موسم الهجرة الى... الشرق (تقرير اقتصادي)../ امطانس شحادة

-

موسم الهجرة الى... الشرق (تقرير اقتصادي)../ امطانس شحادة
مع حلول فصل الصيف واقتراب العطل الصيفية، تبدأ الكثير من العائلات العربية بالتحضير للعطلة السنوية، والتي باتت جزءا لا يتجزأ من ثقافة الاستهلاك للعائلة العربية، ناهيك عن أن فصل الصيف هو موسم الأعراس لدى المجتمع العربي، ما يعني أنه موسم "شهر العسل" للكثير من الأزواج الجديدة.

"مالكم" تحاول استكشاف أنماط استهلاك العطل والتنزه لدى العائلات العربية، وتستكشف ما هي الوجهة الأساسية للعائلات العربية، وما هي التكلفة؟ كما تحاول أن تقدم بعض النصائح للمسافر العربي. وهنا نسأل ايضا إلى أين تفضل الأزواج الشابة السفر وما الميزانيات المطلوبة.

وفقا لمعطيات دائرة الإحصاء المركزية يسافر سنويا قرابة 3.8 مليون إسرائيلي الى خارج البلاد. الغالبية العظمى، 3.2 مليون عن طريق الجو، و 133 ألفا عن طريق البحر، و 440 ألفا عن طريق المعابر البرية.

أما بالنسبة لاستهلاك العطلات لدى المجتمع العربي، فالمعطيات المتوفرة تتناول العام 2005 فقط، وتدل على أن قرابة 25 الف عربي فوق جيل 20 سنة خرجوا الى عطلة خارج البلاد، و20 ألفا إلى عطلة داخل البلاد. وبما ان عدد المسافرين العرب الى الخارج في ارتفاع مستمر، يمكن التكهن ان العدد في العام 2008 سوف يناهز الـ 35 الف مسافر فوق جيل 20، 80% منهم عائلات مع اولاد (اي 25 الف). وفي حال أضفنا بالمعدل العام ثلاثة اولاد لكل عائلة مسافرة، مع المسافرين تحت جيل 20 سنه، نصل الى مجموع عدد المسافرين الى خارج البلاد في العام الواحد، في حساب محافظ وحذر، الى 90–100 الف مسافر عربي خارج البلاد سنويا.

وكما اطلعنا عدد من وكلاء السفر، فقد حصل في السنوات الاخيرة تحول في استهلاك العطل والسياحة وثقافة الاستجمام والتنزة لدى العائلات العربية. ويتبين أيضا أن عدد المسافرين في تنام مستمر، بل ان استهلاك العطلة أصبح جزءا ثابتا من استهلاك الكماليات لدى العديد من العائلات العربية، بغض النظر عن الوضع المادي، بحيث تلائم العائلة العربية عطلتها وفقا لميزانياتها واحتياجاتها. وعلى الرغم من ان امكان السفر للمسافر العربي بات اكثر تنوعا في السنوات الاخيرة، الا ان بلدان شرق حوض البحر المتوسط ما زالت الأماكن المحبذة على المسافر العربي، وبالاخص منطقة سيناء والريفيرة التركية، وهما المنطقتان اللتان تتبوآن المكانة الأولى في قائمة المسافرين العرب في فترة الصيف.
السيد غانم ابو سيف مدير مكتب "نزارين تورز" في الناصرة يعتقد أن التغير في أنماط استهلاك السياحة لدى العائلات العربية تأثر، بالإضافة لأسباب محلية، من تغيرات خارطة استهلاك السياحية العالمية وانضمام دول جديدة كمستهلكين كبار للسياحة العالمية، مما ساهم في تغيير أسعار الرزمات السياحية.

