تزايد التخوفات من تباطؤ الاقتصاد العالمي وأزمة اقتصادية عالمية

رغم التفاؤل المشوب بالحذر الذي سيطر على العديد من الأسواق العالمية، إلّا أنّ التّخوّفات حول مستقبل الاقتصاد خلال العام الجاري، عادت للسيطرة بشكل أقوى، لتتّجه نحو التحفظ في الاستثمار وضخ السيولة، انتظارا لما سيجري من تطورات تمتد من شرق الكرة الأرضية

تزايد التخوفات من تباطؤ الاقتصاد العالمي وأزمة اقتصادية عالمية

(Pixabay)

رغم التفاؤل المشوب بالحذر الذي سيطر على العديد من الأسواق العالمية، إلّا أنّ التّخوّفات حول مستقبل الاقتصاد خلال العام الجاري، عادت للسيطرة بشكل أقوى، لتتّجه نحو التحفظ في الاستثمار وضخ السيولة، انتظارا لما سيجري من تطورات تمتد من شرق الكرة الأرضية حتى غربها.

فعلى الرّغم من التوصل إلى هدنة بين الولايات المتحدة والصين بشأن حربهما التجارية الممتدة منذ آذار/ مارس الماضي، إلا أن الحرب التّجارية بين البلدين ما زالت تشكّل سببًا قويًّا لتوقّع تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي.

فقد أثّرت الحرب التجارية على الاقتصاد العالمي؛ لارتباطها بالنفط والطلب عليه، كما أثرت على سعر الدولار، وعلى حجم الصادرات الصينية لبلدان العالم. كما تباطأ نمو الاقتصاد الصيني إلى 6.6% في 2018، ليسجل بذلك أدنى مستوى منذ 1990، حسب بيانات رسمية صدرت، الأسبوع الماضي، فيما قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تصريحات صحفية، الأسبوع الماضي، إن هبوط نمو الاقتصاد الصيني لمستويات متدنية سببه الحرب التجارية.

كذلك، وصلت قضية انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي منحى خطيرًا، بعد غياب توافق داخل المملكة المتحدة لآلية الخروج من الاتحاد المقرر له في 29 آذار/ مارس المقبل. والأسبوع الماضي، قالت، مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، إن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي يثير ضبابية في أوروبا والمملكة المتحدة، في 2019.

وحذرت لاغارد، في تصريحات لها خلال فعاليات منتدى "دافوس 2019"، من أن الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق سيكون "السيناريو الأسوأ"، إذ ما تزال خيارات الانفصال مفتوحة على عدة احتمالات، وذلك قبل شهرين من الخروج، الذي يرى محللون أنه قد لا يتم بموعده، أو سيتم دون اتفاق، أو قد يتم الإعلان عن استفتاء ثان.

وفي سياق آخر، لم تنجح عديد الاقتصادات الناشئة حول العالم، كالبرازيل والأرجنتين والصين وروسيا، في تحقيق التوازن الاقتصادي والمالي، بعد تخارج سيولة مالية منها خلال الشهور الماضية؛ ما يدفع نحو قلق في تلك الدول والبلدان الشريكة معها تجاريًّا.

وتتأثر الاقتصادات الناشئة، من خلال تراجع الطلب العالمي على صادرات تلك الدول السلعية والخدمية، فيما بعض الاقتصادات الناشئة نفطية مثل روسيا؛ إذ سيدفع هبوط أسعار الخام إلى ضغوطات على ماليتها العامة.

وعلى إثر التطورات الاقتصادية، خفض صندوق النقد الدولي، الشهر الجاري، توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي بـ0.2% في 2019 إلى 3.5%، وبنسبة 0.1%في 2020 إلى 3.6%. كذلك، فقد خفض البنك الدولي في تقرير له، الشهر الجاري، توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي 2019 بنسبة 0.1% إلى 2.9%، فيما خفضت الأمم المتحدة توقعات النمو بنسبة 0.1% للعام الجاري إلى 3%.

وفي 2019، خفض صندوق النقد الدولي توقعات نمو الاقتصاد الأمريكي بـ0.1% إلى 2%، ومنطقة اليورو بـ0.3% إلى 1.6%. كما تم خفض توقعات النمو لروسيا بنسبة 0.2% إلى 1.6%، والسعودية التي تعدّ أكبر مصدر للنفط في العالم، بنسبة 0.6% إلى 1.8%، والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى بنسبة 0.3% إلى 2.4%.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، حذر رجل الأعمال العربي طلال أبو غزالة، صاحب مجموعة أبوغزالة للتدقيق، وتعمل في عدة بلدان عربية، من أزمة اقتصادية، ستضرب العالم بحلول 2020 مركزها الولايات المتحدة.

أبو غزالة الذي كان يتحدث لصحيفة "البلاد" البحرينية، أشار إلى أن ما سيحدث هو أزمة اقتصادية، ستأكل "الأخضر واليابس"، وستؤدي إلى كساد كبير، وغلاء وبطالة وارتفاع "فاحش" في الأسعار، وقال إنّ "الغرب بدأ بالفعل استعداده وبات قلقا تجاه الأمر، لكننا للأسف في الدول العربية ما زلنا "نائمين"، حيث لا تحركات جدية ولا تجهيزات ذات قيمة".

وكانت وكالة بلومبيرغ قد قالت، يوم أمس الإثنين، أن الولايات المتحدة تتحضر لإصدار أدوات دين بقيمة تريليون دولار خلال العام الجاري، لسد عجز الموازنة، والولايات المتحدة، صاحبة أكبر دين عام داخلي وخارجي مستحق عليها بقيمة تبلغ 72.1 تريليون دولار أمريكي، وفق بيانات رسمية.

التعليقات