يحتفل محرك البحث 'جوجل'، اليوم الإثنين، بمعلم اليوغا الهندي الشهير، بيلور كريشناماشار سونداراراجا إينغار (بي كي إس إينغار)، أسطورة رياضة اليوغا، والملقب بـ'الملك' بين معلمي هذه الرياضة.
احتل إينغار المقدمة في نشر فنون اليوغا في الغرب في أواخر القرن 19 وأوائل القرن 20، وألف 17 كتابا عنها، حتى باتت هذه الرياضة، التي يعود تاريخها إلى ما قبل الـ5 آلاف عام في الهند، مرادفة لاسمه.
ولد في ولاية كارناتاكا بجنوب الهند عام 1918، في أوج انتشار وباء الإنفلونزا الذي اجتاح العالم بتلك الفترة، ولم تكن فرص نجاته من ذلك الوباء كبيرة، فقد كان هزيلا مريضا، واتسمت طفولته بنوبة مرض تلو الأخرى، وكان أبرز هذه النوبات مرضه بالملاريا والتيفود والسل، وفي مرحلة من المراحل كان الأطباء يتوقعون ألا يعيش بعد سن الـ20. وقد منعته نوبات المرض المستمرة تلك من الذهاب إلى المدرسة لفترات طويلة، مما أثر كثيرا على مسيرته التعليمية.
وعمل قريب إينغار، شريمان تيرومالاي كريشناماشاريا، معلما لليوغا وعالما فيها، كما وساهم في ابتكار أسلوب 'الهاثا' (hatha) في اليوغا، الذي يمارسه الكثيرون في وقتنا هذا. وكان إينغار في البداية فاتر الحماس وعنوانا سيئا لرياضة اليوغا، حتى أن كريشناماشاريا أجبره ذات مرة على أداء تمرين خاص بفتح الحوض (split) لم يكن مهيئا لأدائه، مما أدى إلى إصابته بتمزق في الأربطة وعدم قدرته على المشي لفترة، وهناك لاحظ إينغار أنه لأول مرة في حياته قد صار أقوى، مما أكسبه العزيمة والإصرار في التدريب.
ولم يكن إينغار سيعيش طويلا إذا لم يمارس اليوغا، حتى أن الأطباء كانوا يدركون بأنه لن يعيش طويلا، لكن رياضة اليوغا منحته حوالي 70 سنة إضافية.
وانتقل إينغار إلى الشهرة العالمية بعد أن عمل كمدرب اليوغا الشخصي لصديقه عازف الكمان الأميركي الشهير، مينوهين، الذي كان جميع معارفه وأصدقائه من كبار المشاهير. وعلم إينغار إليزابيث، ملكة بلجيكا، كيف تقف على رأسها، كما قدم عرضا لليوغا أمام رئيس وزراء الاتحاد السوفياتي نيكيتا خروشوف، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة عام 1956 بناء على دعوة من ريبيكا هاركنيس وريثة شركة 'ستاندرد أويل'.
وتضم قائمة من تتلمذوا على يد إينغار، الروائي ألدوس هيكسلي والكثير من تيجان الممالك الأوروبية، بالإضافة إلى نخبة المجتمع الهندي، وعدد من نجوم هوليوود، مثل مايكل ريتشاردز بطل المسلسل الكوميدي الشهير 'ساينفيلد' والممثلة آنيت بينينغ.
وتعمل مدارس إينغار لليوجا في أكثر من 250 مدينة حول العالم، ويتضمن سجله 5 ملايين تلميذ ومريد في مختلف أرجاء العالم، و15 ألف محاضرة وعرض حي.
وبحلول السبعينات، كان إينغار قد أصبح مؤلفا مشهورا، بعد تأليفه لكتاب 'أضواء على اليوغا' عام 1966، الذي تعاون فيه بصورة مكثفة مع مصور فوتوغرافي التقط له 4 آلاف لقطة في مختلف أوضاع اليوغا أو 'أوضاع السكون' (asanas)، وتم منها انتقاء الصور النهائية التي نشرت في الكتاب. وترجم الكتاب إلى 18 لغة، وحتى بعد ذلك بـ 4 عقود، ما زال كتاب 'أضواء على اليوغا' يعتبر المرشد الأبرز في مجاله، كما تظهر بانتظام ترجمات جديدة له إلى لغات أخرى، وكثيرا ما يشار إليه على أنه الكتاب المقدس في عالم اليوغا.
إلا أن إينغار طالما كتب في مذكراته كيف كان يعامل في الغرب باعتباره رجلا أسود من بلد فقير؛ حيث يقول: 'لقد حكم البريطانيون الهند لمئات السنين كي أكون أمينا، لذا كان من الصعب جدا جدا على الهندي أن ينتقل إلى إنجلترا برأس مرفوعة. وقد كانوا جميعا يعاملونني على أنني عبد، على الرغم من أنني جئت بدعوة من أجل تعليم اليوغا، ولكنني مع ذلك كنت في نظرهم مجرد عبد'.
التعليقات