من ابرز الدول حديثة الانضمام لاستهلاك السياحة في منطقة شرق البحر المتوسط نجد روسيا وبعض دول اوروبا الشرقية. إقدام السائح الروسي على اختيار مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط غَيَر خارطة السياحة بشكل كبير، اذ أنه قبل سنوات ليست بعيدة كانت العائلات العربية تتنافس بالاساس مع السائحين الألمان والطليان الذين يقصدون المنطقة، حينها كان شهرا أيار وحزيران يشهدان انخفاضا في عدد السائحين من أوروبا الغربية، وهكذا تنخفض الأسعار في فنادق الدول القريبة منا، لكن الان وبعد ان بات السائح الروسي يأتي لهذه المناطق باعداد كبيرة جدا، أصبح من الصعب إيجاد غرف في الفنادق في أشهر الصيف، مما يؤدّي بالتالي إلى ارتفاع الأسعار. من هنا أهمية الحجز المسبق، وفقا لما يقوله السيد منير ديراوي، صاحب وكالة سفر "سيف واي" في مدينة الناصرة.

أما بالنسبة لمقارنة أسعار تذاكر السفر ورزمات العطل مقارنة مع العام الماضي، فان الاجابة ليست بهذه السهولة. ذلك ان عددا من التحولات الاقتصادية العالمية تعمل باتجاهات متناقضة في آن واحد. العامل الأول هو انخفاض سعر صرف الدولار، ثانيا ارتفاع أسعار النفط ووقود الطائرات وبقية وسائل النقل، وثالثا ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية مما يساهم في رفع أسعار الإقامة في الفنادق.

بالنسبة لتذاكر السفر، يقول السيد منير ديراوي، انه في حقيقة الامر لا يوجد ارتفاع في سعر تذاكر السفر وبالدولار، لكن شركات الطيران خلقت نوعا جديدا من ضرائب السفر تحت بند ضريبة وقود تضاف الى سعر التذكرة تصل قيمتها في كثير من الحالات الى 60 دولارا او اكثر، وتتأثر من مسافة السفر. والاهم ان هذه الضريبة تتغير في فترات قصيرة ووفقا لتقلبات أسعار النفط في الأسواق العالمية، واحيانا بشكل يومي، بحيث لا يمكن لوكيل السفر ان يعطي سعر التذكرة بشكل نهائي بل يعطي تقديرا للتكلفة النهائية، في أفضل الحالات.

بالمجمل، يجمع وكلاء السفر على ان انخفاض سعر صرف الدولار يخفض سعر التذاكر بالشيكل. مما دفع بعض الشركات المطالبة بتحويل سعر التذاكر الى الشيكل. ومن الاهمية الاشارة هنا إلى ان ضرائب السفر في الدول الاوروبية تحدد باليورو، وهكذا ليس كل ثمن تذاكر السفر يحدد وفقا للدولار، بل ان هناك مركبات في تذكرة السفر تحدد باليورو.
هل ساهم انخفاض الدولار في ارتفاع عدد المسافرين؟

يبدو ان الاجابة على هذا السؤال غير قاطعة، اذ يعتقد البعض ان الجواب ايجابي وانخفاض سعر صرف الدولار ساهم في ارتفاع عدد المسافرين، خاصة للولايات المتحدة. اما البعض الاخر فيعتقد ان الإجابة على هذا السؤال سلبية، ذلك ان تفكير المستهلك العربي هو بالدولار، وهو يقارن الاسعار بالدولار وليس بالشيكل. ولتدعيم موقفهم، يقول هؤلاء ان ارتفاع عدد المسافرين العرب ليس بأمر جديد ولا هو ميزة خاصة للعام الحالي، انما دالة الارتفاع تعود لعدة سنوات الى الخلف.

ارتفاع أسعار الرزم السياحية مقارنة بالعام الماضي

لأسباب عديدة، نلاحظ ارتفاع أسعار بمعدل 20-30 % مقارنة بالعام الماضي، وذلك بسبب الطفرة السياحية العالمية وارتفاع أسعار الغذاء والوقود.

تكلفة إقامة عائلة مكونة من أربعة أنفار لمدة سبع ليال في فنادق خمس نجوم، تصل في شرم الشيخ في شهري حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو إلى 1700 و 2100 دولار على التوالي، وفي أنطاليا في الشهرين المذكورين تصل إلى 3000 و 3600 دولار على التوالي، وفي أوروبا الغربية تصل إلى 3300 و 4000 دولار على التوالي.

