خفض التصنيف الائتماني الأمريكي بدرجة واحدة

موجة تراجع في الأسواق العالمية حيث تراجعت أسعار النفط والأسهم متأثرة بالمخاوف من دخول الاقتصاد الأمريكي في دورة ركود جديدة

خفض التصنيف الائتماني الأمريكي بدرجة واحدة

 

خفضت وكالة "ستاندرد أند بورز" أمس، الجمعة، التصنيف الإئتماني الأميركي درجة واحدة للمرة الأولى في تاريخها، وسط امتعاض المسؤولين الأميركيين الذين وصفوا الخطوة بـ"الخاطئة".

وقالت الوكالة في بيان لها إن تخفيض التصنيف يعكس رأيها في أن خطة تخفيض الدين التي مررها الكونغرس كانت أقل مما تعتبره ضروريا لتأمين استقرار ديناميكية الدين الحكومي على المدى المتوسط.

واضافت أن "فعالية واستقرار وتوقعات مؤسسات وضع السياسيات الأمريكية ضعفت في ظل التحديات الاقتصادية والمالية المستمرة".

وقد خفضت الشركة علامة الدين السيادي من "إيه إيه إيه" إلى "إيه إيه +".

ونقلت شبكة "إيه بي سي" عن مسؤولين في الإدارة الأمريكة قولهم إن واشنطن كانت تستعد لخطة مماثلة، وقال مسؤولن إن الشركة خفضت تصنيف الدين الائتماني لأن الجمهوريين رفضوا أن تضم الخطة تخفيض الإنفاق موارد جديدة.

وأعلن مسؤول في البيت الأبيض أن قرار الشركة يستند إلى "حسابات وتخمينات خاطئة"، وقال إن "إرقامها خاطئة".

وقال مسؤولون في المالية الأمريكية إن القرار جاء بعد أن زادت الشركة خطأ تقييم توقعات الدين الأمريكي بترليوني دولار.

وتشير التقارير الاقتصادية إلى أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تمس بالاقتصاد الأمريكي على المدى البعيد، حيث يتوقع أن ترتفع نسبة الفائدة على القروض السكنية وقروض شراء المركبات وأنواع أخرى من القروض.

وعلى صلة، هوت مؤشرات أسعار الأسهم والنفط في الأسواق العالمية بشكل كبير الخميس والجمعة، متأثرة بالمخاوف المتعاظمة من دخول الاقتصاد الأمريكي في دورة ركود جديدة، ومن امتداد أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو إلى إيطاليا وإسبانيا، ثالث ورابع أكبر اقتصادات أوروبا. 

وبلغ مؤشر الأسهم الأوروبية، الجمعة، أدنى مستوى له منذ 14 شهرا، حيث انخفض مؤشر يوروفرست لـ500 سهم قيادي بأوروبا بـ2.8% متراجعا للجلسة السادسة على التوالي وراكم انخفاضا بنسبة 11% هذا الأسبوع، وقال محلل أسهم بلندن إن آفاق الوضع الاقتصادي تمارس ضغوطا هائلة على المستثمرين.
 
وفي ألمانيا هوى مؤشر داكس فرانكفورت للأسهم القيادية بـ3.19% في بدء التعاملات اليوم وسط تخوفات من موجة ركود مزدوج بأوروبا والولايات المتحدة
 
وفي مدريد انخفض مؤشر الأسهم بنحو 2.40% اليوم بفعل تخوف المستثمرين من أن يقود الارتفاع الكبير لمخاطر الديون السيادية الإسبانية إلى أزمة جديدة.
 
وفي سياق موجة الانخفاض أيضا تراجع سعر خام النفط الأميركي الجمعة دون مستوى 86 دولارا مقتربا من أكبر انخفاض أسبوعي منذ بداية شهر مايو/أيار الماضي، كما تراجع سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي بـ9% ليستقر سعره على 107.25 دولارات بعد انخفاضه ستة دولارات في الجلسة السابقة.
 
وفي آسيا هبط مؤشر "نيكي" القياسي للأسهم اليابانية بأكثر من 4% وهو أدنى مستوى في خمسة أشهر في التعاملات المبكرة الجمعة متضررا من خسائر كبيرة في أسواق الأسهم الأميركية والمخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، حيث تراجع مؤشر داون جونز الصناعي بأكثر من 500 نقطة وهو أكبر انخفاض منذ الأزمة المالية للعام 2008.
 
وفي هونغ كونغ فتح مؤشر هانغ سنغ على انخفاض بـ4.3%، وهو أدنى انخفاض له منذ عشرة أشهر.
 
من جانب آخر، يجري الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو مباحثات عبر الهاتف بشأن اضطراب الأسواق المالية نتيجة تنامي المخاوف بشأن أزمة الديون الأميركية وتعافي الاقتصاد الأميركي.
 
بينما دعت الصين واليابان إلى تنسيق على الصعيد العالمي لتطويق الخسائر الكبيرة في الأسواق نتيجة توجه أزمة الديون الأوروبية لتصبح خارج السيطرة والتخوف من ركود جديد لأكبر اقتصاد في العالم.

التعليقات