقد كانت متشابهة، وهي قبض اليدين والتلويح بهم سويّة.

السيسي أنهى الحفل الأبهة، وهو يعرف جيّدًا أن كل ما قاله من النهضة بمصر، كذب محض، سيزيد أعباءَ الشعب المصري أكثر فأكثر وأن البطالة في ازدياد واطراد لا زالت وأن الأمن في سيناء لا زال سيّئًا، ويعرف جيّدًا أن ما يجري بذخ مبالغ لحفر تفريعة حُفر منها في عهد مبارك أربعة، أصغرهن، أكبر من تفريعة السيسي بضعفين!

التعليقات