* في الشرم وانطاليا السعر هو لرزمة تشمل الإقامة والسفر والطعام والمشروب (ما يسمى "يشمل كل شيء"). في أوروبا هناك حاجة لإضافة المصروف اليومي، الأكل واستئجار سيارة الذي يناهز 200 يورو في اليوم الواحد للعائلة.
وفقا لتقدير وكلاء السفر، في هذا العام سيكون توجه اكبر لدى المجتمع العربي لقضاء العطلة الصيفية في شرم الشيخ، ذلك ان في هذا الموقع ما زالت تسود اسعار منطقية مقارنة بمناطق أخرى في العالم وبالأساس تركيا، نتيجة لعدة اسباب: اولا ان الاسعار في تركيا تحولت الى اليورو، اي أسعار الخدمات والأكل والمصروف، ناهيك عن ارتفاع اسعار المواد الغذائية عالميا مما ادى الى ارتفاع في اسعار الاقامة في الفنادق.

وينبع اختيار العائلة العربية لمنطقة سيناء نتيجة القرب الجغرافي وإمكانية السفر البري الذي يوفر الكثير على العائلة العربية، ونوعية الأكل القريبة من ذوق العائلة العربية والأسعار المقبولة والتي تتماشى مع ميزانيات العائلة العربية، ونوعية الفنادق الجيدة. اي ان منطقة سيناء ما زالت تحتل المكانة الأولى لدى العائلات العربية.

تقسيم المسافرين العرب للمناطق وفقا لتقديرات وكلاء السفر: 30% في سيناء، و 30% في الريفييرا التركية، و 15%-20% في الأردن، و 10% في أوروبا الغربية، و 10% في بلدان أخرى.

يقول السيد منير ديراوي إن طبيعة السفر الى الأردن مختلف عن سفر الاستجمام العائلي، وهو بالأساس للاستهلاك وليس للعطل العائلية.

ويلاحظ وكلاء السفر في السنة الأخيرة انخفاضا في عدد المسافرين الى الأردن، بسبب الأسعار المرتفعة هناك - أسعار الفنادق والمصروف اليومي- وبسبب عدم مقدرة الفنادق الأردنية منافسة فنادق سيناء او تركيا بما تقدمه للعائلة العربية من استجمام وشواطئ جميلة ومتعة للأولاد.

اما السيد غانم ابو سيف، فيرى ان هناك ارتفاعا في عدد المسافرين الى مناطق سياحية جديدة في الأردن، منها منطقة البحر الميت والعقبة التي تتطور بشكل جدي في السنوات الأخيرة.

الحكومة الاردنية تسعى لرفع اعداد السياحة الوافدة
تعمل الحكومة الاردنية، عن طريق "هيئة تنشيط السياحة" الى رفع عدد السائحين الوافدين الى الاردن، نتيجة لاهمية المردود الاقتصادي لفروع السياحة.

وقد أقيمت "هيئة تنشيط السياحة" قبل عدة اعوام بمشاركة الحكومة الاردنية والقطاع العام، للعمل على تسويق الاردن كمنطقة سياحية في العالم. تعمل الهيئة في 14 دولة، منها إسرائيل وفلسطين، بواسطة مندوبها السيد خالد الكيلاني.

في لقاء مع "مالكم" صرح الكيلاني أنه منذ إنشاء الهيئة هناك ارتفاع في عدد الوافدين الى الاردن، بالاساس على اثر اهتمام الحكومة الاردنية بتطوير "المثلث" الذهبي، الذي يشمل العقبة-البترا ووادي رام، كمنطقة سياحية مميزة. كما تعمل الهيئة على ابراز المناطق السياحية الطبيعية، وعدم التركيز فقط على منطقة عمان.

اما بالنسبة للسائح العربي من اراضي 48، يقول الكيلاني، ان المعدل التراكمي لعدد الزوار في الخمس سنوات الاخيرة بلغ 150 الف سائح. ووفقا لتقديرات غير رسمية للهيئة ينفق السائح العربي في الاردن بالمعدل 700 دولار في الزيارة، اي ان الزائرين العرب ينفقون قرابة 10 مليون دولار سنويا في الاردن، ناهيك عن انفاق السياحة التعليمية للطلاب العرب في الاردن والذين بلغ عددهم 5000 طالب.


