الجوع يضرب عشرات الاف العائلات ونتنياهو يقول: "الجوع لا يعم إسرائيل"

عشرات التنظيمات الاجتماعية تتنادى الى جمع التبرعات والمواد الغذائية لتمكين عشرات الاف العائلات الاسرائيلية من توفير وجبة العيد، مساء غد الاربعاء

الجوع يضرب عشرات الاف العائلات ونتنياهو يقول:
في وقت تتنادى فيه مختلف التنظيمات الاجتماعية وبعض الاجهزة الاعلامية في اسرائيل، الى تنظيم حملات واسعة للتبرع بالمواد الغذائية لعشرات الاف العائلات الاسرائيلية الجائعة، والتي لا تجد ما تسد به رمقها، وما تقدمه لافرادها على طاولة عيد رأس السنة العبرية، مساء غد الاربعاء، خرج وزير المالية الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وبشكل يؤكد افتقاره الى اي شعور بالانسانية، الى التصريح بأنه لا يعرف ما اذا كان الجوع يسود إسرائيل، رغم اعترافه، في المقابلة ذاتها التي منحها للاذاعة الاسرائيلية، بوجود جوعى في إسرائيل.

وزعم نتنياهو انه يضع في مقدمة اولوياته مسألة معالجة الفقر في إسرائيل، لكنه القى بالمسؤولية على كاهل الفقراء والعاطلين عن العمل وقال بكل صفاقة: "ان السبيل الى مواجهة آفة الفقر تكمن في إخراج الناس إلى العمل"، متناسيا ان عدد العاطلين عن العمل يتزايد باضطراد في اسرائيل، ليس لأنهم لا يريدون العمل وانما لأن سياسته الاقتصادية ادت الى اغلاق مئات المصالح التجارية وتدمير الاقتصاد الاسرائيلي وفصل الاف العمال من اماكن عملهم..

وفي تعقيبه على المأساة التي يواجهها مستخدمو السلطات المحلية الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أشهر طويلة، والذين لن يجد عشرات الالاف منهم ما يقتاتون عليه في العيد، زعم نتنياهو ان المسؤولية تقع على عاتق نقابة العمال العامة "الهستدروت"، لرفضها التوقيع على اتفاقيات الاشفاء!!

ورد القائم باعمال رئيس الحكومة، الوزير ايهود اولمرت، على تصريح نتنياهو، قائلا، انه يسره اعتراف نتنياهو اليوم، بوجود جوعى في اسرائيل ويأمل ان يترجم نتنياهو تصريحه الى العمل في سبيل وقف الظاهرة المتفشية لأناس يبحثون في اكوام القاذورات عن قوت لهم.

ونصح اولمرت الوزير نتنياهو بتكريس قوته وطاقته من اجل ايجاد حل لمسألة الفقر، بدل الانشغال في قضية الانفصال.

يشار الى ان وزير الداخلية، ابراهام بوراز، كان قد اطلق خلال جلسة الحكومة، يوم الاحد الماضي، تصريحا مماثلا لتصريح نتنياهو، اعتبر فيه، وبشكل يفتقد الى اي شعور انساني، انه اذا كان هناك جوعى في إسرائيل فهذا لأنهم ينتهجون الحمية الغذائية!!

واعتبر الحديث عن وجود جوعى في اسرائيل مجرد "ديماغوغيا".

ونشرت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية، امس، رسالة وجهتها الطفلة الاسرائيلية اور مور (14 عاما) الى بوراز، ردت فيها على تصريحه غير الانساني، وابلغته انها جائعة، وانها تذهب وشقيقها الى المدرسة بدون وجبة غذاء. وسألته: "هل تعرف يا سيادة الوزير كم هو عدد الناس الذين لا يملكون الغذاء في إسرائيل؟ هل تعرف كم هو عدد الاولاد الذين يذهبون الى مدارسهم جوعى ويعودون الى بيوتهم ليجدون الثلاجة فارغة".

وتمنت للوزير ان لا يواجه ما تواجهه من جوع، هي واخوتها. واضافت: "انت والوزراء تربحون جيداً، تملكون وظائف، ويمكنكم السماح لانفسكم باجراء حفلات "بار متسفا" (حفلات بلوغ الاولاد) بمليون شيكل (في اشارة الى حفل اقامه وزير المالية لنجله)، في وقت اواجه فيه انا وبقية الشعب الجوع المدقع".

وقالت الطفلة: "انت تعيش جيدا، وأنا اعاني، فما رأيك ان تقلص قليلا من راتبك وتتبرع به للناس الذين لا يملكون اي شيء حقا، لأولئك الذين تدعي انهم ليسوا جوعى ولا فقراء".

واختتمت رسالتها قائلة: "يسرني انني املك ما لا تملكه، الحب. هذا هو افضل شيء، لكنني طفلة واريد اكثر من هذا".

التعليقات