حركة الطيران لا تزال مشلولة في معظم دول أوروبا..

علماء البراكين يقولون إن الرماد البركاني قد يعطل حركة النقل الجوي لمدة قد تصل إلى ستة أشهر إذا استمر ثوران البركان..

حركة الطيران لا تزال مشلولة في معظم دول أوروبا..
لا تزال حركة الطيران مشلولة في جل البلدان الأوروبية وسط توقعات بمرحلة أسوأ، وذلك بسبب الرماد المتصاعد من بركان في إيسلندا، وهو ما من شأنه أن ينعكس على حجم مشاركة قادة العالم غدا الأحد في مراسم تشييع جنازة الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي الذي لقي حتفه الأسبوع الماضي بحادث طائرة في روسيا.

فقد قررت السلطات البريطانية تمديد إغلاق جل مطاراتها إلى غاية يوم الأحد، وذلك لاستمرار تصاعد الرماد البركاني من إيسلندا وانتشاره في اتجاه جنوبي وشرقي القارة الأوروبية وهو ما يهدد بسقوط الطائرات.

وجاء أنه في ظل قرار شركات الطيران الكبرى تعليق أو إلغاء الكثير من رحلاتها إلى يومي الأحد والاثنين لوحظ إقبال كبير على محطات القطار وحافلات النقل البري والسفن.

وقد قررت عدة بلدان أوروبية تعليقا جزئيا أو كليا لحركة الطيران في مطاراتها إلى غاية يوم الأحد، وهو ما تسبب لشركات الطيران في خسائر مادية تقدر بمئات ملايين الدولارات.

وإلى جانب بريطانيا قررت كل من صربيا وإستونيا ولاتفيا تمديد تعليق حركة الطيران على غرار ما قررته دول أوروبية أخرى بينها الدانمارك وهولندا وبلجيكا وفنلندا وروسيا البيضاء وأوكرانيا.

وفي فرنسا يشمل قرار الإغلاق 35 مطارا في كل أنحاء البلاد، فيما مددت غلق المجال الجوي حتى الثانية عشرة ظهرا بتوقيت غرينتش من اليوم السبت في 16 مطارا دوليا، فيما ألغت شركة لوفتهانزا للطيران كل رحلاتها بألمانيا حتى ظهر اليوم السبت.

وتوقفت حركة الطيران الجوي بشكل شبه كلي ببلدان البلطيق إضافة إلى التشيك والنمسا والمجر وشمال غرب رومانيا وبولندا بما فيها كراكوفيا وجنوبها حيث ينتظر وصول شخصيات وبعثات دولية غدا الأحد لمراسم جنازة الرئيس ليخ كاتشينسكي.

وقال متحدث باسم هيئة الطيران المدني البريطانية "أتوقع أن تواجه أوروبا أكبر تعطل للنقل الجوي منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001" في نيويورك. وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) إن التعطل يكلف شركات الطيران أكثر من مائتي مليون دولار يوميا إيرادات مفقودة.

ويقول علماء البراكين إن الرماد البركاني قد يعطل حركة النقل الجوي لمدة قد تصل إلى ستة أشهر إذا استمر ثوران البركان، ولكن حتى إذا كان الثوران قصير الأجل فإن الآثار المالية على شركات الطيران قد تكون كبيرة.

وفي السياق قال المحلل المتخصص في النقل الجوي دوغلاس مكنيل لرويترز إن إلغاء الرحلات الجوية سيكلف شركات مثل الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش إيروايز) ولوفتهانزا حوالي 16.4 مليون دولار في اليوم.

وتمثل مشاكل النقل الجوي نعمة لشركات نقل أخرى، إذ عملت جميع قطارات شركة "يوروستار" التي تربط بريطانيا وأوروبا وعددها 58 قطارا بكامل طاقتها لتنقل حوالي 46 ألفا وخمسمائة راكب. وقالت متحدثة باسم الشركة إنهم قد يفكرون في إضافة خطوط أخرى.

من جهتها قالت شركة أديسون لي لسيارات الأجرة في لندن إنها تلقت طلبات لرحلات إلى مدن أوروبية منها باريس بفرنسا وميلانو بإيطاليا وزيوريخ بسويسرا وسالزبرغ في النمسا.

وبدأ البركان ثورته الأربعاء للمرة الثانية خلال شهر من تحت النهر الجليدي إيجفجالاجوكول وهو ما تسبب في تصاعد الرماد البركاني لارتفاع بين ستة كيلومترات و11 كيلومترا في الجو. وقال مسؤولون إن البركان لا يزال يلقي حممه وسيستمر الرماد في التصاعد في سماء أوروبا، رغم أن البركان قد يهدأ في الأيام القادمة.

ويحتوي الغبار البركاني على جسيمات ضئيلة من الزجاج والصخور المفتتة التي يمكن أن تتلف محركات الطائرات وهياكلها.

التعليقات