31/01/2016 - 09:58

فرج فودة.. بئس الخواتيم

خرجت صحيفة حزب النور السلفية بعد المناظرة التي دارت على صفيح ساخن، بالتحريض وإباحة دم فودة الذي أثار جدلا واسعا بين جمهور المثقفين والمفكرين ورجال الدين، واختلفت حوله الآراء وتضاربت، ليتم اغتيال فودة بعد أسبوع من المناظرة، في 8 حزيران/ي

فرج فودة.. بئس الخواتيم

الشيخ محمد الغزالي (يمين) والمفكر فرج فودة (يسار)

إهداء

إلى زملاء ابني الصغير أحمد،

الذين رفضوا حضور عيد ميلاده،

تصديقا لأقوال آبائهم عني...

إليهم حين يكبرون ويقرأون ويدركون أنني دافعت عنهم وعن مستقبلهم وأن ما فعلوه كان أقسى علي من رصاص جيل آبائهم...

* من مقدمة كتاب "نكون أو لا نكون" لفرج فودة

__________________________________________________________________________________________

شهد الأول من حزيران/ يونيو عام 1992، مناظرة برئاسة الدكتور سمير سرحان، حضرها حوالي 30 ألفا، بعنوان "مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية"، مثلت الجانب الأول؛ د. فرج فودة ود. محمد أحمد خلف الله ورئيس حزب المستقبل، في مواجهة؛ الشيخ محمد الغزالي، د. محمد عمارة والمتحدث باسم الإخوان حينها، المستشار مأمون الهضيبي.

وافتتحت المناظرة بكلمة ألقاها الشيخ الغزالي، تحدث خلالها عن أهمية الحفاظ على الإرث الإسلامي والهوية الإسلامية، حيث قال إن "الحكومة الإسلامية نصفها وحي من الله والنصف الآخر متروك للعقل، وإن كنا نريد البعد عن حكم الله وعن العقل، فأي حكم هذا!"، تبعه الهضيبي مؤكدا أن الإسلام دين ودولة وأن الجدال هو بين دولة إسلامية ودولة لا-إسلامية.

ورد خلف الله على ادعاءات الجانب الأول، موضحا أن الأنبياء لا يملكون حق التحكم في الشعوب، حيث حدد الله مسؤولياتهم في التبشير والدعوة إلى الله فقط، ليرد عليه عمارة قائلا إن "بديل الدولة الدينية، هي الدولة اللا-دينية، وبديل الدولة المدنية هي العسكرية، موضحا أن جميع أنظمة الحكم التي وضعها الإنسان هي مدنية".

وكان آخر المتحدثين في المناظرة هو الكاتب والمفكر المصري المثير للجدل، د. فرج فودة، الذي طالب بفصل الدين عن الدولة ورأي أن الدولة المدنية لا شان لها بالدين، رد خلالها على ادعاءات الجانب الأول مستشهدا بتجارب مجاورة مماثلة للدولة الدينية، حيث اقتبس عن الشيخ الغزالي قوله: "الإسلاميون منشغلون بتغيير الحكم أو الوصول إلى الحكم دون أن يعدوا أنفسهم لذلك"، كما أشار إلى أعمال "العنف وسفك الدماء" الصادرة عن بعض التيارات المؤيدة للدولة الإسلامية قائلا "إذا كانت هذه هي البدايات، فبئس الخواتيم".

وخرجت صحيفة "حزب النور" السلفية بعد المناظرة التي دارت على صفيح ساخن، بالتحريض وإباحة دم فودة الذي أثار جدلا واسعا بين جمهور المثقفين والمفكرين ورجال الدين، واختلفت حوله الآراء وتضاربت، ليتم اغتيال فودة بعد أسبوع من المناظرة، في 8 حزيران/يونيو عام 1992.

 

التعليقات