11/12/2015 - 15:27

رئيس الموساد يوسي كوهين: الصهيوني الديني أمام عالم متغير

يدل قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بتعيين مستشاره لشؤون الأمن القومي، رئيسا للموساد، على استمرار توجه نتنياهو بإشغال مناصب رفيعة، وبينها مناصب أمنية، من قبل أشخاص ينتمون للتيار الصهيوني الديني اليميني الاستيطاني

رئيس الموساد يوسي كوهين: الصهيوني الديني أمام عالم متغير

يدل قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بتعيين مستشاره لشؤون الأمن القومي، رئيسا للموساد، على استمرار توجه نتنياهو بإشغال مناصب رفيعة، وبينها مناصب أمنية، من قبل أشخاص ينتمون للتيار الصهيوني الديني اليميني الاستيطاني، إضافة إلى إحاطة نفسه بمستشارين من هذا التيار.

وكوهين هو خريج المعهد الديني اليهودي 'أور عتصيون'، الذي أسسه ويرأسه الحاخام حاييم دروكمان، أحد أبرز حاخامات الصهيونية الدينية. وكمن نشأ في أجواء الصهيونية الدينية، التي يعتمر معظم أنصارها القلنسوة المنسوجة، ينضم كوهين إلى مجموعة من الصهيونيين الدينيين الذين يشغلون مناصب رفيعة. فقبل كوهين بأسابيع، جرى تعيين نائب رئيس الشاباك، روني ألشيخ، الذي يعتمر القلنسوة المنسوجة، مفتشا عاما للشرطة. كذلك فإن رئيس الشاباك، يورام كوهين، يعتمر قلنسوة مشابهة وينتمي للصهيونية الدينية.

وكوهين، البالغ من العمر 54 عاما، متزوج وله أربعة أولاد. وقد ولد في القدس. وفي العام 1983، بعد أن أنهى خدمته العسكرية، بدأ يعمل في الموساد.

ووفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن كوهين لقي تقديرا أثناء عمله في الموساد، حيث أشغل عدة مناصب، وفي العام 2006 تولى قيادة شعبة 'تسوميت' المسؤولة عن تجنيد وتفعيل عملاء الموساد في العالم. وحاز كوهين على 'جائزة أمن إسرائيل' بعد أن قاد 'عملية جريئة وغير عادية' نفذها الموساد. وبعد ذلك تولى كوهين منصب نائب رئيس الموساد والقائم بأعماله.

وقبل عامين، عيّن نتنياهو كوهين مستشاره لشؤون الأمن القومي ورئيسا لمجلس الأمن القومي. وأراد كوهين من هذا المنصب جمع خبرات أوسع في المجال السياسي والإستراتيجي. لكن محللين أشاروا إلى أن قبول كوهين بهذا المنصب يعتبر مغامرة، لأن جميع من سبقوه لم يرتقوا إلى مناصب أمنية رفيعة، علما أن كوهين كان يتطلع لرئاسة الموساد.

والآن، بعد تعيين كوهين رئيسا للموساد، يحذره المحللون من علاقة قريبة بينه وبين نتنياهو، وأن من شأن علاقة كهذه أن تمنعه، كرئيس للموساد، من التعبير عن مواقف تتعارض مع مواقف نتنياهو. ويشار في هذا السياق إلى موقف نتنياهو حيال مهاجمة إيران، بينما رئيس الموساد السابق، مائير داغان، والحالي تمير باردو، عارضا هجوما إسرائيليا منفردا.

وألمح محللون، اليوم الجمعة، إلى أن كوهين لا يختلف كثيرا مع نتنياهو في الموضوع الإيراني، واعتبر أن الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران هو 'أسوأ البدائل' لمهاجمة إيران. رغم ذلك، بحسب محللين، فإن موقف كوهين قد يتغير عندما يجلس على كرسي رئيس الموساد، لأنه من مكانته هذه لن يعبر عن موقف شخصي وإنما عن موقف الموساد كله.

وأشار المحللون إلى أن إحدى المهمات المركزية التي ينفذها الموساد، وسيتعين على كوهين التركيز عليها، هي علاقات إسرائيل مع دول لا تربطها معها علاقات دبلوماسية. وغالبا ما يجري رئيس الموساد أو أحد كبار المسؤولين فيه اتصالات مع دول كهذه، أو منظمات أيضا، ويعمل على صيانة مثل هذه الاتصالات.

ووصف المحلل العسكري ألون بن دافيد، بمقال في 'معاريف'، الموساد بأنه جهاز 'متآكل، من الناحية المعنوية ومن ناحية القدرات"، وأنه سيتعين على كوهين أن يعمل على تحسين حال الموساد.

وأشار بن دافيد إلى تغيّر الوضع في العالم عموما والمنطقة خصوصا في السنوات الخمس الأخيرة، وأن كوهين سيأخذ ذلك بالحسبان. فالأنظمة التي كانت موجودة حينذاك، في مصر وسوريا وليبيا وتونس، لم تعد موجودة بعد زلزال 'الربيع العربي'. كذلك فإن إيران التي كانت عدوة العالم لم تعد كذلك الآن بعد توقيع الاتفاق النووي. والأمر الأهم من ذلك هو أنه مكان الدول في خريطة الاستخبارات الإسرائيلية، والعالمية أيضا، حلت تنظيمات إسلامية متطرفة، أبرزها تنظيم 'الدولة الإسلامية'، الذي يتعين على إسرائيل، برأي المحلل، أن تواجهه وتتعامل معه من خلال الاستخبارات، والموساد تحديدا، لأن إسرائيل لن ترسل قوات جيشها إلى سيناء أو سوريا، لمحاربة هذا التنظيم.

من جانبه، أشار محلل الشؤون الاستخبارية في يديعوت أحرونوت'، رونين برغمان، إلى أهمية الدور الذي يقوم به الموساد في صفوف المنظمات الجهادية، وأشار إلى أن الموساد سلم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية معلومات، في أعقاب هجمات 11/9، مفادها أن زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، ونائبه أيمن الظواهري، قررا في حينه وقف الهجمات في الدول الغربية.

التعليقات