ينصح وكلاء السفر ان تقوم العائلات العربية المعنية بقضاء عطل خارج البلاد، ان لا تتأخر بالحجز لكي تضمن غرفا لاشهر الصيف.

ولهذا الامر أهمية بالغة، اذ يقول بعض الوكلاء ان المسافر العربي وبعض مكاتب السياحة، كانت تتأخر في الحجز بشكل منهجي، اعتقادا منها انها ستحصل على اسعار افضل، على نمط حجز الدقيقة التسعين، لكن الوضع هذا العام تغير جذريا، بل ان هناك احتمالا ان ترتفع الاسعار بشكل دائم، خاصة لمن يحجز بالدقيقة الـ 90.

وتشير التوقعات ان مبيعات العام 2008 ستتخطى حجم مبيعات العام الماضي، على الرغم مما يقال عن الاوضاع الاقتصادية الصعبة.
يقول السيد منير ديراوي ان هناك ارتفاعا في عدد المسافرين الى أوروبا الغربية. بعد ان كان تطوير السياحة الى أوروبا امرا صعبا للغاية بسبب اللغة، والأكل والثقافة. الا ان ارتفاع سعر اليورو لجم هذا الارتفاع.

اما السيد غانم ابو سيف يرى ان قسما لا بأس به من المواطنين العرب أصبحوا يهتمون في التعرف والانكشاف على ثقافات جديدة ومناطق جديدة والدمج ما بين التنزه والراحة والتعرف على ثقافة وحضارة الشعوب الأخرى.

لم تعد العائلات العربية تقصد المنتجعات السياحية فقط. كما ويلاحظ وكلاء السفر اهتماما متزايدا للمسافر العربي في الدول العربية الافريقية مثل تونس والمغرب، وهي بلاد رائعة الجمال وفيها مناطق استجمام معدة بشكل جيد.
يلاحظ وكلاء السفر ارتفاعا في حجم مبيعات رزمات "شهر العسل" الى الشرق الاقصى وبالاساس لتايلند، ذلك لعدة اسباب، منها الموجة العالمية ومنها ان اسعار الفنادق والمعيشة هناك ارخص بكثير، وخاصة المصروف اليومي.

على سبيل المثال قد تكلف رزمة "شهر العسل" في بلدان اوروبا الغربية 4000$ لعشرة ايام، ولكن في عشرة ايام يحتاج الزوج الجديد الى مصروف يصل الى 2000 يورو. اما رزمات الشرق الاقصى، بالاخص تايلند، تكلف الرزمة الاساسية لمدة 14 يوما وفي فنادق فاخرة نفس تكلفة 10 ايام في اوروبا، لكن مصروف 14 يوما في تايلند لا يتعدى 1500 $ اي قرابة نصف ما يكلف لعشرة ايام في اوروبا.

اضف الى ذلك ان اشهر الصيف لا تُعد فترة الموسم في الشرق الاقصى، لذلك يمكن ايجاد فرص ممتازة لقضاء "شهر عسل" شيق وممتع هناك. تبدأ فترة الموسم السياحي في الشرق الاقصى من شهر تشرين اول الى شهر آذار. تأجيل المشتريات إلى نهاية الرحلة
فحص ما اذا كان هناك ضرائب سفر في البلد المقصود
في الحدود البرية دائما يوجد ضرائب عبور
استئجار سيارة، مفضل عن طريق وكيل السفر المحلي، مفضل استئجار سيارات تعمل على السولار (ديزل)، والتزود برخصة سواقة معترف بها في البلد المقصود.
التزود بتأمين مسافرين (يشمل تأمينا صحيا).
التزود بأرقام هواتف لحالات الطوارئ في البلد المقصود وأرقام القنصليات او السفارات الإسرائيلية.
الالتزام بقوانين البلد المقصود.
ان لا ننسى أخذ التذاكر والفاوتشر للفنادق.

التعليقات