تقرير أميركي يكشف تجاوز تكاليف العدوان على العراق تكاليف فيتنام

-

تقرير أميركي يكشف تجاوز تكاليف العدوان على العراق تكاليف فيتنام
قال تقرير صدر اليوم الأربعاء إن الحرب العدوانية الأميركية في العراق تكلف الآن شهريا أكثر من المتوسط الشهري لتكلفة العمليات العسكرية في فيتنام في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.

وحدد التقرير الذي يحمل عنوان "المستنقع العراقي" والصادر من معهد دراسات السياسة ومركز السياسة الخارجية وهما مؤسستان مناوئتان للحرب، تكلفة عمليات الإحتلال الجارية في العراق بنحو 5.6 مليارات دولار شهريا وتصل التكلفة اليومية على هذا النحو إلى 186 مليون دولار.

وقال التقرير "بالمقارنة فإن متوسط تكلفة العمليات الأميركية في فيتنام على مدار الحرب التي استمرت ثماني سنوات كانت 5.1 مليارات دولار شهريا بعد أخذ التضخم في الحسبان".

وقال المؤلفان فيليس بينيس وإيريك ليفر إنه إذا ما تم تقسيم هذا المبلغ على سكان الولايات المتحدة تبلغ التكلفة حتى الآن 727 دولارا للفرد، مما يجعل حرب العراق أكثر الجهود العسكرية تكلفة خلال الستين عاما الماضية.

وكنسبة من الناتج المحلي الإجمالي كانت تكلفة حرب فيتنام أكبر حيث كانت تتكلف 12% من هذا الناتج مقارنة بـ2% لحرب العراق. غير أن الاقتصاديين يقولون إن العدوان على العراق يتم تمويله عن طريق الاستدانة وربما تضاعف تقريبا عجز الموازنة الاتحادية المتوقع خلال السنوات العشر المقبلة.

وأقر الكونغرس الأميركي أربعة مشاريع قوانين للإنفاق للعراق حتى الآن باعتمادات تصل إلى 204.4 مليارات دولار، ومن المتوقع أن يقر في وقت قريب مبلغ 45.3 مليار دولار.

ومع تراجع الدعم الشعبي للعدوان بدأ المزيد من رجال السياسة بمن فيهم بعض الجمهوريين مقارنتها بفيتنام.

وكان آخرهم هو تشاك هاغل السيناتور عن ولاية نبراسكا الذي حصل على وسام القلب القرمزي مرتين وأوسمة عسكرية أخرى لخدمته في فيتنام. وقال في وقت سابق من الشهر الجاري إن الولايات المتحدة "غارقة في مشكلة متعثرة لا تختلف عما كنا فيه في فيتنام".

وكانت التكلفة الكلية لحرب فيتنام بأسعار اليوم نحو 600 مليار دولار وهناك بعض الخبراء الذين يعتقدون أن حرب العراق ستتجاوز هذا المبلغ في النهاية.

وعلى سبيل المثال قدر مكتب الميزانية بالكونغرس هذا العام أنه إذا تمكنت الولايات المتحدة من تخفيض نشر قوات الإحتلال في العراق وأفغانستان إلى نحو 50 ألف جندي بحلول عام 2010 فإن التكلفة خلال العقد المقبل ستكون 393 مليار دولار إضافية. وبإضافتها للمبلغ الذي جرى إنفاقه بالفعل سيتجاوز إجمالي المبلغ الخاص بفيتنام.

وبينما يقل عدد قوات الإحتلال في العراق كثيرا عما كان عليه في فيتنام في ذروة الصراع فإن الأسلحة التي يستخدمونها أكثر تكلفة كما أنهم يحصلون على رواتب أكبر.

كذلك سلط التقرير الضوء على التكاليف البشرية للحرب وهي مقتل ما يتراوح بين 23 و27 ألف عراقي مدني وأكثر من ألفين من أفراد الجيش والموظفين المدنيين الأميركيين (بحسب التقرير الأمريكي) والتكلفة الاجتماعية للبرامج المحلية التي تم خفضها لمواجهة العجز في الميزانية.

التعليقات