أسعار النفط تواصل التراجع لتصل إلى 39.8 دولاراً للبرميل الواحد..

-

أسعار النفط تواصل التراجع لتصل إلى 39.8 دولاراً للبرميل الواحد..
وجهت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، أمس الأربعاء، إلى مستهلكي العالم رسالة "تحمل أنباء سيئة"، مع إقرارها خفض الإنتاج بمعدل أكبر من المتوقع، لا بل الأكبر على الإطلاق، وهو 2.2 مليون برميل يومياً، أي 7 في المئة من إنتاجها الحالي، وذلك "خدمةً لقضية نبيلة"، كما قالت الرياض، تمنح منتجي الذهب الأسود، امتياز بيع منتجهم بسعر "عادل".

وتوافق وزراء النفط في وهران، على خفض إنتاج المنظمة، بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً، ابتداء من مطلع العام المقبل، بحيث يصل إنتاج أوبك إلى 24.8 مليون برميل يوميا، حسبما ذكر البيان الختامي لأوبك، موضحاً أنه بهذا القرار تكون أوبك خفضت إنتاجها بمقدار 4.2 ملايين برميل، من إنتاج فعلي بلغ 29.045 مليون برميل يوميا في أيلول، معلنين أن اجتماع اوبك المقبل سيكون في 15 آذار في فيينا.

ووصف البيت الأبيض قرار أوبك بأنه ينم عن "قصر نظر، نظرا للتحول في الطلب العالمي وقدرة أعضاء أوبك على تحقيق أهدافهم"، داعياً المنظمة إلى الالتزام بضخ إمدادات كافية في السوق.

ويهدف هذا الخفض إلى وقف انهيار أسعار النفط، التي انخفضت من 147 دولارا للبرميل في تموز، لتصل أمس إلى 39.8 دولاراً للبرميل، وهو أدنى سعر منذ أكثر من أربع سنوات، مسجلة خسارة ثلاثة دولارات دفعة واحدة، رغم قرار أوبك، وهو ما يؤكد تشكيك الخبراء في جدوى هذا الخفض، فــ"التخفيضات (السابقة وهي تخفيضان) لم تنعش الأسعار"، حسبما قال الخبير مايكل دايفيز.

وقبل بدء محادثات وهران، أعلنت روسيا وأذربيجان، غير المنضويتين في أوبك استعدادهما لخفض إنتاجهما بنحو 300 ألف برميل يوميا، أي أقل مما يريد الأمين العام للمنظمة عبد الله البدري، الذي أمل في "خفض لا يقل عن 500 أو 600 ألف برميل يوميا" من الدول غير المنتمية لأوبك.

ووصف المحلل بيتر بوتيل في مؤسسة كاميرون هانوفر قرار أوبك بأنه "أنباء سيئة للمستهلكين"، مستغرباً أن يكون "السعوديون وهم عادة الحمائم في أوبك، وراء الدعوة إلى القرار".

وكان وزير النفط السعودي علي النعيمي، أعلن قبل بدء الاجتماع أن "الإمدادات لا تزال أكثر من اللازم. ومخزونات النفط أعلى من المعتاد. ولكي نعيد التوازن يجب إقرار خفض بنحو مليوني برميل"، معتبراً أن "قرار أوبك قد ينعش الأسعار وقد لا يفعل"، مجدداً دفاعه عن "سعر 75 دولاراً لبرميل النفط، بوصفه يخدم قضية نبيلة (!) إذ لا يمكن للمنتجين إنتاج النفط بـ40 دولاراً للبرميل".

وعشية الاجتماع، أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي، ايغور سيخين، الذي شارك مع وفد روسي كبير في اجتماع وهران، أن بلاده قد تخفض صادراتها النفطية 320 ألف برميل يوميا، "إذا استمر تدهور الأسعار على ما عليه"، مضيفاً أن شركات النفط الروسية خفضت بالفعل صادراتها.

من جهة أخرى، قال سيخين إن روسيا قد تنظر مستقبلاً في مسألة انضمامها إلى أوبك، معتبراً أن "أشكال التعاون مختلفة.. من وضع المراقب إلى العضوية بالإضافة إلى العمل المشترك... وإنشاء مؤشرات جديدة وربما حتى مصرف نفطي يضمن مدفوعات يعول عليها".

أما وزير الطاقة الأذري ناطق علييف فكان أكثر وضوحاً في الإعلان عن أن بلاده ستخفض إنتاجها بمقدار 300 ألف برميل يومياً، فيما اعتبر الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أن السعر العادل للنفط يتراوح بين 70 و90 دولارا للبرميل.

وفي واشنطن، توقعت إدارة معلومات الطاقة نمو الطلب الأميركي على النفط بما لا يتجاوز مليون برميل يوميا، وذلك مع تأثر الاستهلاك بتشديد معايير وقود السيارات وزيادة استخدام مصادر الوقود المتجدد، ما يعني أن اعتماد واشنطن على النفط المستورد سيتقلص بشدة.

التعليقات